رد: تحليل النص الأدبي
- الطول والقصر :
لأن مبنى الشعر على الإيجاز حسن أن تكون كلماته قصيرة
( قليلة الحروف )..لأن الكلمات القصيرة أوجز وأخف على
السمع وعلى اللسان .. وأجود موسيقى خفية.
فناسب الشعر قصر الكلمات وقصر الجمل أيضاً
ولذلك عاب النقاد على المتنبي استعماله ( سويداواتها )
حين قال :
إن الكرام بلا كرام منهم ُ ... مثل القلوب بلا سويداواتها
فالكلمات الكثيرة الحروف أصعب لأنها تتطلب جهداً عضلياً
أكثر من غيرها .
ولاريب أن الكلمات الطويلة عيب في الشعر .. وأن كثرة الكلمات
الطويلة عيب في النثر ..ولذلك جعل ابن سنان الخفاجي اعتدال
الكلمة ( عدم طولها ) من شروط فصاحتها .
على أن طول الكلمة لايخل بفصاحتها إلا إذا صعب النطق بها .
والكلمة التي تطول قد تكون مقبولة إذا خفت بسبب نوع الحروف
وترتيبها وشيوع المدود والإدغام وحروف الوصل ( الحرف الذي
بعد قافية البيت ) .. اقرأ كلمة ( اسبكرت ) تجدها خفيفة في قول
امرئ القيس :
( إذا مااسبكرت بين درع ومجول ).
وإذا كان مبنى الشعر على الكلمات القصيرة فإن مبناه أيضاً
على الكلمات القصير فإن مبناه أيضاً على الجمل القصيرة
لأن الجمل القصيرة أكثر موسيقى خفية , ولأنها أنسب لطبيعة
الشعر ( الإيجاز ).. وقد تطول الجملة في القصيدة .. ولكنها لاتتجاوز بيتاً واحداً .. ومن أجل هذا الاختصار كره علماء النقد
والبلاغة التضمين .. وهوأن يرتبط البيت ببيت لاحق وسابق
وعدوه من عيوب القصيدة على أن طول الكلمات والجمل يجيء
في النثر ذا ارتباط بالمعنى وكلما كان النص أوجز وأبلغ كان أقصر .. ويجب تقسيم الجملة الطويلة في دلالتها لتكون قصيرة في موسيقاها كما تجد في علامات الوقف في القرآن الكريم
كما في سورة النبأ .. وإذا طالت الجملة في معناها قسمها البليغ إلى أشباه جمل يحسن الوقوف عليها لالتقاط النفس .
3-التقديم والتأخير :
الأصل في التركيب النحوي الشائع أن يأتي على نمطين :
أ. الجملة الفعلية : الفعل=> الفاعل => المفعول به أو الصفة أو الحال أو التمييز .
ب. الجملة الأسمية : المبتدأ => فالخبر .
غير أن الأسلوب الأدبي يغير هذا الأصل لأسباب عديدة :
منها تنويع الأسلوب , ومنها مراعاة موسيقى اللفظ , أو مراعاة المعنى .
-تأمل قول أبي الطيب :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ...وتأتي على قدر الكرام المكارم
الأصل :
تأتي العزائم على قدر أهل العزم وتأتي المكارم على قدر الكرام
ولكنه خالف هذا الأصل مراعاة للموسيقى , وهذه الظاهرة موجودة في أساليب القرآن الكريم .. كقوله تعالى (( إياك نعبد وإياك نستعين )).. فالأصل : نعبدك ونستعينك .. وقد عدل عن الأصل مراعاة لموسيقى اللفظ لتمام السجع .. ولغاية أخر معنوية هي الاختصاص .
ومن أغراض التقديم تعجيل المسرة أو المساءة والتفاؤل , ومن أجل ذلك استحسنوا أن تكون أول كلمة في قصائد المحافل موحية عذبة كقول شوقي :
هنيئاً أمير المؤمنين فإنما ... نجاتك للدين الحنيف نجاة
تعجيل المساءة : راسبٌ أنت في الامتحان .
ومن أغراض التقديم التشويق :
ثلاثة يذهبن الحزن ... الماء والخضرة والوجه الحسن
يتبع ,,
__________________
|