عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2009, 02:28 AM   رقم المشاركة : 3284
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية الثعلب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الثعلب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فكرة برج المليون رد .............!!!

البيروقراطية



مـصـطـلـح يـعـبــر عــــن سلوك ومدرسة إدارية في آن واحد. يرجع تاريخ هذا
المصطلح إلى الإغريق؛ حيث استُقي مـــــن كلمة (Kratia) التي تعني القــوة،
ثم تحولت إلى الفرنسية واستقت منها مصطلح (Bureaucracy) المتداول حالـياً
والذي يتكون من جزأين: الأول (Bureau)يعني المكتب (أي المنضدة) والثاني
(Carcy) ويقـصد به الحكم. وعليه فيمكن فهم أصل كلمة البيروقراطية على أنها
حكم المكتب، أو الحكم عن طريق المكتب.
لقد كان الفرنسيون أول من استخدم كلمة بيروقراطية وكان ذلك فـي الـقـــــرن
الثامن عشر الميلادي، ثم تداولها الألمان، وعرفت هناك بـ (Burokratie). وفي
منـتـصف القرن الثامن عشر وصلت إلى الساحة الأكاديمية عبر علماء الاجتماع
الذي منه ولد علـم الإدارة آنذاك، وأصبحت مدرسة إدارية منظِّرة لها سماتها
وأهميتها، واعتبرت أول نـمـــوذج مـتـكـامــل للـمــنـظـمات، والأساس الأول
لنظرية التنظيم العالمي، وسمي عالم الاجتماع الألماني الذي شارك في هذه
الصياغة ماكس فيبر بأبي البيروقراطية.
لقد كان للـفـتــرة التي عـاشـهــا ماكس فيبر (1864 ـ 1920م) الأثر الأكبر في
التأثير على صياغة هذه المدرسة؛ فقد تزامنـت مع نهاية عصر الإقطاع والتحلل من
النظم التي سخرت العبيد للعمل في المزارع إلى نظـام الأجور وظهور المصنع
والآلة وبداية العلاقة الحقيقية بين الرئيس والمرؤوس والحاجة إلـى التخصص في
أنماط العمل وغيرها من متطلبات عصر الآلة ولم تكن هذه الملابسات في
الـمـصـنــع فـقــط؛ بل شملت الاستقلال السياسي وظهور الدول الحديثة وتشكُّل
أجهزة الحكومات التي أُنـيــط بها عبء التنمية الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية، واعتُبر آنذاك أن الاعتماد على دور الحكومات والحاجة إلى السلطة
والمركزية في اتخاذ القرار ضرورة للقيام بهذا الدور؛ إذ إن القـطــــاع الخاص
لم يكن قد قدَّم تجربة تذكر في مجال التغيير والتنمية.
لقد ساهمت هذه الملامح وغيرها في صياغة المدرسة الإدارية الأولى التي نادت
بما يلي:
1 - التحديد الدقيق والتعريف الجديد للسلطة الرأسية الهرمية.
2 - تقييم العمل على أساس مبدأ التخصص وتحديد المسؤوليات.
3 - وجود نظام واضح للقوانين والأنظمة الخاصة بحقوق وواجبات الموظفين.
4 - وجود نظام إجرائي دقيق لمعالجة الحالات الإدارية.
5 - العلاقة بين العاملين علاقة عملية موضوعية، ولا دور للعلاقات الشخصية.
6 - اختيار المتقدمين للعمل وترقية الموظفين ومكافأتهم على أساس الكفاءة
والمعرفة فقط.
كان لهذه المدرسة مؤسسون تجدر الإشارة إليهم:
ريتشارد هول R. Hall، فريدريك Fredrik، بارسون Parsons، برجر Berger. وغيرهم.
وكان من وصف هذه المدرسة بخصائص ثلاث، وعرفت بذلك حتى يومنا هيدي Heedy
1984م:
1 - الهرم الوظيفي (السلطة الإدارية والهيكل الهرمي).
2 - التخصص (تقسيم العمل).
3 - التأهيل أو الكفاية، (اختيار الأشخاص المؤهلين).
لقد تربعت هذه المدرسة حقبة طويلة من الزمان وكانت الدول النامية تستقي
التجربة من الدول المتقدمة الغربية التي تأسست فيها البيروقراطية ابتداءًا،
وكان لها بعض المزايا التي نتـجـت مــــن تطبيقاتها وهي: تحديد المسؤوليات،
ووجود أنظمة سير العمل والمعاملات، وتحديد الـصـــلاحـيـات بيد الطبقات
العليا من التنظيم وعدم السماح بالتسيب والمرونة في اتخاذ القرار حرصاً عـلـى
ضـبـــط الأمور، وسيطرة القانون لا البشر العاملين، وغيرها من ملامح الإدارة
البيروقراطية. كل هــذا وغيره من الملامح والسمات جعل هذه المدرسة تُعرَف عبر
السنوات بما يسمى: (نظام المركزية في الأعمال الرسمية) إشارة إلى انتشارها في
الدوائر الحكومية. وليس من الغريب أن تجد في معجم ومصطلحات الاقتصاد والمال
وإدارة الأعمال هذا التعريف لمصطلح الـبـيـروقـــــراطية Bureqacrcy: «نظام
يعتمد المركزية في الأعمال الحكومية الرسمية، ويقر التدرُّج الـطـــويل في
السلطة والمسؤولية وتعدد الأقسام في الدائرة الواحدة وارتباطها برئيس
واحد».

هل يمكن أن نصل إلى خلاصة لهذا المصطلح؟ أحسب أن هذا
المصطلح يصف بالعـمـوم مدرسة إدارية استطاعت أن تطبع المنظمة أو الجهاز
بالآتي: «تنظيم رسمي يرتكز على التنظيم الهرمي للسلطة، وعلى قوانين وقواعد
دقيقة لإجراءات العمل وعلاقات الأفراد العاملين».
لقد كان لـهــذه المدرسة عيوب عدة يراها أصحاب المدرسة الإدارية الحديثة؛ فما
هي هذه العيوب؟ وبماذا ينادي أصحابها؟
عيوب البيروقراطية:
1 - عدم الاهتمام بتنمية الفرد وتطوير الشخصية الإنسانية الناضجة.
2 - عدم إعـطــــــــاء أي اعتبار للتنظيم غير الرسمي، وعدم القدرة على
معالجة المشاكل الطارئة وغير المتوقعة.
3 - عدم استثمار الـطـاقـــــات البشرية التي تعمل في الجهاز البيروقراطي
استثماراً جيداً بسبب انتفاء الثقة والاعتماد على القوانين والعلاقات غير
الإنسانية، والخوف من الوقوع في الخطأ والانتقام... الخ.
4 - لا يتضمن النموذج البيروقراطي وسائل كفيلة بحل الخلافات والنزاعات بين
المراتب المختلفة أو بين المجموعات الوظيفية المتباينة.
5 - عدم قدرة التنظيم البيروقراطي على استيعاب التكنولوجيا الحديثة والفنيين
والعلماء.
6 - قِدَمُ نظم الرقابة والسلطة التي نص عليها التنظيم، وكونها نظماً
مُستهلَكَة.
7 - عدم توفير العملية القضائية الكافية.
8 - عدم توفر قنوات سليمة للاتصال داخل المنظمة نظراً للتنظيم الهرمي
(الهيراركي).
9 - المساهمة في تطور نمط موحد علماً بأن البيروقراطية ذات توجه جماعي.
10 - تدعو إلى الآلية في العمل والكسل والخمول بسبب سيطرة القوانين والنظم
وعدم توفر الأجواء المناسبة للابتكار والإبداع.






التوقيع

رد مع اقتباس