رد: عينيـة أبي ذؤيب الهذلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبا صبوة
صَبَا صَبوَةً بَل لَـجَّ وَهُـوَ لَجـوجُ
وَزالَت لَهـا بِالأَنعَمَيـنِ حُـدوجُ
كَما زَالَ نَخـلٌ بِالعِـراقِ مُكَمَّـمٌ
أُمِرَّ لَهُ مِـن ذي الفُـراتِ خَليـجُ
فَإِنَّكَ عَمـري أَيَّ نَظـرَةِ عاشِـقٍ
نَظَرتَ وَقُـدسٌ دونَنـا وَدَجـوجُ
إِلَى ظُعُـنٍ كَالـدَومِ فِيـها تَزايُـلٌ
وَهِـزَّةُ أَجـمـالٍ لَهُـنَّ وَسيـجُ
غَدَونَ عَجالَى وَاِنتَحَتهُـنَّ خَـزرَجٌ
مُعَـفِّـيَـةٌ آثـارَهُـنَّ هَـدوجُ
سَقى أُمَّ عَمروٍ كُـلَّ آخِـرِ لَيلَـةٍ
حَنـاتِـمُ سـودٌ ماؤُهُـنَّ ثَجيـجُ
تَرَوَّت بِماءِ البَحـرِ ثُـمَّ تَنَصَّبَـت
عَلـى حَبَشِيَّـاتٍ لَهُـنَّ نَئـيـجُ
إِذا هَمَّ بِالإِقلاعِ هَبَّـت لَـهُ الصَّـبَا
فَأَعقَبَ نَـشءٌ بَعدَهـا وَخُـروجُ
يُضـىءُ سَنـاهُ راتِقـاً مُتَكَشِّفـاً
أَغَـرَّ كَمِصبـاحِ اليَهـودِ دَلـوجُ
كَما نَوَّرَ المِصباحُ لِلعُجـمِ أَمرَهُـم
بُعَيـدَ رُقـادِ النـائِميـنَ عَريـجُ
أَرِقـتُ لَـهُ ذاتَ العِشـاءِ كَأَنَّـهُ
مَخاريقُ يُدعَى وَسطَهُـنَّ خَريـجُ
تُكَـركِـرُهُ نَجـدِيَّـةٌ وَتَـمُـدُّهُ
يَمانِيَـةٌ فَـوقَ البِحَـارِ مَعـوجُ
لَهُ هَيدَبٌ يَعلُو الشِّـراجَ وَهَيـدَبٌ
مُسِفٌّ بِأَذنـابِ التِّـلاعِ خَلـوجُ
ضَفـادِعُـهُ غَرقَـى رِواءٌ كَأَنَّهـا
قِيـانُ شُـروبٍ رَجعُهُـنَّ نَشيـجُ
لِكُلِّ مَسيـلٍ مِـن تِهامَـةَ بَعدَمـا
تَقَطَّعَ أَقـرانُ السَّحـابِ عَجيـجُ
كَأَنَّ ثِقالَ المُـزنِ بَيـنَ تُضـارِعٍ
وَشامَةَ بَـركٌ مِـن جُـذامَ لَبيـجُ
فَـذلِكَ سُقيـا أُمُّ عَمـرٍ وَإِنَّنِـي
لِمَا بَذَلَـت مِـن سَيبِهـا لَبَهيـجُ
كَأَنَّ ابنَـةَ السَّهمِـيِّ دُرَّةُ قامِـسٍ
لَها بَعدَ تَقطيـعُ النُّبـوحِ وَهيـجُ
بِكَفَّـي رَقاحِـيٍّ يُحِـبُّ نَماءَهـا
فَيُبـرِزُهـا لِلبَيـعِ فَهِـيَ فَريـجُ
أَجـازَ إِلَيهـا لُجَّـةً بَعـدَ لُجَّـةٍ
أَزَلُّ كَغُرنوقِ الضُّحـولِ عَمـوجُ
فَجاءَ بِها ما شِئـتَ مِـن لَطَمِيَّـةٍ
يَـدومُ الفُـراتُ فَوقَهـا وَيَمـوجُ
فَجاءَ بِهـا بَعـدَ الكَـلالِ كَأَنَّـهُ
مِنَ الأَينِ مِحـراسُ أَقَـذُّ سَحيـجُ
عَشِيِّـةَ قامَـت بِالفَنـاءِ كَأَنَّهـا
عَقيلَةُ نَهـبٍ تُصطَفـى وَتَغـوجُ
وَصُبَّ عَلَيها الطيبُ حَتَّـى كَأَنَّهـا
أَسِيٌّ عَلـى أُمِّ الدِّمـاغِ حَجيـجُ
كَـأَنَّ عَلَيـها بالَـةً لَطَـمِـيَّـةً
لَها مِـن خِـلالِ الدَّأيَتَيـنِ أَريـجُ
كَأَنَّ اِبنَةَ السَّهمِـيِّ يَـومَ لَقيتُـها
مُـوَشَّحَـةٌ بِالطُـرَّتَيـنِ هَميـجُ
بِأَسفَلِ ذاتِ الدَّبرِ أُفـرِدَ خَشفُـها
فَقَد وَلِهَت يَومَيـنِ فَهـيَ خَلـوجُ
فَإِن تَصرِمـي حَبلِـي وَإِن تَتَبَدَّلِـي
خَليـلاً وَمِنهُـم صالِـحٌ وَسَميـجُ
فَإِنّي صَبَرتُ النَفسَ بَعدَ ابنِ عَنبَـسٍ
وَقَد لَجَّ مِن ماءِ الشُـؤونِ لَجـوجُ
لأُحسَبَ جَلـداً أَو لِيُنبَـأَ شامِـتٌ
وَلِلشَّـرِّ بَعـدَ القارِعـاتِ فُـروجُ
فَذلِكَ أَعلـى مِنـكِ فَقـداً لأَنَّـهُ
كَريـمٌ وَبَطنِـي بِالكِـرامِ بَعيـجُ
وَذلِكَ مَشبوحُ الذِّراعَيـنِ خَلجَـمٌ
خَشوفٌ بِأَعراضِ الدِّيـارِ دَلـوجُ
ضَروبٌ لِهَامَاتِ الرِّجـالِ بِسَيفِـهِ
إِذا حَـنَّ نَبـعٌ بَينَهُـم وَشَريـجُ
يُقَـرِّبُـهُ لِلمُستِضيـفِ إِذا أَتَـى
جِـراءٌ وَشَـدٌّ كَالحَريـقِ ضَريـجُ
|