عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2009, 06:44 PM   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

أم دانة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أخطأ النابغة وأصاب حسان

أحترم كثيرا هذا الرأي النقدي للأستاذ الفاضل المرموق فكرًا وها أنا أسجل اتباع منجزه المعرفي والنقدي بفرح وحبور، إذ يحق لنا الفخر بمثل هذا الفكر الجاد والوعي الأدبي ؛ ولكن اسمح لي أخي الكريم تسجيل مروري بعرض رأيي المتواضع إذ لمست تحاملا على النابغة الذي شغل زمانه ومازال يشغلنا كما ذكر فاروق شوشة في مقاله "جمال العربية " هذا شاعر قديم دار من حوله كلام كثير, وشغل زمانه, ولا يزال يشغلنا بعد خمسة عشر قرنا من الزمان.
وأرى أن النابغة في سوق عكاظ أراد أن ينتصر لنفسه في نقده المجحف , والسبب أن حسان تفوق عليه عند عمرو بن الحارث
إذ لم تستند في هذا الرأي لمجرد رغبتك أن يكون هو الصواب ثم ألا تلاحظ معي أخي الكريم أن الملامح النقدية تعبر عن رأي صاحبها وإن كنت أتفق مع قدامة بن جعفر فيما قال إلا أن هذا لايخرج النابغة عن كونه طرح فكر نقدي كان أساسا للنقد في ذكر الهنات وبدائلها وليس مجرد الأحكام المطلقة والعامة ، كما أنك أخي الفاضل ماتطرقت في نقد النابغة إلا لما أثبت عكسه قدامة بن جعفر ولم تعرض ماذهب إليه من استخدام جموع القلة ومارمت إليه من رؤى نقدية ناضجة.
هذا وقد ورد في ردك
للأخ الكريم :
فالنابغة قد أقوى في أول بيتين من معلقته،
فكيف يحـّكم في شعر الفحول، ويـُعتد بمقاله،
قولك :
يكفيه أنه لا يقول الشعر إلا إذا رهب



كان من الأولى الرد على الأخ " الفارس " بأن الإقواء عيب وقع فيه الكثير من الشعراء لا سبيل لحصرهم ومنهم الشاعر حسن بن ثابت رضي الله عنه الذي نحن بصدد الحديث عنه في قوله :
لا بأس بالقوم من طول ومن قصرٍ
جسم البغال وأحلام العصافيرِ
كأنهم قصب جُوفٌ أسافله
مثقّب نفخت فيه الأعاصيرُ
كما أنه فاجأني ردك بقولك " يكفيه أنه لا يقول الشعر إلا إذا رهب " وأنت القارئ الباحث الذي لا يخفى عليه مدلول هذه العبارة إذ لا مجال للتشكيك في شاعرية هذا الفحل الذي اجتمعت كلمة النقاد على أنه( أحد شعراء الطبقة الأولى إن لم يكن رأس هذه الطبقة بعد امرئ القيس، وليس أدلّ على علو منزلته من ترأسه سوق عكاظ ومما روي عن أبي عبيدة قوله: يقول من فضّل النابغة على جميع الشعراء: هو أوضحهم كلاماً وأقلهم سقطاً وحشواً، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع ولشعره ديباجة.
وذكر أبو عبيدة أيضاً أنه سمع أبا عمرو بن العلاء يقول: "كان الأخطل يشبّه بالنابغة". وعن أبي قتيبة، قال الشعبي: دخلت على عبد الملك بن مروان وعنده رجل لا أعرفه، فالتفت إليه عبد الملك فقال: من أشعر الناس فقال: أنا، فأظلم ما بيني وبينه، فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين فتعجب عبد الملك من عجلتي فقال: هذا الأخطل، فقلت أشعر منه الذي يقول:
هذا غلام حسن وجهه- مستقبل الخير سريع التمّام
فقال الأخطل: صدق أمير المؤمنين، النابغة أشعر مني، فقال عبد الملك: ما تقول في النابغة قلت قد فضله عمر بن الخطاب على الشعراء غير مرّة. ولم تكن منزلة النابغة عند المحدثين بأقل منها عند الأقدمين فقد شهد كثيرون منهم بما في شعره من إيقاع موسيقي، وروعة في التشبيه، وبراعة في أغراض الشعر المتباينة ولا سيما في الوصف والمدح والاعتذار، وفي ديوانه من هذه الفنون العديد من القصائد الدالة على نبوغه وشاعريته، في مخاطبة الملوك وكسب مودّتهم والاعتذار إليهم حتى قيل "وأشعر الناس النابغة إذا رهب") والمقصود هنا إيجاده فن الاعتذار الذي يحسب له لا عليه أخي الفاضل ولعل إعجاب حسان به دليل أقوى لدى محبي حسان بشاعرية النابغة حيث يقول "فما حسدت أحداً حسدي النّابغة لما رأيت من جزيل عطيته، وسمعت من فضل شعره".
ولعل الرد الشافي فيما قاله عنه بديع الزمان الهمذاني: والنابغة "لا يرمي إلا صائباً".
ملحوظة أنا من محبي شعر حسان ومفضليه .

دمت أخي الكريم قارئا وباحثا وملهما لنا بهذه الأفكار النيرة ، تقبل مروري و لك شكري.

أم دانة






آخر تعديل أم دانة يوم 03-29-2009 في 07:02 PM.
رد مع اقتباس