عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2009, 09:48 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشاري العقيلي الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حول قول الرسول <<غفرانك>>

أحسن الله إليك أخي الكريم ، موضوع جدا ممتاز ، كثيرا من الناس يقولون هذا الدعاء ولا يدري ما هي الحكمة من ذلك ، وحكم الله في شرع شرائعه لا تنقضي ، ومن تلك الحكم التي ذكرها بعض الشراح : أن الإنسان لما تخلى الأذى المؤذي في بدنه سال الله أن يخليه من الأذى إلى هو العقوبة لان الذنوب تثقل الكاهل وتهلك الإنسان وهذا الخارج الخبيث أيضا يؤذي الإنسان ويثقل كاهله ويؤدي إلى الهلاك لو احتبس البول أو الغائط هلك الإنسان فلما تذكر الإنسان أن الله خفف عنه بخروج هذا الأذى سال الله أن يخفف عنه ذنوبه .
وقيل أيضا : التَّوْبة مِن تقَصْيره في شُكْر النّعْمة التي أنعْمَ بها عليه من إطْعامِه وهَضْمِه وتَسْهيل مَخْرجه فلجأ إلى الاسْتِغفار من التَّقْصير .
وبعضهم يقول: إنما يقول: (غفرانك) لأنه كل إنسان حينما أنعم الله عليه بنعمة العافية، ورزقه الطعام والطيبات من الرزق، وأكل واستمتع وانتفع في بدنه، ثم إن هذا الخارج عبارة عن فاضل هذه النعمة بعد أن أخذ منها فائدتها واستفاد الجسم منها، ويسر الله خروج المؤذي منها، فإذاً: هذه نعم متوالية: نعمة العافية، ونعمة الطيب من الرزق، ونعمة الاستمتاع بالطيب الحلال، ثم نعمة وإخراج المؤذي من تلك النعمة وفضلاتها نعمة أخرى.
ولذا يقولون: إن بعض الملوك دخل عليه شخص من زهاد الدنيا وقال: ماذا تطلب؟ قال: وما الذي لديك؟ قال: ما تريده.
قال: كل ما عندك لا يساوي بولة ولا كأس ماء.
قال: كيف هذا؟ قال: إذا كنت في فلاة ونفد ماؤك وأشرفت على الموت وتطلب كأس ماء، أتشتريه بالملك أو لا؟ قال: نعم.
قال: إذاً: ملكك لا يساوي إلا كأس ماء، وإذا شربتها واحتبس عليك البول، وطلبت إخراجه، أتدفع ملكك في إخراج هذا البول أو لا؟ قال: نعم.
قال: إذاً: ملكك لا يساوي كأس ماء تشربها ولا بوله تخرجها.
فجزاك الله أخي الكريم على هذا الموضوع النافع .






التوقيع

[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink]

رد مع اقتباس