رد: فكرة برج المليون رد .............!!!
التصوف الحقيقى - الإمام السيوطى نموذجا
عصام أنس الزفتاوى
______________________
التصوف الحقيقى المبنى على الكتاب والسنة([1]) هو ذلك المشرب القلبى والروحى الجميل الذى ينبغى للمسلم أن يأخذ بحظه منه ، وليس للصوفية الحقيقيين شغل سوى القيام بحقه سبحانه ، والرجوع إليه من كل زلة ، وأول طريق التصوف الصدق مع الله تعالى ، وبناؤه على فراغ القلب من سوى الله تعالى([2]) .
وإذا كان التصوف بهذه المثابة فما كل هذا الجدل الذى دار حوله بين المتخصصين وغير المتخصصين ؟ بين المصلحين ومدعى الإصلاح ؟
الحق أنه لعلو شأن التصوف انتسب إليه كثير ممن لا يستحقون شرف هذه النسبة ، وقاموا بالكثير من الممارسات الخاطئة البعيدة عن الكتاب والسنة ، فشابوا التصوف وأساءوا إليه عامدين أو جاهلين .
وهذه الممارسات الخاطئة كما أثارت من هاجم التصوف بسببها ، أثارت وبصورة أشد وأقوى أئمة الصوفية أنفسهم ، وقاموا بحملات صادقة على هؤلاء المدعين المتمحلين للتصوف .
وليست هذه الاتجاهات المغلوطة التى نسبت إلى التصوف الإسلامى وليدة العصر الحالى ، بل هى قديمة ترجع إلى القرون الأولى ، فهذا هو الإمام القشيرى يؤلف رسالته المشهورة لكشف هذا الزيغ ، وإظهار التصوف الحقيقى ، ومما قاله فى مقدمته : (( مضى الشيوخ الذين كان بهم اهتداء وقل الشباب الذين كان لهم بسيرتهم وسنتهم اقتداء ، وزال الورع وطوى بساطه ، واشتد الطمع وقوى رباطه ، وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة ، فعدوا قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام ، ودانوا بترك الاحترام ، وطرح الاحتشام ، واستخفوا بأداء العبادات ، واستهانوا بالصوم والصلاة ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الفعال حتى أشاروا إلى أعلى الحقائق والأحوال وادعوا أنهم تحرروا من رق الأغلال ولما طال الابتلاء فيما نحن فيه من الزمان بما لوحت ببعضه والبلوى بالمخالفين لهذه الطريقة والمنكرين عليها شديدة ولما أبى الوقت إلا استصعابا ، وأكثر أهل العصر بهذه الديار إلا تماديا فيما اعتادوه أشفقت على القلوب أن تحسب أن هذا الأمر على هذه الجملة بنى قواعده وعلى هذا النحو سار سلفه فعلقت هذه الرسالة ))([3]) .
وهاهو الإمام العارف الكبير الشيخ عبد الوهاب الشعرانى (ت 973 هـ) تلميذ السيوطى قد امتلأت كتبه بنقد مرير ولاذع لمدعى التصوف فى عصره ، وفضلا عن الإشارات التى لا تحصر فى مؤلفاته عن ذلك ، فقد خصص مؤلفا مستقلا لهذه القضية سماه : ((تنبيه المغترين أواخر القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر)) ، وقد وصفه فى المقدمة بأنه ((كالسيف القاطع لعنق كل مدع للمشيخة فى هذا الزمان بغير حق لأنه يفلسه حين يرى نفسه منسلخة من أخلاق القوم كما تنسلخ الحية من ثوبها ، وإنى أعرف بعض جماعة بلغهم أمر هذا الكتاب فتكدروا ، ولو أمكنهم سرقته وغسله لفعلوا خوفا أن ينظر فيه أحد ممن يعتقدهم فيتغير اعتقاده فيهم حين يراهم بمعزل عن التخلق بأخلاق القوم ، وأرجو من فضل الله تعالى أن يكون هذا الكتاب كالمبين لما اندرس من أخلاق القوم رضى الله عنهم بعد الفترة التى حصلت بعد موت الأشياخ الذين أدركناهم فى النصف الأول من القرن العاشر ، فقد أدركنا بحمد الله تعالى نحوا من مائة شيخ كان كل واحد منهم يستسقى به الغيث : كسيدى على المرصفى ، وسيدى محمد الشناوى ، وسيدى أبى السعود الجارحى ، وسيدى تاج الدين الذاكر ، وسيدى على الخواص ، وغيرهم ممن ذكرناهم فى كتاب طبقات العلماء والصوفية . فكل هؤلاء كانوا على قدم عظيم فى الزهد والعبادة والورع ، وكف الجوارح الظاهرة والباطنة عن استعمالها فى شىء مما نهاهم الله تعالى عنه ، وكان أحدهم لا يقبل شيئا من أموال الولاة ، ولو كان فى غاية الضيق بل يطوى ويجوع حتى يجد الحلال ، ولم يكن أحد منهم يعانى ركوب الخيل ولا الملابس الفاخرة ولا الأطعمة النفيسة إلا إن وجد ذلك من حلال فى نادر الأوقات فإياك يا أخى أن تظن بالمشايخ الذين أدركناهم([4]) أنهم كانوا مثل هؤلاء فى قلة الورع والقناعة فتسىء الظن بهم ، وإياك يا أخى أن تتظاهر بالمشيخة فى هذا الزمان إلا إن كنت محفوظ الظاهر والباطن من التخليط فإن تظاهرت بذلك وظاهرك غير محفوظ فقد خنت الله ورسوله وأهل الطريق ))([5]) ، وأول خلق ذكره بعد المقدمة التمسك بالكتاب والسنة يقول الشعرانى : ((من أخلاق السلف الصالح رضى الله عنهم ملازمة الكتاب والسنة كلزوم الظل للشاخص ))([6]) .
وإذا كانت هذه الدراسة ليست محلا لتتبع النقد الداخلى الذى قام به أئمة القوم لتنقية التصوف مما شابه ، فإننا نؤكد على أن ذلك استمر ليس فقط إلى عصر السيوطى ، بل إلى عصرنا الحديث .
وكان للإمام السيوطى دوره أيضا فى العمل على تنقية التصوف مما شابه سواء بما كتبه من مصنفات أو بما اتخذه من مواقف حيال مدعى التصوف فى عصره .
ومن مواقفه المشهودة فى إنكاره على المدعين ، موقفه من صوفية الخانقاه البيبرسية ، وكان قد قال لهم : ((لستم بصوفية وإنما الصوفى من يتخلق بأخلاق الأولياء ، كما يشهد لذلك كتاب الحلية لأبى نعيم ، ورسالة القشيرى ، وغيرها من الكتب ، ومن يأكل المعلوم([7]) من غير تخلق بأخلاقهم أكل حراما)) . فقام عليه صوفية الخانقاه ، ولما اشتد الأمر سعوا فى قتله عند السلطان ، فقال السيوطى : ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنى أنى منصور عليهم)) ، ولم تتغير فيه شعرة واحدة . يقول الشعرانى : ((ثم إن جميع من قام على الشيخ حصل له مقت بين العباد ، ومات على أسوأ حال ، وقد رأيت أنا بعينى من صار ينصب على من يبيع الدجاج والمأكل ويدخل بها بيته فلا يعود )) . يقول الشعرانى : ((وأخبرنى الشيخ بدر الدين بن الطباخ أنه لما قام الصوفية البيبرسية على الشيخ جلال الدين صنف فيهم كتابا فسألونى أن أعارضه بكتاب فشرعت تلك الليلة فيه فإذا بورقة وقعت بحجرى مكتوب فيها : عبدى يا مؤمن لا تؤذ أحدا ممن حمل علم نبـيى . فرجعت عن التأليف وعلمت أن الشيخ جلال الدين على حق))([8]) .
إذن الإمام السيوطى كان يسعى جهده إلى إصلاح الممارسات الصوفية الخاطئة ، والعودة بها إلى التصوف الأصيل المبنى على الكتاب والسنة ، ولم يكن يبالى بشىء فى سبيل نصرة الحق وبيانه .
هذا هو التصوف الحقيقى الذى أخذ الإمام السيوطى بحظ وافر منه علما وعملا ، شهودا وذوقا ، وكان فى مشربه على طريقة أهل السنة ، بعيدا عما شاب كثيرا من الاتجاهات الصوفية من البدع والطامات . ومما قاله عن التصوف الذى يؤمن به : ((طريقة الصوفية أن لا يُلتزَم مذهب معين بل يؤخذ من كل مذهب بالأشد والأحوط والأورع))([9]) ، هذا هو التصوف كما ينقله الإمام السيوطى : العمل بالأحوط والأشد والأورع ، وترك التساهل فى دين الله ، وليس هذا قطعا هو التصوف الذى يمارسه الأدعياء ، ويجلبون به التهم والهجوم على التصوف ككل .
ولا يدلنا ثبت مصنفاته على اهتمامه بعلم التصوف وحسب ، بل يدلنا أيضا على اتجاهاته واختياراته وآرائه فى القضايا الشائكة التى أثارها الصوفية ، وهو فى كل ذلك إمام من أئمة السنة ، وعالم من علماء الفقه والحديث .
لكن الملاحظة الأساسية فى مؤلفاته فى التصوف - والتى بلغت نحو عشرين مؤلفا فى القائمة التى ذكرناها لمؤلفاته - أن جلها يدور حول بعض ما أثير من قضايا التصوف فى عصره أو قبله ، وليس فيها كتاب جامع لعلم التصوف عدا ما كتبه عن علم التصوف ضمن النقاية وشرحها([10]) ، كما لم يضع شرحا على أحد كتب التصوف الجامعة ، بخلاف صنيعه فى العلوم الأخرى الذى شارك فيها بجوامع أو شروح على مختصراتها أو جوامعها .
فهل هذا يعنى تراجع أهمية التصوف عنده ؟
لا يبدو لنا هذا ، لكن نميل إلى أن الإمام السيوطى كغيره من كبار مشايخ الطريق كانوا يرون التصوف عملا وسلوكا ، أكثر من كونه علما يحتاج إلى مزيد من التصنيف ، ولهذا فالإمام السيوطى عند كلامه على علم التصوف فى كتابه النقاية وشرحه يميل بقوة إلى الجانب العملى ، رابطا للتصوف بالفقه وآداب الشريعة ، مُشيِّدا كل ذلك على أدلته من الكتاب والسنة ، وهو من أوائل الكتب التى ألفها الإمام السيوطى حيث فرغ من شرحه كما نص عليه بآخره سنة (873 هـ)([11]) .
وبخلاف ذلك فقد أوقف عامة جهده التصنيفى فى علم التصوف على
حل بعض الإشكالات العلمية التى أثيرت حول التصوف ، أو الجواب عن بعض القضايا الشائكة .
وتمتد فتاواه المتعلقة بالتصوف فى الحاوى على مدى صفحات ليست بالقليلة (2/234-269) ، تشمل بعض رسائله فى مسائل التصوف ، والظاهرة الواضحة فى أجوبته هو اهتمامه المعتاد ببيان أدلته من الكتاب والسنة ، ليتضح من ذلك أن التصوف الإسلامى الحقيقى ليس خارجا عنهما بل مشيد عليهما .
ومن رسائله فى التصوف ، والتى أوردها فى هذا الموضع من الحاوى (2/238) رسالة : ((القول الأشبه فى حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه)) ، يناقش فيها هذا الحديث الذى اشتهر بين الصوفية ، ويبين ضعفه ، وأن من العلماء من قال بوضعه ، ويتكلم فيه عن معناه .
والرسالة الثانية (2/241) هى : ((الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال)) ، يجيب فيها على من أنكر وجودهم بإيراد الأحاديث والآثار الواردة فى شأنهم .
والرسالة الثالثة (2/255) هى : ((تنوير الحلك فى إمكان رؤية النبى والملك)) ، ذكر فى مقدمته أنه كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبى صلى الله عليه وسلم فى اليقظة ، وأن طائفة من أهل عصره كما فى عصرنا الحديث أيضا - ممن لا قدم لهم فى العلم بالغوا فى إنكار ذلك والتعجب منه وادعوا أنه مستحيل ، فألف هذه الرسالة فى الرد على ذلك([12]) ، وتمسك بالحديث الصحيح الذى أخرجه البخارى ومسلم وأبو داود عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة ولا يتمثل الشيطان بى)) ، وأوضح السيوطى المراد بالحديث وأنه لا يحمل المعنى على رؤيته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، لأن كل أمته سيراه فلا يصبح لتخصيص رؤيته فى اليقظة لمن رآه فى المنام فائدة ، وناقش الاعتراضات المذكورة فى فهم الحديث ، ونقل عن العلماء ما يوضح الفهم الصحيح له ، وبين أن من أنكر ذلك فقد وقع فى محذورين : أحدهما عدم التصديق لقوله صلى الله عليه وسلم ، والثانى : الجهل بقدرة القادر عز وجل وتعجيزها .
ووضح الإمام السيوطى أن رؤية النبى صلى الله عليه وسلم يقظة ليست بالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض ، وإنما هى جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجدانى لا يدرك حقيقته إلا من باشره ، ويدلل الإمام السيوطى على إثبات هذه الحالة والرؤية البرزخية بما ورد فى السنة من رؤية بعض الصحابة لبعض الملائكة وإقرار النبى صلى الله عليه وسلم بصحة رؤيتهم وإن لم يرهم آخرون من الحاضرين ، وأيضا فى قصة تشريع الأذان حيث رأى عبد الله بن زيد الصحابى وهو بين نائم ويقظان آتيا أتاه فأراه الأذان ، يقول السيوطى : ((الأظهر أن يحمل على الحالة التى تعترى أرباب الأحوال ويشاهدون فيها ما يشاهدون ويسمعون ما يسمعون ، والصحابة رضى الله عنهم هم رؤوس أرباب الأحوال))([13]) .
ويبين الإمام السيوطى أن المرئى ليس هو روح المصطفى ولا شخصه صلى الله عليه وسلم ، بل هو مثال له على التحقيق . وإن كان كما يقول الإمام
السيوطى - لا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف فى الملكوت العلوى والسفلى([14]) ، ثم أورد طرفا من النصوص الواردة فى ذلك ثم قال : ((فحصل من مجموع هذه النقول والأحاديث أن النبى صلى الله عليه وسلم حى بجسده وروحه وأنه يتصرف ويسير حيث يشاء فى أقطار الأرض وفى الملكوت ، وهو بهيئته التى كان عليها قبل وفاته لم يتبدل منه شىء ، وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم فإذا أراد الله رفع الحجاب عمن أراد إكرامه برؤيته رآه على هيئته التى هو عليها لا مانع من ذلك ولا داعى إلى التخصيص برؤية المثال))([15]) ، على أن هذه الرؤية لذاته الشريفة إنما هى - كما يقرر الإمام السيوطى - فى عالم الملكوت لا فى عالم الملك ، ولهذا
لا تثبت بها الصحبة ، مثلها مثل رؤيته صلى الله عليه وسلم لجميع أمته حين عرضوا عليه ولم تثبت الصحبة للجميع لأنها رؤية فى عالم الملكوت([16]) .
ويبدو لنا أنه كان شاذليا ، والمدرسة الشاذلية من أعظم مدارس التصوف السنى ، وأكثرها أعلاما وأشهرها ، وقد ألف السيوطى كتابا سماه : ((تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية))([17]) ، استفتحه بقوله : (( اعلم أن علم التصوف فى نفسه علم شريف ، رفيع قدره ، سَنِىٌّ أمره لم تزل أئمة الإسلام وهداة الأنام قديما وحديثا يرفعون مناره ، ويجلون مقداره ، ويعظمون أصحابه ، ويعتقدون أربابه ؛ فإنهم أولياء الله وخاصته من خلقه بعد أنبيائه ورسله ، غير أنه دخل فيهم قديما وحديثا دخيل تشبهوا بهم ، وليسوا منهم ، وتكلموا بغير علم وتحقيق ، فزلوا ، وضلوا ، وأضلوا ، فمنهم من اقتصر على الاسم ، وتوسل بذلك إلى حطام الدنيا ، ومنهم من لم يتحقق فقال بالحلول ، وما شابهه ، فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع ، وقد نبه المعتبرون منهم على هذا الخطب الجليل ، ونصوا على أن هذه الأمور السيئة من ذلك الدخيل )) ، ثم عقد فصولا أثبت فيها عن الأئمة فى فضل التصوف نقولا ، ختمها بقوله : ((إذا عرفت ما أوردناه من كلام الأئمة المتقدم ذكرهم علمت أن التصوف فى نفسه علم شريف ، وأن مداره على اتباع السنة ، وترك البدع ، والتبرى من النفس ، وعوائدها ، وحظوظها ، وأغراضها ، ومراداتها ، واختياراتها ، والتسليم لله ، والرضا به ، وبقضائه ، وطلب محبته ، واحتقار ما
سواه ...))([18]) ، ثم أخذ رحمه الله فى بيان مناقب الشيخ أبى الحسن الشاذلى ، وصاحبه الشيخ أبى العباس المرسى ، وصاحبه الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنهم ، وبيان ما كانوا عليه من علوم ومعارف ، وإقرار أكابر العلماء لهم ، وحضورهم بين أيديهم ، فكان العز ابن عبد السلام ، وابن دقيق العيد من مريدى الشيخ أبى الحسن ، وكان الأصفهانى وغيره من مريدى الشيخ أبى العباس ، وكان شيخ الإسلام تقى الدين السبكى من مريدى الشيخ ابن عطاء الله ، رضى الله عن الجميع ، ثم ختم الإمام السيوطى الكتاب بالرد على أهل الحلول والاتحاد ، ونصر مذهب أهل السنة ، رحمه الله تعالى ، ورضى عنه .
وقد أثارت هذه القضية الإمام السيوطى لكثرة اتهام كبار الصوفية بها خطأ من جهة ، ولما شاع بين الجهلة المنتسبين إلى التصوف من تقليد بعض أهل الشطح فى حكاية شطحاتهم التى توهم ذلك ، رغم نَصِّ محققى الصوفية على أن الشطح لا يحكى ولا يقلد ، وقد ألف الإمام السيوطى فى ذلك رسالة مفيدة سماها ((تنزيه الاعتقاد عن الحلول والاتحاد)) .
تابع بقية البحث : التصوف الحقيقى - الإمام السيوطى نموذجا 2
|