رد: فكرة المليون رد .............!!!
قمر في بغداد
لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه *** قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه
جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه *** مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه
فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً *** مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه
قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه *** فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه
يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه *** مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه
مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه *** رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه
كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل *** مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه
إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً *** ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه
ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه *** رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه
قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو *** لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه
لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى *** مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه
والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت *** بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه
والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه *** إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه
استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً *** بالــكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه
ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي *** صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً *** وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه
لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ *** عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه
إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه *** بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه
رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته *** وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه
ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا *** شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه
اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه *** كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه
كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له: *** الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه
ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه *** لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه
إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا *** بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه
بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه *** بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه
لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا *** لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني *** بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه
حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ *** عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه
قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً *** فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه
بالله يا منزل العيش الذي درست *** آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه
هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا *** أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه
فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله *** وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه
مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه *** كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه
ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا *** جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه
لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــ*** بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه
عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً *** فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه
عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا *** جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه
وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه *** فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه
|