عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2009, 01:20 AM   رقم المشاركة : 7218
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فكرة برج المليون رد .............!!!

الرسالة الرابعه إلى البنت المسلمة
إبنتي العزيزة: بعد الانتهاء من الحديث مع شقيقك , بما تيسر لنا معه من الحديث
إذ لا نهاية للحديث لان في الحياة مستجدات وظواهر متنوعة , تولد بين حين وآخر , ومع كل جيل وفي كل أسرة.
فقد آن الأوان يا إبنتي أن أفتح الحديث معك في جلسة أحاول أن تكون قصيرة نافعة , إذ كان الحديث
مع أمك ومع أخيك أغلبه في أمور مشتركة تهم كافة أعضاء المؤسسة الأسرية.
ولكن بقي أن المح إلى ما يهمك في صباك وشبابك , وما يحقق مطامحك في بناء مستقبلك الدّيني
والاجتماعي , وما يحقق آمال الأمّة والدين , من خلالك يا محبوبة الرسالة في محبّة أبيك وبره لك .
إبنتي العزيزة: لو سألني سائل: من تحب؟ أقل له: أحب إبنتي.. ثم من تحب؟
أقل له: أحب إبنتي... ثم من تحب؟ , أقل له: أحب ولدي.. لماذا يا إبنتي؟.
الجواب: لأني أريد أن أتحدّى فيك الذين ظلموك وتنكّروا لوجودك في
المجتمع , فأصبحت اليوم تحملين هموم الماضي والحاضر , وترمقين الرحمة
في كل مكان , فخذيها من أبيك الذي عرف قدرك في دينه ورسالته.
إبنتي العزيزة: فلقد خرجت من وأد الماضي الذي يعني قتل طفولة البنت ودفنها
حية دون رحمة , إلى وأد الحاضر يا إبنتي الذي يعني قتل معاني وقيم البنت
ودفن براءتها تحت ظل الحضارة والتطور الثقافي.
ولعلك تعلمين ما أعلم , من معنى الحضارة , أنها تعني:
الخروج من العالم البدائي إلى العالم المتطور في أنماط الحياة وأشكالها تبعا للنمو الفكري .

مخاطر الحضارة عليك ومن خلالك

إبنتي العزيز: إنّ ما عرفناه وألفناه من مظاهر الحضارة وتطور الحياة في شكلها وتقنيتها , أمر
مألوف ومرغوب لدى كل إنسان يطمح للتحضر والتقدم .
بالرغم من أن الحضارة الحقيقية , هي : حضارة الفكر , والعلم , والأخلاق
وغيرها من القيم التي تعتبر عوامل للإرتقاء والتطوّر الحضاري في أنماط الحياة وأشكالها في كافة الميادين.
ولكن هناك ما يعلق بأذيال هذا التطوّر المألوف , والحضارة المألوفة من وسائل الانحراف الأخلاقي
وهو ما نخشاه عليك يا ابنتي وعلى عامّة شبابنا وفتياتنا , لأنّ هذه الوسائل تمرّ من خلالك
لحرف مسيرتك عن خط رسالتك الدينية والعلمية.
ومن هذه الوسائل:

الموضات

إبنتي العزيزة: الموضات هي كل جديد من الألبسة والأحذية , وغيرها مما يستهويك ويشدك لاقتنائه , ويجعلك
تتطلعين في كل عام إلى موضة جديدة أزهى منظرا وأعقد فنا , لتصبح موضة العام الماضي شيئا قديما
قد الغي دورها من حياتك .
وتحاول الحضارة أن تجعل كل شيء في حياتك موضة , ابتداء من تسريحة الشعر وطلاء الوجه , وانتهاء
بهيكلة البيت والحياة الزوجية.
فإذا كان كذلك فهنا يكمن الخطر, وليس الخطر في أصل الاقتناء واللبس , بل الخطر
فيما تخلقه الموضة في نفسك من الملل من كل قديم فتجعله نافد المفعول كما ينقضي أكسباير الدواء .
مضافا إلى ما ترين يا ابنتي بعض الفتيات , كيف خلقت فيهن الموضات حالة من الأنانية , فأصبحت
إحداهن تشمئز من الثوب الذي لديها إذا ارتدت زميلتها مثل هذا الثوب أو تلك البدلة .
وكأن الموضة خلقت لها وصمّمت عليها فقط.. بل قد يبلغ بها الملل إذا ما أمضت عليه
شهرا واحدا أن تثور في وجه الحياة لعدم انسجام المزاج مع المظهر.

المجلات الخليعـة

إبنتي العزيزة : المجلات والكتب الثقافية والأدبية هي المصداق الآخر من وسائل حرف شبابنا وفتياتنا عن الخط
الصحيح للأصالة الفكرية والثقافية والأخلاقية .
وليست المشكلة يا ابنتي في المجلة والكتاب الأدبي كمحطة من المحطات التي يمر بها شبابنا وفتياتنا في
طرق التطلع العلمي والثقافي , إذ قد تعتبر المجلة وغيرها من الكتب الأدبية شيئا ثانويا عابرا عند البعض .
ولكن هناك ملاحظة رئيسية يا إبنتي هي: أن الذين روّجوا هذه المجلات والكتب الأدبية والثقافية واهتموا بنشرها
لا يستدرون من وراءها أرباحا تجارية مميزة , مع ما عليه هذه المجلات من تقنية وروعة في الإنتاج , ونوع الورق وكيفيات
أخرى لا تتناسب مع الثمن الرمزي لهذه البضاعة , أفلا يدلّ هذا على أن أرباح هؤلاء المروّجين تأتيهم من غير هذا الطريق؟ .
إن الذي عليهم هو: أن ينفذوا عملا معينا يهدف إلى زرع مادة الفساد في وسط العائلة الإسلامية , وليس عليهم أن يجلبوا أرباحا
مادية . خصوصا مع ملاحظة ما يرافق هذه البضاعة من مواضع الإثارة , من صور مبتذلة لأبطال وبطلات السينما التجارية.
فلا فرق يا ابنتي بين هذه المجلة أو ذاك الكتاب الثقافي وبين كتب الضلال التي حرم اقتناءها بفتوى فقهائنا
التي ركزت على خطر هذه الظاهرة قبل ألف سنة , ومن خلال نصوص أهل البيت الهداة (عليهم السلام) حرصا على
الهوية الإسلامية الأصيلة للفرد والأسرة المسلمة.

الأفـــلام الفاضحة

إبنتي العزيزة : ناهيك عن أفلام الفيديو وعن كل ما استحدث من الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية المدبلجة
التي تظهر عليها الفتيات الصبيات يتغنجن ويتحركن بغرور , ويتبارين بجمالهن ويتسابقن بتسريحات
شعورهن , وهن يستجلبن أنظار فتياتنا ليحاكين هذه المشاهد .
ولكن لتعلمي يا إبنتي أنّ هناك الجمال وهناك التجمل , فالجمال منحة من الله عزوجل , ومنح الله تعالى موجبة
للحمد والثناء عليه , وشكر كل نعمة بحسبها , وشكر الجمال صونه عن الإبتذال.
وهناك التجمل , وهو التظاهر بالجمال والزينة لله تعالى لا للإغراء والتبذل.
إبنتي العزيزة: لعلك ترين من خلال الزمالة لبعض الفتيات ما يؤسف , من ذوبان جمال العفة في جمال المظهر
ومن تقليد مظاهر الحضارة على حساب القيم والالتزامات الدينية.
فتأتيك إحداهن وهي تقص على سمعك مشاهدات وحكايات ومصطلحات تحفظها من مسلسل أجنبي أو عربي .
ولكنها للأسف لا تحفظ آية من القرآن الكريم , ولا حديثا من رصيد الإسلام الثقافي الذي خلفه رائد الرسالة
محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
بل كل ما تعتقده بعض فتياتنا: أن الثقافة تؤخذ من الأفلام والمسلسلات , فأصبحت هذه الأفلام تتدخل في كل شأن
من شؤون الفتيات , حتى في طريقة الحجاب , ومتى ترتديه ومتى تلقيه , وأي موضة من موضات الحجاب تختار.

ما هو مصدر ثقافتك يا ابنتي؟

إبنتي العزيزة : فاعلمي أنّ المصدر الذي ينبغي أن تستلهمي منه الثقافة والموقف في أيّة قضية من قضاياك
هو: رسالتك الإسلامية التي تضع بين يديك هالة من الأضواء الساطعة , لترسم لك الطريق نحو المستقبل الصالح
وتتمثل هذه الأضواء في عدة مصادر:
في كتاب الله العزيز
في السنة المطهرة
في التـاريـــخ
في منظومة الأسرة المسلمة.
فكوني يا ابنتي خيرا من الذهب والفضة ومن كلّ كنوز الدنيا , بالإيمان والعمل الصالح , واستمسكي بقيم رسالتك
ولا يكن التراب خيرا منك , ودمت للرّسالة والأسرة والعمل الصالح والبناء .
ودمتم في حفظ الرحمن..






التوقيع

هـــــــــــــــــذيـــــ ـــــل
عـــــــزوتـــــــــــــي
ونـــــــــاســــــــــــ ـي

رد مع اقتباس