عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2009, 02:34 AM   رقم المشاركة : 2595
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

رعدالمصيف غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فكرة المليون رد .............!!!

قمر في بغداد

لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه *** قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه

جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه *** مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه

فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً *** مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه

قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه *** فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه

يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه *** مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه

مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه *** رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه

كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل *** مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه

إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً *** ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه

ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه *** رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه

قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو *** لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه

لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى *** مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه

والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت *** بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه

والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه *** إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه

استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً *** بالــكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه

ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي *** صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه

وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً *** وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه

لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ *** عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه

إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه *** بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه

رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته *** وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه

ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا *** شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه

اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه *** كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه

كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له: *** الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه

ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه *** لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه

إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا *** بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه

بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه *** بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه

لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا *** لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه

ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني *** بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه

حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ *** عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه

قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً *** فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه

بالله يا منزل العيش الذي درست *** آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه

هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا *** أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه

فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله *** وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه

مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه *** كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه

ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا *** جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه

لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــ*** بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه

عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً *** فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه

عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا *** جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه

وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه *** فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه






رد مع اقتباس