رد: العفو....... والصحة
جزاك الله أخي الكريم على هذا الموضوع : قال الشيخ ابن عثمين رحمه الله :وقوله: { إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } ،فإذا أساء إليكم إنسان، فعفوت عنه ؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك.
ولكن العفو يشترك للثناء على فاعله أن يكون مقرونًا بالإصلاح ؛ لقوله تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [الشورى : 40] ، وذلك أن العفو قد يكون سببًا للزيادة في الطغيان والعدوان ، وقد يكون سببًا للانتهاء عن ذلك، وقد لا يزيد المعتدي ولا ينقصه.
1 -فإذا كان سببًا للزيادة في الطغيان ؛ كان العفو هنا مذمومًا ، وربما يكون ممنوعًا ؛ مثل أن نعفوا عن هذا المجرم ، ونعلم - أو يغلب على الظن -أنه يذهب فيجرم إجرامًا أكبر ، فهنا لا يمدح العافي عنه ، بل يذم.
2 -وقد يكون العفو سببًا للانتهاء عن العدوان ؛ بحيث يخجل ويقول : هذا الذي عفا عني لا يمكن أن أعتدي عليه مرة أخرى، ولا على أحد غيره. فيخجل أن يكون هو من المعتدين وهذا الرجل من العافين ؛ فالعفو محمود ومطلوب ،وقد يكون واجبًا.
3 -وقد يكون العفو لا يؤثر ازديادًا ولا نقصًا ، فهو أفضل؛ لقوله تعالى : { وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [البقرة : 237] .
*وهنا يقول تعالى: { أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } ؛ يعني: إذا عفوتم عن السوء ؛ عفا الله عنكم ، ويؤخذ هذا الحكم من الجواب: { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } ؛ يعني : فيعفو عنكم مع قدرته على الانتقام منكم ، وجمع الله تعالى هنا بين العفو والقدير؛ لأن كمال العفو أن يكون عن قدرة . أما العفو الذي يكون عن عجز ؛ فهذا لا يمدح فاعله ؛ لأنه عاجز عن الأخذ بالثأر . وأما العفو الذي لا يكون مع قدرة ، فقد يمدح ،لكنه ليس عفوًا كاملًا، بل العفو الكامل ما كان عن قدرة. اهـ كلامه رحمه الله .
التوقيع |
[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink] |
|