عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009, 04:47 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية أنا من تراب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

أنا من تراب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أختاه هل تريدين السعادة .. محاضرة للشيخ علي القرني

[frame="2 80"]فيه نشرت إحدى الصف الأمريكية استقراءً خطيرًا في إحدى جامعاتها في سنة واحدة ثبت أن عشرين ألف فتاة حملن من الزنا نعوذ بالله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن- وأن أمريكا تستقبل مليون طفل من الزنى والسفاح سنويًا، وتعاني من مشكلة رعاية هؤلاء الأطفال الآن. وفي إحصائيات للتليفزيون الفرنسي بلغ عدد العازبات من النساء ثمانية ملايين امرأة، وبلغت حوادث اغتصاب الفتيات اثنتين وعشرين ألف حالة سنويًا، كاتب أمريكي يقول: إحصائيات عام تسعة وسبعين للميلاد تدق ناقوس الخطر؛ عدد اللواتي يلدن سنويًا دون زواج في سن المراهقة ستمائة ألف فتاة، منهن عشرة آلاف دون سن الرابعة عشرة، ومع ذلك يقولون وكبرت كلمة تخرج من أفواههم- يقولون: إن الحجاب وعدم الاختلاط كبْتٌ جنسي، ومع ذلك تجد الواقع يكذبهم. أين اثنان وعشرون ألف حالة سنويًا من الاغتصاب عندهم؟ أين هذا الكبت الذي يقول: بأنه لا يعيشه إلا المسلمة التي تأتمر بأمر الله؟! حالات الاغتصاب كما سمعتن- لا تُحصى، ونكاح الرجل ابنته وأمه وأخته مألوف ومشهور عافانا الله وإياكم من الفسق والفجور-. وفي بريطانيا عشرون ألف حالة إجهاض سنويًا، ناهيك عن الأمراض التي طمَّت وعمَّتْ كالإيدز والسيلان والهربز. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم- القائل قبل أربعة عشر قرنًا-: "وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم". (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ). يا فتاة الإسلام إنهم يريدون لمجتمعنا أن يكون كمجتمعهم (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) فانتبهي واحذري يا أخت الإسلام- أنت أمام داعييْن: داعٍ إلى النار والعار والشنار؛ ففرِّي منه فرارك من الأسد، وداعٍ إلى الجنة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم- الذي جعل من أكبر اهتماماته المرأة، خاطبها، ووعظها، وبالله ذكَّرها وأبكاها. كان يصلي العيد، ثم ينتقل إلى النساء، فيعظهنَّ، ويذكرهن بالله، ويربيهن على الإيمان، وهديه صلى الله عليه وسلم- موجود بيْن أَيْديكنَّ، وخيرُ الهدي هديُه صلى الله عليه وسلم- فالْزموه. في وقت ستجدين فيه من يستهزئ بكِ، ويريد منكِ أن تكوني غربية سافلة ساقطة. ستجدين من يقول للحجاب: خيمة، ولقد قيل وكبرت كلمة تخرج من أفواههم- ستجدين من يقول: عليكِ أن تبحثي عن قائد يقودك إلى المدرسة، وستجدين من يقول: آن لكِ أن تمزقي حجابك وتمشى سافرة يدعونكِ إلى جهنم إن أجبتيهم قذفوكِ فيها؛ فليكن جوابك:
اخسئوا لأني مولعة بالحق لستُ *** إلى سواه أنحو ولا في نصره أئنُّ
دعهم يعضوا على صم الحصى *** كمدًا من مات من غيظه منهم له كفن؟

ولنقف مع نموذج هنا وهو وقفة عظيمة أخيرة وقفة تأمل وتدبر. لابد أن نقفها مع هذا النموذج إنه مع نموذج فريد. مع نموذج درس وحده لنقف مع[ أسماء] رضى الله عنها وأرضاها- ذات النطاقين الصدِّيقة بنت الصديق التي حظيت بموقف لم تحظَ به امرأة قبلها ولا بعدها ولا حتى الرجال، ألا وهو خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأبيها في الغار، في طريق الهجرة إلى المدينة النبوية، حدث لم يتكرر، وخدمة لن تتكرر، تزوجت بالزبير رضى الله عنه وأرضاه- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، رضيت به زوجًا؛ لأنه ابن الدعوة الذي شهد فجرها كما شهدتها هي، ولأنه ابن الدعوة الذي ذاق حلاوة الأذى في سبيلها كما ذاقتها هي، إنهما يشتركان في الإيمان والدعوة والشجاعة، انتقلت من بيت أبيها إلي بيت زوجها المتواضع، لم تحمل جواهر، ولم تحمل فساتين، وإنما تحمل همَّ مستقبل الإسلام بين أضلاعها ومصير الدعوة، تقول ذات يوم: تزوجني الزبير، وما له في الأرض مالٌ، وماله مملوك غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وكنت أكفيه مئونته، وكنت أقوم فوق ذلك بأعباء بيته. واسمعوا يا أيتها الأخوات- لم تكن أسماء عبئًا على زوجها الزبير بما لها من مطالب دنيوية ورغبات ذاتية؛ لأنها لم تطلب الدنيا للمتعة، ولم تطلب من زوجها أن يكون لها لوحدها يحقق رغباتها، ويسعى لتوفير السعادة لها؛ بل كانت هي في خدمة زوجها تسعده وترضيه وتقف وراءه، وتحتسب ذلك. فهو على ثغر في خارج البيت، وهي على ثغر في داخل البيت، وهذه هي القسمة العادلة، وهكذا تكون الأسرة المسلمة. فأين تقف المرأة المسلمة اليوم مع زوجها في دعوته؟ هل تتعهده بالطمأنينة؟ هل تشحنه بالعزيمة؟ هل تقف صفًّا وراءه، وتتخلى عن بعض رغباتها في سبيل الله؟ أم أنها تقف عقبة تُعيقُه في طريق دعوته، وفي طريق رسالته. إني لأدعو الأخوات إلى دفع الأزواج، وإلى دفع الأبناء، وإلى دفع الإخوان، وإلى دفع الأخوات إلى الإصلاح والدعوة والعلم ولهن في أسماء قدوة ونعم القدوة. لا زلنا نعيش مع أسماء ويرزقها الله -جل وعلا- بعبد الله، فتربيه تربية المؤمنات، تُتحفُّ سمعه وقلبه بمبادئ هذا الدين تُتْحف سمعه صباحًا ومساءً بتلاوة آيات الله البينات على آذانه، تُتْحِف سمعه وقلبه بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار حتى شبَّ وترعرع، وأبواه لا يفتران عن تعليمه أمور الدين، وتربيته على الإسلام حتى إنه ليقتحم مجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا من الأيام، وهو لا زال صغيرًا فيتبسم -صلى الله عليه وسلم- يوم جاء يبايعه، ويقول:" إنه ابن أبيه، إنه ابن أبيه "كما روى عنه -صلى الله عليه وسلم-. فهل تعي الأمهات مسؤولية الأبناء، نرجو ذلك. إن المرأة الغارقة في الرفاه والتنعم والترف والتي تستهلكها الدنيا من طعام وشراب وزينة وتفاخر ومظاهر براقة لا تربي الأطفال، ولا تربي العلماء، ولا تربي الأتقياء. إنما تربي التنابلة والبطَّالين والكسالى والخاملين والعالة على المجتمع المتسكعين أشباه الرجال ولا رجال. انظرن -يا أيتها الأخوات- لأسماء في أحْلَكِ المواقف، وقد بلغت السابعة والتسعين من عمرها، يوم حوصر ابنها في الحرم، فتدخل عليه، فيدخل هو عليها يستشيرها في الموقف؛ ماذا يفعل؟ فقالت بثبات المؤمنة المربية: أنت أعلم بنفسك يا عبد الله، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى الحق؛ فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، وإن كنت تريد الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك. قال: يا أماه والله- ما أردت الدنيا، وما جُرْتُ في حكم، وما ظلمتُ، وما غدرت، والله يعلم سريرتي، وما في قلبي، فقالت: الحمد لله، وإني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنًا إن سبقتني إلى الله، تعانقَا عناق الوداع، ثم قالت: يا بني اقترب حتى أشمَّ رائحتك، وأضم جسدك، فقد يكون هذا آخر العهد بك، فأكبَّ على يديها ووجهها يلثمها ويقبلها وتشتبك دموعه بدموعها وهي تتلمسه. عمياء لا ترى، ثم ترفع يدها، وهي تقول: يا عبد الله ما هذا الذي تلبسه؟ قال: درعي. قالت يا بني ما هذا لباس من يريد الشهادة في سبيل الله، انزعه عنك؛ فهو أقوى لوثبتك، وأخفُّ لحركتك، والبس بدلا منه سراويل مضاعفة حتى إذا صُرعت لم تنكشف عورتك. نزع درعه، وشدَّ سراويله، ومضى إلى الحرم، وهو يقول: يا أماه لا تَفْتُري عن الدعاء،. فرفعت كفَّها وقلبها إلى الله قائلة: اللهم ارحم طول قيامه، وشدة نحيبه في سواد الليل، والناس نيام. اللهم ارحم جوعه وظمأه في هواجر مكة والمدينة، وهو صائم. اللهم إني قد أسلمته إليك، ورضيت بما قضيت فيه، فأثبني فيه ثواب الصابرين. ويذهب ويصلي طوال ليلته تلك، ويصلي بالناس الفجر، ثم يحمد الله، ويثني عليه، ويحرض أصحابه على القتال، ثم ينهض ليقاتل وتأتيه ضربة في وجهه، يرتعش لها ويسيل الدم على وجهه، فيقول:
ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا *** ولكن على أقدامنا تقطر الدم
ثم سقط فأسرعوا إليه، فأجهزوا عليه، فارتجت مكة بالبكاء عليه -عليه رحمة الله- ثم لم يكتفوا بذلك، بل صلبوا جسمانه كالطود الشامخ في ريع الجحون.
عُلواً في الحياة وفي الممات *** بحق أنت إحدى المكرمات
كأنك واقف فيهم خطيبا *** وهم واقفون قيامًا للصلاة
[/frame]






رد مع اقتباس