عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2009, 02:39 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف لمجلس أبي ذؤيب الهذلي للشعر الفصيح

 
الصورة الرمزية رداد الفضلي الهذلي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

رداد الفضلي الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي مقال ( الإرادة الحديدية )

الإرادة الحديدية

رأيتهم بعيد المغرب متوجهين إلى مدرستهم وقد كسا لحاهم الوقار ,

فمنهم من يتوكأ على عصاه ,

ومنهم من يمشي الهوينى ,

ومنهم من يقتلع الخطى ؛

يتأبطون كتبهم .

يرتدون عباءة سمو الهمة , وعلى رؤوسهم عمامة العزيمة والطموح , فلم يمنعهم كبر سنهم من طلب العلم والقعود على مقاعد الدراسة ,

فلله درهم .

أولئك هم الدارسون بمحو الأمية بمدرستنا .

هم الآن قد أكملوا عاما دراسيا , وبدؤا في العام الثاني ولا يزالون بنفس الطموح والإصرار , ولا أقول إلا ما شاء الله لا قوة إلا بالله .

وقد جلست مع بعضهم فرأيت فيهم عزيمة قلما نجدها في شباب اليوم , وحدثوني أنهم سعداء بهذه المدرسة , ويقولون الحمد لله على كل حال فقد مضى من أعمارنا الكثير ونحن في جهل , ونتمنى أن نختم حياتنا بالعلم ومعرفة أمور ديننا , ولنتعلم قراءة القرآن من المصحف , ولم نأت لنيل الشهادة وإنما للعلم , ولا نريد إلا رضى ربنا , ولا نريد من الناس جزاءً ولا شكوراً .

وقال لي أحدهم : إننا كنا قديما لا نعرف الفاتحة . فقلت له : كيف كنتم تصلون ؟
قال : كنا نصلي , ولكننا لا نقرأ الفاتحة , وإنما نقرأ دعاءً نظنه الفاتحة , فأسمعنيه فإذا به دعاء مسجوع قريب في لفظه وسجعه من أشعار البادية .

هاهم في عامهم الثاني يأتون إلى المدرسة كل يوم مثابرين منتظمين , فرحين بما آتاهم الله ,

وليسوا كبعض كبار السن الذين تأخذهم العزة بالجهل ؛ فإذا سألت أحدهم هل تجيد الفاتحة ؟ قال : نعم أعرفها , والغضب على محياه , وإذا أكثرت عليه الإلحاح بالقراءة قرأ قراءة تغير المعنى , ويصر على خطئه , وإذا أردت تعليمه أبى واستكبر وكان من الجاهلين .

فالعلم لا يعرف العمر ولكن يعرف الإخلاص , والنماذج كثيرة على هذا , فقد أخبرنا بعض أهل العلم عن رجال ونساء حفظوا كتاب الله وأعمارهم تجاوزت الستين فلم يكن تقدم العمر عائقا عن ذلك .
ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر


بقلم / رداد بن شبير الفضلي الهذلي

رابط المقال بصحيفة الوئام , وشكرا لمن علق عليه
http://www.alweeam.com/news/articles...how-id-744.htm






التوقيع

وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتها

كما قد تنسّي لبّ شاربها الخمرُ

رد مع اقتباس