رد: وصف الجنه (ابن القيم الجوزيه)
مشكور يابن مغبش
الله يعطيك العافية
اللهم أرزقنا الجنة وماقرب إليها من قول أو عمل
وأسمح لي بإيراد جزء يسير من نونية ابن القيم
والتي تخص وصف الحور
جعلني الله وإياكم من أهلها
وهي من أفضل ماسمعت في وصف الحور
كملت خلائقهـا وأكمـل حسنهـا=كالبدر ليـل السـت بعـد ثمـان
والشمس تجري في محاسن وجهها=والليل تحـت ذوائـب الأغصـان
فتراه يعجب وهو موضع ذاك مـن=ليـل وشمـس كيـف يجتمعـان
فيقول سبحـان الـذي ذا صنعـه=سبحان متقـن صنعـة الانسـان
لا اليل يدرك شمسها فتغيب عـند =مجيئه حتـى الصبـاح الثانـي
والشمس لا تأتي بطرد الليـل بـل=يتصاحبـان كلاهـمـا اخــوان
وكلاهمـا مــرآة صاحـبـه اذاما =شـاء يبصـر وجهـه يريـان
فيرى محاسن وجهه فـي وجههـا=وتـرى محاسنهـا بـه بعـيـان
حمـر الخـدود ثغورهـن لآلـئ=سـود العيـون فواتـر الأجفـان
والبرق يبدو حين يبسـم ثغرهـا=فيضيء سقف القفصر بالجـدران
ولقـد روينـا أن برقـا ساطعـا=يبدو فيسـأل عنـه مـن بجنـان
فيقال هذا ضـوء ثغـر صاحبـك=فـي الجنـة العليـا كمـا تريـان
لله لاثـم ذلـك الثـغـر الــذي=فـي لثمـه إدراك كــل أمــان
ريانة الأعطاف مـن مـاء الشبـاب= فغصنهـا بالمـاء ذو جريـان
لما جرى مـاء النعيـم بغصنهـا=حمـل الثمـار كثيـرة الألــوان
فالـورد والتفـاح والرمـان فـي=غصن تعالـى غـارس البستـان
والقد منها كالقضيب اللـدن فـي=حسن القـوام كأوسـط القضبـان
في مغرس كالعـاج تحسـب أنـه=عالـي النقـا أو واحـد الكثبـان
لا الظهر يلحقهـا وليـس ثديهـا=بلـواحـق للبـطـن أو بــدوان
لكنـهـن كـواعـب ونـواهــد=فثديـهـن كألـطـف الـرمــان
والجيد ذو طول وحسن فـي = بيـاض واعتـدال ليـس ذا نـكـران
يشكو الحليّ بعاده فلـه مـدى = الأيـام وسـواس مـن الهـجـران
والمعصمان فـان تشـأ شبههمـا=بسبيكتـيـن عليهـمـا كـفـان
كالزبد لينا فـي نعومـة ملمـس=أصــداف در دورت بـــوزان
والصدر متسع علـى بطـن لهـا=حفـت بـه خصـران ذا أثـمـان
وعليه أحسن سرة هي مجمـع= الخصرين قد غارت مـن الأعكـان
حق من العـاج استـدار وحولـه=حبـات مسـك جـل ذو الاتقـان
وإذا انحدرت رأيـت أمـرا هائـلاما =للصفات عليـه مـن سلطـان
لا الحيـض يغشـاه ولا بـول ولاشيء= من الآفـات فـي النسـوان
فخذان قد جفـا بـه حرسـا لـه=فجنابـه فـي عــزة وصـيـان
قاما بخدمته هـو السلطـان بـينهمـا= وحـق طاعـة السلطـان
وهـو المطـاع أميـره لا ينثنـي=عنـه ولا هـو عنـده بجـبـان
وجماعهـا فهـو الشفـا لصبهـا=فالصبّ منـه ليـس بالضجـران
وإذا يجامعهـا تعـود كمـا أتـت=بكـرا بغـيـر دم ولا نقـصـان
فهو الشهـي وعضـوه لا ينثنـي=جـاء الحديـث بـذا بـلا نكـران
ولقـد رأينـا أن شغلهـم الـذي=قـد جـاء فـي يـس دون بيـان
شغل العروس بعرسه مـن بعدمـا=عبثت به الأشـواق طـول زمـان
بالله لا تسألـه عــن أشغـالـه=تلـك اليالـي شأنـه ذو شــان
واضرب لهم مثلا بصب غاب عـن=محبوبـه فـي شاسـع البـلـدان
والشوق يزعجه اليـه ومـا لـه=بلقائـه سبـب مــن الامـكـان
وافـى اليـه بعـد طـول مغيبـه=عنـه وصـار الوصـل ذا امكـان
أتلومـه ان صـار ذا شغـل بـه=لا والـذي أعطـى بـلا حسبـان
يا رب غفـرا قـد طغـت أقلامنـا=يـا رب معـذرة مـن الطغـيـان
أقدامهـا مـن فضـة قـد ركبـت=مـن فوقهـا سـاقـان ملتـفـان
والساق مثل العاج ملمـوم يـرى=مــخ العـظـام وراءه بعـيـان
والريح مسـك الجسـوم نواعـم=واللـون كالياقـوت والمـرجـان
وكلاهما يسبـي العقـول بنغمـة=زادت علـى الأوتـار والعـيـدان
وهي العـروب بشكلهـا وبدرهـا=ونحـبـب لـلـزوج كــل أوان
وهي التي عند الجماع تزيـد فـي=حركاتـهـا للعـيـن والأذنــان
لطفـا وحسـن تبعـل وتغـنـج=وتحبـب تفسيـر ذي العـرفـان
تلـك الحـلاوة والملاحـة أوجبـا=اطلاق هذا اللفـظ وضـع لسـان
فملاحة التصويـر قبـل غناجهـا=هـي أول وهـي المحـل الثانـي
فإذا هما اجتمعـا لصـب وامـق=بلغـت بـه اللـذات كـل مكـان
أتـراب سـن واحــد متمـاثـل=سـن الشبـاب لأجمـل الشبـان
بكر فلم يأخذ بكارتهـا سـوى = المحبوب من انس ولا مـن جـان
حصن عليه حارس من أعظـن =الحـرّاس بأسـا شأنـه ذو شـان
فاذا أحـسّ بداخـل للحصـن ولى= هـاربـا فـتـراه ذا امـعـان
آخر تعديل هذلي قديم يوم 05-12-2009 في 01:53 PM.
|