رد: تحليل النص الأدبي
- الإنشاء والخبر:
فالخبر : إخبار عن شيء , ولذلك أمكن أن يقال لقائله:
صدقت ,إذا وافق الحقيقة ,وإن خالف الحقيقة ..قيل :كذبت
أما الإنشاء : فهو تعبير عن الإحساس الذاتي بطلب أو غير
طلب .. ولذلك لايمكن لمن تمنى شيئاً أن يقال له : كذبت أو صدقت . وهو قسمان :
الطلبي : مايطلب المتكلم به شيئاً من المتلقي كالأمر والنهي والاستفهام والنداء .
غير الطلبي : وهو مايبدي المتكلم شعوراً بالارتياح أو الكراهية
أو الثناء أوالذم ..كالتمني والترجي والتعجب والقسم والمدح والذم
[ عسى , لعل , كاد , شك , جعل ..]
صيغ العقود : وهي الاتفاقات التي تجري بين الناس في البيع والشراء والرهن
والوصية وماإلى ذلك .
[ بعت , اشتريت , زوجت ,ووهبت ...]
وقد تكون بالماضي أوغيره كقولك : أنا الموقع أدناه .
والكلام بطبيعته يتراوح بين الخبروالإنشاء والكلام العادي تكثر
فيه الجمل الخبرية سواء كان نصاً أدبياً ,أوعلمياً أوشفوياً أو مكتوباً .
ولكن قد تزيد نسبة الإنشاء , وقد تزيد نسبة الخبر لمقاصد أدبية
فالخبر يشيع في مواقف الوصف والتقرير والإخبار , وتزداد نسبة
الإنشاء في مواقف الحماسة والتحريض والإثارة .
وأسلوب الإنشاء أكثر إثارة للذهن ؛ لأنه أكثر حركة واندفاعاً وهذا مايجعل الصورة الأدبية تهز الذهن لتشخيصها وحركتها ؛ لإن
الإنشاء طلب والطلب يقتحم ذهن المتلقي والسامع .
ولأثر الإنشاء تجد الخطاب في القرآن الكريم
يبدأ أحياناً كثيرة :
( ياأيها الذين ءامنوا ...) وهو إشارة للمؤمن : أن أنصت واستمع فثمة خير تدعى إليه , أو ر تنهى عنه .
ومن أجل ذلك استفتح الشعراء القدامى والحدثاء قصائدهم
بالإنشاء يدعون أصحابهم أو بناجون قلوبهم , وتأمل
مطالعهم تجد ذلك بيناً .
فالإنشاء : إذاً يثير الذهن , وهذا يذكرنا بأنه أكثر حيوية واندفاعاً , ومن أجل ذلك يكثر في مواطن الحماسة والتحريض والتهديد والوعيد وفي مواطن الوعظ والتذكير , وهو من شوافع الجزالة .
يتبع ,,
__________________
|