رد: رحلة للمتنبي
حياك الله وحيا اختياراتك السديدة أخي (أبو المثلم)،
وجميل منك هذا الاختيار من ديوان المتنبي،
ورغم أن المتنبي كال الهجاء لكافور الأخشيدي،
إلاّ أنه لم يستطع أن يحتال عليه بمدحه واستجدائه
فلم يوله ولاية ولم يوكل له مسؤولية تذكر،
أبا المسك هل في الكأس فضلاً أناله *** فإني أغني منذ حينٍ وتطرب
رغم أنه مدحه بتسع وستين قصيدة !!
بل كان كافور يثمن مدائحه له بالهدايا والدنانير الذهبية ..
=====
ومادام أننا في حضرة أبي الطيب ، فأستأذنك في إيراد بعض أبياته
التي تروقني كثيراً :
عـدوك مذمـوم بكـل لسـانِ :: ولو كان من أعدائـك القمـرانِ
ولله سـر فـي عـلاك وإنمـا :: كلام العدي ضرب من الهذيـانِ
أتلتمس الأعداء بعد الـذي رأت :: قيـام دليـلٍ أو وضـوح بيـانِ
رأت كل من ينوي لك الغدر يبتلي :: بغـدر حيـاةٍ أو بغـدر زمـانِ
برغم شبيبٍ فارق السيف كفُـه :: وكانا على العـلاتِ يصطحبـانِ
كأن رقاب الناس قالـت لسيفـه :: رفيقـك قيسـي وأنـت يمانـي
فإن يك إنسانا مضـى لسبيلـهِ :: فـإن المنايـا غايـة الحيـوانِ
وما كان إلا النار في كل موضعٍ :: تثير غبارا فـي مكـان دخـانِ
فنـال حيـاة يشتهيهـا عـدوهُ :: وموتا يشهي الموت كل جبـانِ
نفى وقع أطرافه الرماح برمحهِ :: ولم يخش وقع النجم والدبـرانِ
ولم يدر أن الموت فوق شواتـهِ :: معار جنـاحٍ محسـنِ الطيـرانِ
تقبل تحياتي وتقديري ،،،
|