رد: فكرة برج المليون رد .............!!!
[mark=0000ff]نشر بجريدة المدينه السعوديه الأربعاء, 4 فبراير 2009
منذُ زمنٍ تراودني فكرةُ طرقِ هذا الموضوعِ وكنتُ أؤجلُها لسببٍ أو آخر ، ويرجعُ الفضلُ لتذكيري بها لأحدِ القراءِ الأفاضلِ من الجزائر ، حيثُ طلبَ مني برسالةٍ الكترونيةٍ الكتابةَ عن هذهِ الفئةِ المهمشةِ في مجتمعاتِنا ولهُ كلُّ الحقِ أنْ ينادي بذلك ، حيثُ تعرَّضَ لحادثِ سيرٍ منذُ عامين جعلَه ينضمُّ لمنْ نطلقُ عليهم (ذوي الاحتياجات الخاصة) وكنا في السابقِ نسميِهِم ( المعاقين ) وأعتقدُ أنَّ الأجدرَ أن نطلقَ عليهِم لقبَ (المفعَّلين ) حيث إنهم لا بد أن يفعَّلوا في المجتمعِ ليكونوا في موقعِ العطاءِ والمشاركةِ الفعليةِ وليسَ أن ننظرَ لهم كأشخاصٍ محتاجينَ للمساعدةِ والشفقة .. فهذا يزيدُهُم حزناً وانكساراً على ما بهم .
ومنْ يقارنُ بينَ حالِهِم في بلادِنا العربيةِ والدولِ الغربيةِ سيجدُ الفرقَ كبيراً ولا مقارنةَ أصلا ً .. فهناكَ تجدُ كلَّ شيءٍ ميسراً لهم لممارسةِ حياتِهِم الطبيعيةِ بدونِ أي قيودٍ أو متاعبَ سواءً في المواصلاتِ العامةِ أوالشوارعِ وحتى أماكنَ الترفيه .. ويحضُرُني هنا حلقةٌ من برنامجِ خواطر ومقدمُه أحمد الشقيري ، حيث استضاف فيها شاباً مثَّلَ أنه من هذه الفئةِ لمدةِ يومٍ واحد ، فوجدَ صعوبةً بالغةً في كلِّ مكانٍ ذهبَ له بشكلٍ جعلَه يشعرُ بالغبنِ وعدمِ المساواةِ مع غيرِهِ من الناس .
إنَّ اهتمامَنا بهؤلاءِ البشرِ هوَ دليلُ الرقيِ والتحضرِ والإنسانيةِ ، وقدْ يكونُ أيٌ منهم قريباً لنا فهلْ يرضينا أنْ يتعرضَ للتهميشِ وعدمِ التقديرِ من المجتمعِ ، بلْ كلٌّ منا معرضٌ في أي وقتٍ لأن ينضمَّ لهم .. فليتخيلْ ما يريدُهُ هو من الآخَرين ويفعله الآن معهم .
لا بد أن يتمَ توفيرُ مقوماتِ الحياةِ الكريمةِ المنتجةِ لهم بدلَ أن يشعروا أنهم عالةٌ على مجمتعِهِم وذويهم .. ويتحققُ ذلك من خلالِ وضعِ برامجَ تشغيليةٍ خاصةٍ بهم وتناسبُهُم كلٌّ وفقَ حالتِه ، وأنْ نأخذَ في الحسبانِ وجودَهُم عندَ تخطيطِ شوارِعِنا وأسواقِنا ومدنِنا بشكلٍ عامٍ .. وهذا نداءٌ للمسؤولينَ بأنْ يعيدوا حساباتِهِم ويوجهوا اهتمامَهُم لهذا الأمرِ الذي لا يقلُّ أهميةً عن أي مشروعٍ آخرَ يفيدُ المجتمعَ .. وعندي ثقةٌ تامةٌ أنَّ المردودَ الإيجابيَ لذلكَ سيعودُ بالنفعِ ليسَ عليهِم فقطْ بل حتى على المجتمعِ والأمة .
ربما لا توجدُ إحصائيةٌ لعددِهِم في وطنِنا العربيِ .. لكنَّهُم ليسوا قليلاً ، وبالتأكيدِ زادَ الرقمُ بعدَ أحداثِ غزةَ الأخيرةِ وتعرضِ الآلافِ للقصفِ ولإعاقاتٍ دائمة ، ولا بد أنْ يكونَ لهم نصيبٌ كبيرٌ من الرعايةِ والتأهيلِ النفسي والجسدي .
كما أقترحُ عملَ مسابقةٍ لاختيارِ مسمى مناسبٍ لهذهِ الفئةِ ويتمُ فيها اختيارُ أزين اسمٍ ، لأنَّ مسماهم الحالي يندرجُ تحتَه الجميعُ ، فكلُّ الناسِ ذوو احتياجاتٍ خاصةٍ . وأنا شخصياً اخترتُ لهم اسمَ ( المفعَّلين ) لنفي صفةِ المهمشين عنهم .. وبانتظار آرائِكُم واقتراحاتِكُم [/mark]
| التوقيع |
|
:::::
 |
|