رد: وصف الجنه (ابن القيم الجوزيه)
نونيه ابن القيم الجوزيه في وصف الحور العين
[poem=font="arial,5,,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,"]
كملت خلائقهـا وأكمـل حسنهـا=كالبدر ليـل السـت بعـد ثمـان
والشمس تجري في محاسن وجهها=والليل تحـت ذوائـب الأغصـان
فتراه يعجب وهو موضع ذاك مـن=ليـل وشمـس كيـف يجتمعـان
فيقول سبحـان الـذي ذا صنعـه=سبحان متقـن صنعـة الانسـان
لا اليل يدرك شمسها فتغيب عـند =مجيئه حتـى الصبـاح الثانـي
والشمس لا تأتي بطرد الليـل بـل=يتصاحبـان كلاهـمـا اخــوان
وكلاهمـا مــرآة صاحـبـه اذاما =شـاء يبصـر وجهـه يريـان
فيرى محاسن وجهه فـي وجههـا=وتـرى محاسنهـا بـه بعـيـان
حمـر الخـدود ثغورهـن لآلـئ=سـود العيـون فواتـر الأجفـان
والبرق يبدو حين يبسـم ثغرهـا=فيضيء سقف القفصر بالجـدران
ولقـد روينـا أن برقـا ساطعـا=يبدو فيسـأل عنـه مـن بجنـان
فيقال هذا ضـوء ثغـر صاحبـك=فـي الجنـة العليـا كمـا تريـان
لله لاثـم ذلـك الثـغـر الــذي=فـي لثمـه إدراك كــل أمــان
ريانة الأعطاف مـن مـاء الشبـاب= فغصنهـا بالمـاء ذو جريـان
لما جرى مـاء النعيـم بغصنهـا=حمـل الثمـار كثيـرة الألــوان
فالـورد والتفـاح والرمـان فـي=غصن تعالـى غـارس البستـان
والقد منها كالقضيب اللـدن فـي=حسن القـوام كأوسـط القضبـان
في مغرس كالعـاج تحسـب أنـه=عالـي النقـا أو واحـد الكثبـان
لا الظهر يلحقهـا وليـس ثديهـا=بلـواحـق للبـطـن أو بــدوان
لكنـهـن كـواعـب ونـواهــد=فثديـهـن كألـطـف الـرمــان
والجيد ذو طول وحسن فـي = بيـاض واعتـدال ليـس ذا نـكـران
يشكو الحليّ بعاده فلـه مـدى = الأيـام وسـواس مـن الهـجـران
والمعصمان فـان تشـأ شبههمـا=بسبيكتـيـن عليهـمـا كـفـان
كالزبد لينا فـي نعومـة ملمـس=أصــداف در دورت بـــوزان
والصدر متسع علـى بطـن لهـا=حفـت بـه خصـران ذا أثـمـان
وعليه أحسن سرة هي مجمـع= الخصرين قد غارت مـن الأعكـان
حق من العـاج استـدار وحولـه=حبـات مسـك جـل ذو الاتقـان
وإذا انحدرت رأيـت أمـرا هائـلاما =للصفات عليـه مـن سلطـان
لا الحيـض يغشـاه ولا بـول ولاشيء= من الآفـات فـي النسـوان
فخذان قد جفـا بـه حرسـا لـه=فجنابـه فـي عــزة وصـيـان
قاما بخدمته هـو السلطـان بـينهمـا= وحـق طاعـة السلطـان
وهـو المطـاع أميـره لا ينثنـي=عنـه ولا هـو عنـده بجـبـان
وجماعهـا فهـو الشفـا لصبهـا=فالصبّ منـه ليـس بالضجـران
وإذا يجامعهـا تعـود كمـا أتـت=بكـرا بغـيـر دم ولا نقـصـان
فهو الشهـي وعضـوه لا ينثنـي=جـاء الحديـث بـذا بـلا نكـران
ولقـد رأينـا أن شغلهـم الـذي=قـد جـاء فـي يـس دون بيـان
شغل العروس بعرسه مـن بعدمـا=عبثت به الأشـواق طـول زمـان
بالله لا تسألـه عــن أشغـالـه=تلـك اليالـي شأنـه ذو شــان
واضرب لهم مثلا بصب غاب عـن=محبوبـه فـي شاسـع البـلـدان
والشوق يزعجه اليـه ومـا لـه=بلقائـه سبـب مــن الامـكـان
وافـى اليـه بعـد طـول مغيبـه=عنـه وصـار الوصـل ذا امكـان
أتلومـه ان صـار ذا شغـل بـه=لا والـذي أعطـى بـلا حسبـان
يا رب غفـرا قـد طغـت أقلامنـا=يـا رب معـذرة مـن الطغـيـان
أقدامهـا مـن فضـة قـد ركبـت=مـن فوقهـا سـاقـان ملتـفـان
والساق مثل العاج ملمـوم يـرى=مــخ العـظـام وراءه بعـيـان
والريح مسـك الجسـوم نواعـم=واللـون كالياقـوت والمـرجـان
وكلاهما يسبـي العقـول بنغمـة=زادت علـى الأوتـار والعـيـدان
وهي العـروب بشكلهـا وبدرهـا=ونحـبـب لـلـزوج كــل أوان
وهي التي عند الجماع تزيـد فـي=حركاتـهـا للعـيـن والأذنــان
لطفـا وحسـن تبعـل وتغـنـج=وتحبـب تفسيـر ذي العـرفـان
تلـك الحـلاوة والملاحـة أوجبـا=اطلاق هذا اللفـظ وضـع لسـان
فملاحة التصويـر قبـل غناجهـا=هـي أول وهـي المحـل الثانـي
فإذا هما اجتمعـا لصـب وامـق=بلغـت بـه اللـذات كـل مكـان
أتـراب سـن واحــد متمـاثـل=سـن الشبـاب لأجمـل الشبـان
بكر فلم يأخذ بكارتهـا سـوى = المحبوب من انس ولا مـن جـان
حصن عليه حارس من أعظـن =الحـرّاس بأسـا شأنـه ذو شـان
فاذا أحـسّ بداخـل للحصـن ولى= هـاربـا فـتـراه ذا امـعـان [/poem]
اخي هذلي قديم الله يجزاك خير الجزاء
آخر تعديل خالد الهذلي يوم 05-13-2009 في 03:09 PM.
|