عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2009, 12:40 AM   رقم المشاركة : 7217
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فكرة برج المليون رد .............!!!

الرسالة الثالثه إلى الابن المسلـم

أيها الإبن العزيز : بعد أنْ قطعنا شوطاً من الحديث مع والديك ، فقد آن الأوان لأن نوجّه الخطاب
إليك ، وندعوك لالتزام الحق والصّواب ، فليتفتح على الموعظة والنصيحة مسمعك ، ولتتلقىّ
من الحديث ما ينفعك فاعلم ياولدي أنك في أيّة مرحلة من مراحل عمرك ، محطة فرحة
وابتهاج للأسرة ، لأنك عندما ولدت إلى الحياة , فكأنما ولدت بك الحياة من جديد , لتكون
للأسرة التي كانت تنتظرك قرة عين ، ونبتة أمل ترتجي أن تؤتي أكلها .
فعليك ياولدي أن تشكر الله عزوجل على نعمة الوجود ، وتسأله السلامة في الدّين
مع المؤمنين القائمين والرّكع السجود ، لتتقي بالإيمان والعمل الصالح هول يوم الوعيد .
أيها الإبن العزيز : فعندما تجد نفسك في كل فترة من الزمن تدخل في مرحلة من الإدراك والمعرفة ، بسلامة
حواسك ونمو مدركاتك , يكون ذلك أدعى للشكر والثناء على دور أبويك ومعلميك وملهميك رشدك بعد الله عزوجل .
فاعلم يا ولدي أن شكرك لله تعالى ولأبويك ، يتمثل في صحّة الانتهاج ، وتوقي الإعوجاج .
فتعال معي لنضع اللمسات على ما ينبغي الإلتفات إليه من خطوط بيانية ، وما يتوّجُها ويغمرها
من شواهد ونفحات قرآنية ، آمل أن تتناغم مع مشاعرك ، وتتفاعل مع إحساسك ، وتتعانق مع صفاء
قلبك ونقاء فطرتك ، فانك مجبول على حبّ الخير .
إعرف الغاية من خلقك
أيها الإبن العزيز : إعلم أن الله عزوجل لم يخلق السماوات والأرض وجميع ما في الكون والحياة عبثا ولهوا
فلا يغيبّن عنك يا ولدي أنّ الذي خلقك ووهبك العقل وقدرة التحرّك ، وهيأ لك ما تحتاج لإستمرار
حياتك في هذه الأرض ، هو الذي أرسل رسوله لهدايتك , وأنزل عليه القران فيه تبيان لكل شيء
من نظام حياتك ، ولتحديد مالك وما عليك من حقوق وواجبات .
راقـب نقطـة بلوغـك التكلـيف
أيها الإبن العزيز : تتلاحق حلقات الزمن وشهوره , وهي تحث الخطى بعمر الإنسان وكل مخلوق إلى
نقطة الإنتهاء ، وهي ترسم للإنسان عاقبة حلوة أو مرّة ، وتودعه أخيراً , إمّا في روضة من رياض الجنة , أو في
حفرة من حفر النيران .
فما أسرع الساعة في اليوم ، وما أسرع اليوم في الإسبوع ، وما أسرع الإسبوع في الشهر ، وما أسرع
الشهر في السنة ، وما أسرع السنة في العمر , وعمر كل إنسان بين هذه الحلقات الزمنية , كسفينة
مشرعة عائمة بين أمواج البحر المتلاطمة .
فعليك يا ولدي أن توجّه شراع عمرك بالإتجاه الصحيح نحو ساحل الأمان الذي أعده الله لك .
فإعلم يا ولدي أنّ كل يوم أو شهر أو سنة تمر عليك في مرحلة صباك ، تقربك من نقطة البلوغ ، التي
تعني تحوّلك إلى مرحلة التكليف والمسؤولية عن الواجبات والفروض ، فإذا أكملت الرابعة عشرة من عمرك
ودخلت في الخامسة عشرة فقد بلغت سن التكليف , ووجب عليك أداء الواجبات والفرائض من الصلاة والصيام
وغيرها من الفرائض الإلهية .
إعـرف مسؤوليـة فتـوّتـك
أيها الإبن العزيز : وأنت تودّع من عمرك عهد الطفولة والصبا وتنتقل إلى ميدان التكليف والمسؤولية
الإجتماعية ، ميدان الفتوة العاملة الكادحة التي لا بدّ أن تسخرها من أجل دينك ورسالتك .
فعليك يا ولدي أن تستلهم من فتوّة الذين سبقوك من السلف الصالح , الذي تمتد جذوره
إلى تاريخ الأنبياء والرسل الذين كانت فتوّتهم مصدر الهامٍ للعطاء الرّسالي لحياتك ولحياة كل جيل من أبنائنا المؤمنين0
أحسن اختيار الصديق في حياتك
أيها الإبن العزيز : إنك تميل بفطرتك ومنذ صغرك إلى اختيار صديق حياتك ، لأنّ الإنسان يألف ويؤلف ، والصديق
لا يقل أهمية عن الأسرة في التأثير عليك , لأنك تحبه كما تحب أسرتك .
ففي مرحلة الطفولة يا ولدي يذوب صديقك في والديك ، لأنك تنظره من خلالهما ، ولأن
زمالتك تقع تحت نظرهما ، فهما لا يختاران لك إلا من هو صالح لك من الأصدقاء .
أما في مرحلة الفتوّة ، فقد يذوب أبواك في صديقك لأن زمالتك تقع تحت نظرك ، فلا ترى
فيها أبويك إلاّ أحياناً ، كما لا يستطيع أبواك أن يعكسا رغبتك في الاختيار.
فعليك يا ولدي أن تبني صداقتك على أساس الإيمان والخلق الجميل ، لتنتفع بالصداقة ، وتستثمر الزمالة .
أعط والديك حق البر والإحسان
فقد تنمو ثقافتك يا ولدي وترقى في مدارج الكمال الإنساني أو تحضى بالموقع العلمي أو السياسي
أو الإجتماعي , فعليك كلما ازددت رقياً في هذه المدارج , أن تزداد تواضعاً لوالديك ، كما يطلب منك
التواضع والطاعة لربك عزوجل , لأنك كلما كبرت وارتقيت وتساميت , ازداد أبواك لك حبّاً وبك تعلقاً
فعليك أنْ تزداد لهما برّاً وإحساناً.
فلا تزدَرِ بوالديك لأنك عالم وهما جاهلان ، ولا تحقرّهما لأنك غني وهما فقيران ، ولا تستخف
بهما لأنك سياسي وهما كاسبان , وهكذا فلا تزيدنك المنازل عنهما بُعداً , فابدأهما بالسلام والوصال
وبادرهما بالتودّد والسؤال , وجازهما بالعطاء .

خاتمة المطاف معك يا ولدي

أيها الإبن العزيز : كنت المحطة الثالثة التي جرى عليها التطواف في مؤسسة الأسرة المسلمة ، ومن
خلال الخطوط البيانية التي بيننا وبين أعضاء الأسرة المكرمين .
بقي أن اختم المطاف معك يا ولدي في رحاب القران والسنه النبويه الشريفه ، الذين يمثل كل واحد
منهما منهلاً صافياً يروي ظمأ الأسرة ، ومنهجاً صادقاً يترسمه كل فردٍ منها في نظام التعامل والعشرة .
فلنهرع وإياك إلى هذين النبعين الصافيين الذين خلفهما لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.






التوقيع

هـــــــــــــــــذيـــــ ـــــل
عـــــــزوتـــــــــــــي
ونـــــــــاســــــــــــ ـي

رد مع اقتباس