رد: تحليل النص الأدبي
تطبيق مبدئي على قصيدة الحطيئة
------------------------------------------------
وطاوي ثلاث عاصبِ البطنِ مُرْْمَلٍ "
" بتيهاءَ لم يعرِفْ بها ساكنٌ رسمـا
أخي جفوةٍ فيه من الأنسِ وحشـةٌ "
" يرى البؤسَ فيها من شراسته نُعْمى
وأفرد في شِعْبٍ عجـوزاً إزاءَهـا "
" ثلاثـةُ أشبـاحٍ تخالهُـمُ بَهْـمَـا
حفاةٌ عراةٌ مااغتـذَوا خُبْـزَ مَلَـةٍ "
" ولاعَرفوا للُبِّر مُذْ خُلِقُـوا َطعْمَـا
رأى شبحاً وسْط َالظـلامِ فراعَـهُ "
" فلما بـدا ضيفـاً تسـورَ واهْتَمَـا
فقـال ابنـهُ لمـا رآه بِحَـيْـرَةٍ "
" أيا أبتِ اذبحْنِي ويَسِرْ لـهُ طُعْمَـا
ولاتعتذر بالعُدْمِ علَّ الـذي طَـرَا "
" يظُـنُ لنَـا مَـالاً فيُوسِعُنَـا ذَمَـا
فرَوَّى قليلاً , ثـم أحجـمَ بُرْهَـةً "
" وإن هوَ لمْ يذبحْ فتـاهُ فقـدْ هَمَّـا
وقال هَيَََا رباهُ ضيـفٌ ولاقِـرَى "
" بحَقِكَ لاتَحْرِمْـهُ تالليْلَـةَ اللَحْمَـا
فبيناهُمَا عَنَّتْ علـى البُعْـدِ عَانَـةٌ "
" قَدِ انْتَظَمَتْ مِنْ خَلْفِ مِسْحَلِهَا نَظْمَا
عِطَاشاً تُرِيْدُ الماءَ فانسابَ نحوهـا "
" على أنه منها إلـى دمهـا أظمـا
فأمهلها حتـى تَـرَوَّت عِطاشهـا "
" فأرسل فيها مـن كِنَانتِـهِ سَهْمـا
فخرت نَخُوْصٌ ذاتُ جَحْشٍ سَمِيْنَـةٌ "
" قد اكتنزت لحماً وقد طبَّقَتْ شَحْمـا
فيا بِشْرَهُ إذ جرهـا نحـو قومـه "
"ويابشرهم لمَّا رأوا كَلْمَهَـا يَدْمَـى
فباتوا كراماً قد قضوا حق ضيفهم "
" فلم يغرموا غَرْماً وقد غَنِمُوا غَنْمَـا
وبات أبوهُـمْ مِـنْ بشاشتـهِ أبـاً "
" لضيفهمُ والأمُّ مِـن بِشرهـا أمـا
معرفة الأديب :
اسمه جرول بن مليكة العبسي
شاعر مخضرم ممن عنوا بتنقيح قصائدهم قبل عرضها
كان دعياً في نسبه وكان سفيهاً حاقداً على المجتمع حتى لم
يترك أحداً دون أن يهجوه حتى هجا نفسه وأمه وأباه وزوجته
كان من الذين يمتهنون التكسب بالشعر .
.. المناسبة :
لم أحصل على مناسبة تروى عن الحطيئة لتكون سبباً لهذه القصيدة
وربما نسجت القصة في خيال الشاعر دون أن تقع على أرض واقعه .
.. الزمان :
في عصر الحطيئة , والذي عاش فيه بين ظلام الجاهلية ونور الإسلام .
.. المكان :
في أرض جزيرة العرب الصحراوية الجافة , والتي طبعت الناس بطبيعتها.
.. المطلع :
مناسب , فهو ينبئ عن غرض القصيدة , ويثير فضول القارئ حينما يسمع
( وطاوي ..) فيتساءل .. ما قصة هذا الطاوي ..؟
.. الخاتمة :
أحسن الشاعر الخاتمة لإشعاره بنهاية القصيدة , وكذا جودة معناها إذ
أوحى الختام بالبشر الذي أعقب الحل .
.. الطول :
استطاع الشاعر أن يروي لنا هذه القصة الشعرية المتكاملة في أبيات قليلة
وهي قصة متكاملة حبكها الشاعر مقتصراً على الأحداث الضرورية فكان هذا
القدر من الأبيات كافياً لاستيعاب هذه التجربة , وهذا دليل تميز الشاعر .
.. الوحدة :
الموضوعية متحققة , فهو يتحدث عن الكرم , والعضوية متحققة ,
إذ جاءت أجزاء القصيدة مترابطة , ومبنية بناءاً عضوياً دقيقاً .
|