الموضوع: معاني العيد
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2009, 08:33 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية بنت ناس قلبها ألماس
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

بنت ناس قلبها ألماس غير متواجد حالياً


افتراضي معاني العيد


العيد مظهر من مظاهر الدين ، وشعيرة من شعائره

المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمه ، ومعان جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها .


* فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب ، ولكنها تعتلج في

سرائره رضا واطمئنانا ، وتنبلج قي علانيته فرحا وابتهاجا، وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس

والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة

* والعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني ، وضعف الفقير على محبه ورحمة وعدالة من وحي

السماء ، عنوانها الزكاة والإحسان ، والتوسعة .

* يتجلى العيد على الغني المترف ، فينسى تعلقه بالمال ، وينزل من عليائه متواضعا للحق وللخلق ، ويذكر

أن كل من حوله إخوانه وأعوانه ، فيمحو إساءة عام بإحسان يوم .

* يتجلى العيد على الفقير المترب . فيطرح همومه ، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامه ، وينسى مكاره

العام ومتاعبه ، وتمحو بشاشة العيد آثار الحقد والتبرم من نفسه ، وتنهزم لديه دواعي اليأس على حين تنتصر بواعث الرجاء.

*والعيد في معناه النفسي حد فاصل بين تقييد تخضع له النفس ، وتسكن إليه الجوارح، وبين انطلاق تنفتح

له اللهوات ، وتتنبه له الشهوات.

* والعيد في معناه الزمني قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم ، واطراح الكلف ، واستجمام القوى

الجاهدة في الحياة .

* والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح ، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر

والسعة ، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة ، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور ، ويوم

الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب ، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها ، فتجتمع بعد

افتراق ، وتتصافى بعد كدر ، وتتصافح بعد انقباض .

وفي هذا كله تجديد للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب ، والوفاء ، والإخاء.

وفيه أروع ما يضفي على القلوب من الأنس ، وعلى النفوس من البهجة ، وعلى ا لأجسام من الراحة .

وفيه من المغزى الاجتماعي - أيضا -تذكير لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين ؛ حتى تشمل الفرحة

بالعيد كل بيت ، وتعم النعمة كل أسرة .

* وإلى هذا المعنى الاجتماعي يرمز تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى ؛

فإن في تقديم ذلك قبل العيد أو في أيامه إطلاقا للأيدي الخيرة في مجال الخير؛ فلا تشرق شمس العيد إلا

والبسمة تعلو كل شفاه ، والبهجة تغمر كل قلب.

* في العيد يستروح الأشقياء ريح السعادة، ويتنفس المختنقون في جو من السعة، وفيه يذوق المعدمون

طيبات الرزق، ويتنعم الواجدون بأطايبه .

* في العيد تسلس النفوس الجامحة قيادها إلى الخير، وتهش النفوس الكزة إلى الإحسان .


* في العيد أحكام تقمع الهوى ، من ورائها حكم تغذي العقل ، ومن تحتها أسرار تصفي النفس ، ومن بين

يديها ذكريات تثمر التأسي في الحق والخير ، وفي طيها عبر تجلي الحقائق ، وموازين تقيم العدل بين

الأصناف المتفاوتة بين البشر ، ومقاصد سديدة في حفظ الوحدة ، وإصلاح الشأن ، ودروس تطبيقية عالية

في التضحية، والإيثار، و المحبة . ف

* في العيد تظهر فضيلة الإخلاص مستعلنة للجميع ، ويهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة

المحبة، وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها .

* في العيد تتسع روح الجوار وتمتد، حتى يرجع البلد العظيم وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخاء

بمعناه العملي .

* في العيد تنطلق السجايا على فطرتها ، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها .

· العيد في الإسلام سكينة ووقار، وتعظيم للواحد القهار ، وبعد عن أسباب الهلكة ودخول النار .

· والعيد مع ذلك كله ميدان استباق إلى الخيرات ، ومجال منافسة في المكرمات .

* ومما يدل على عظم شأن العيد أن الإسلام قرن كل واحد من عيديه العظيمين بشعيرة من شعائره العامة التي

لها جلالها الخطير في الروحانيات ، ولها خطرها الجليل في الاجتماعيات ، ولها ريحها المهابة بالخير

وا لإحسان والبر والرحمة ، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية التي لا تكون الأمة صالحة للوجود، نافعة في الوجود إلا بها .

هذه بعض معاني العيد كما نفهمها من الإسلام ، وكما يحققها المسلمون الصادقون ؟ فأين نحن اليوم من هذه

الأعياد؟ وأين هذه الأعياد منا؟ وما نصيبنا من هذه المعاني ؟ وأين آثار العبادة من آثار العادة في أعيادنا ..






رد مع اقتباس