رد: أختاه هل تريدين السعادة .. محاضرة للشيخ علي القرني
[frame="2 80"]فارفعي رأسك -أختي المسلمة- وانظري بعين بصيرتك إلى أمهاتك وأخواتك من خير سلف الأمة، وسلي الله اللحاق بهن واعملي عملهن علَّكِ أن تلحقي بهن؛ فتُحشَري معهن، والمرء مع من أحب. يا أمَةَ الله راقبي الله، وقومي بما أوجب الله عليكِ من تكاليف. وادعي إلى الله ما استطعتِ إلي ذلك سبيلا (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا ممن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا) وإذا قسي قلبك فتذكري كربًا بيد سواك، لا تدرين متي يغشاك، إنه الموت الذي لا بُدَّ فيه. (كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) يا أمة الله تذكري يوم يأتيكِ منكر ونكير، فيسألانِك: من ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيُّك؟ كيف بكِ إذا صاح إسرافيل، ونفخ في الصور، وجُمِعْتِ مع الخلائق حافية عارية ذاهلة، قد دنت الشمس منك قدر ميل، ونادى الرب أبانا آدم: يا آدم أخرج بَعْثَ النار من ذريتك، فيقول: يا رب وما بعْثُ النار؟ فيقول الله -عز وجل-: من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون. عند ذاك يشيب الصغير، وتذهل المرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سُكارَى وما هم بسكارى ولكن عذاب شديد. كيف بكِ -يا أمة الله- إذا رُجَّت الأرض، وبُثَّتِ الجبال، وشخصت الأبصار، وخشعت الأصوات للرحمن؛ فشاب الصغير، وزفرت النار، وتقطعت الأسباب، وصاح الكبير: واشيبتاه وصاح المفرِّط: واخيبتاه وأَزِفَتِ الآَزفة، وبلغت القلوب الحناجر، وتوالت المِحَن على العباد، ونُوديتي باسمك من بين الخلائق للحساب، ما حالك عندها يا أمة الله؟ لا إله إلا الله. أين عُدتُك أيتها الغافلة؟ كم في كتابك من حسنات؟ كم فيه من سيئات؟ هل تنفع الأزياء والموديلات؟ هل تنفع الأغاني والمسلسلات والتمثيليات؟ هل تنفع الفيديوهات والتليفزيونات والإكسسوارات؟ هل تنفع الجواهر والمجوهرات؟
ألا فتوبي قبل ألا تستطيعي أن تتوبي واستغفري لذنوبك الرحمن غفار الذنوب.
إن المنايا كالرياح عليك دائمة الهبوب
ألا فازدادي من الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات؛ فوالله ما بعد هذه الدار من دار إلا الجنة أو النار، والله لَلْجنَّة أقرب من شِراك النعل، والنار كذلك. اتقي الله يا ابنة الإسلام. اتقي الله يا من تخرجين إلى الأسواق متبرجة. اتقي الله يا من تلبسين العباءة للزينة لا للستر. اتقي الله يا من كلَّفكِ الله بمهمة عجزت عن حملها السماوات والأرض. اتقى الله وصوني نفسك من أن تكوني ألعوبة في يد ضعاف الإيمان. اتقي الله يا من تزاحمين الرجل، وتخرجين مع الرجل الذي ليس بمحرم لكِ كالسائق وغيره. اتقي الله يا من تدخلين على الطبيب بدون محرم ودونما ضرورة. اتقي الله يا من تربي أبناءها تربية البهائم؛ فلا تذكرهم بالله ولا تَعِظُهم. اتقي الله يا من تتعطر وتخرج حتى إلى الصلاة. إن رسول الله قد نهى عن ذلك، يقول: "أيما امرأة أصابت بخورًا؛ فلا تشهدْ معنا العشاء الآخرة " كما رواه مسلم.
اتقي الله وارجعي إلى الهدى قبل يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، واعلمي أن عذاب الله شديد، وأن الدنيا ليست مقر، وأن الفضيحة أمام الأولين والآخرين عظيمة؛ فاتقي الله، ثم اتقي الله، ثم اتقي الله.وفَّقكنَّ الله جميعًا أيتها الأخوات- لما يحب ويرضى، ووفَّقنا الله جميعًا لما يحب ويرضى. نسأل الله أن يحفظ فتيات المسلمين من كيْد الكائدين، وتربص المتربصين. اللهم اجعلهن من الصالحات، وبالصالحات مقتديات، وعن الضلال معرضات، وللكتاب والسنة مقتديات. اللهم اجمعهن -كما جمعتهن في هذه الروضة- على الإيمان، وفي الآخرة في جنات ونهَر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم وفِّقنا للقيام بمسئولياتنا -أيها الرجال- فنحن القوَّامون على النساء. اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن إيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بك اللهم- أن نُغتال من تحتنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
تم الكلام وربنا محمود *** وله المكارم والعلا والجود
وعلي النبي محمد صلواته *** ما ناح قُمَريٌ وأورق عود
الأسئلة
1-سائل يقول: هل من وصايا للمرأة الداعية؟ وما هو دورها في موقعها؟
أقول للأخت المسلمة الداعية والمفترض في كل أخت مسلمة أن تكون داعية؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "بلِّغوا عني ولو آية"- أقول لهذه الأخت: أوصيكِ ونفسي بتقوى الله عز وجل- فهي جامعةُ كل خير، وهي منطلق كل داعية؛ فمتي اتقيت الله عز وجل- نجَّاكِ الله في الدنيا والآخرة، ثم عليكِ بالرفق واللين "فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه" ثم عليكِ -يا أيتها الأخت- أن تعلمي أن وسائل الدعوة ليست بالكلام فقط، وأن وسائل الدعوة كثيرة كثيرة، وأعظمُها أن تكوني قدوة في لباسك، وفي مشيتك، وفي كلامك، وفي كل أمورك؛ فتلك -والله- هي الدعوة العظيمة، وعندها يقبل الله -عز وجل- عملك، وتقع الكلمة من الناس موقعًا جميلاً، ثم بعد ذلك إن من الوسائل الشريط، الشريط إذا رأيتِ منكرًا من المنكرات؛ فلا بأس أن تأخذي هذا الشريط، وتقدميه لأختك، وتقولي: اسمعي هذا، ولعل الله -عز وجل- أن ينفعكِ به، بالرسالة، بأمور كثيرة. ووسائل الدعوة لا تخفى علينا ولا عليكم -إن شاء الله تعالى-، وارجعوا إلى بعض الكتب التي تدعو وتوصي، وكل كتب المسلمين تدعو إلى ذلك.
2-يقول: في بعض الأحياء -وذكر الحيَّ- الزوجة تقابل أخا الزوج، وكذلك الزوج يقابل أخت الزوجة أرجو التوجيه.
أما التوجيه؛ فأقول قول النبي صلى الله عليه وسلم-: "أفرأيت الحموَ يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت، الحمو الموت، الحمو الموت".
اسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه وأن يحفظ علينا بيوتنا، وأن يحفظ علينا أنفسنا، وأن يحفظ علينا أولادنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني[/frame]
|