 |
 |
|
 |
|
ضغطتُ علـى مكابح السياره فتوقفت عجلاتها وتوقفت معاها احلامي
الورديه وطمعي في عامل النظافه.
واطلقتُ ضحكه ساخر من نفسي أولا
ثم من سوء الطالع الذي لازمني ثانيا
ونزل العامل المسكين وكانت النظرات تكفي عن الشرح
فقلت له : التـم المتعوس علـى خايب الرجا
لا أدري من منّا الأول ومن الثاني !!
للحديث بقيـه احبائي
دمتم في خير |
|
 |
|
 |
اصبح العمل كسائق تاكسي وسيلـة هـروب لي أكثر منها مصدر رزق يومي !!
نعم .. هو كذلك
أهربٌ من نظرات من حولي بالجلوس خلف مقود السياره والإختباء وسط هيكلها المتهالك
انتقل بها من مكان الى آخر وسط اكوام حديد آخرى وهاربون آخرون مثلي من واقع مؤلـم !!
نعم .. نعم
لستٌ أنا الوحيد في هذه المأساه , هناك الآلاف غيري هائمون
تـائهون باحثون عن لقمـة عيش
باحثون عن قيمة ( ساندويتش ) يسدون به جوعهم الخجول !!
باحثون عن أجرة توصيله من مكان الى آخر !!
باحثون عن الريال والريالين - المهترئه يدسونها في جيبوهم
وهم حامدون شاكرون قانعون
الآلاف غيري من خريجي الجامعات والمدارس الثانويه
يرافقونني يوميا في رحلة>> الشغل مو عيب
اصبحتٌ استمتع بوجودي خارج البيت اطول وقتٍ ممكن ,لا
عقوقا لوالديّ وتقصيرا في حقهما ولكن ....
لماذا أعود ؟
لمن أعود ؟
هل أعود باكرا حتى استمع لتأنيبٍ يهدر مابقي لي من كرامه !!
هل أعود لتستقبلني نظراتُ أمي الحزينه !!
هل أعود لأجد الإمتعاض يملئ وجه اختي الكبرى بسبب كلام
زوجها عني << اخوك داشر !!
هل أعود لأجد اختي الصغرى وقد اشفقت عليّ ووضعت تحت
وسادتي 100 ريال من مكافئتها الجامعيه !!
هل أعود لألتقى احد جيراننا مصادفه ولا يلقي عليّ السلام
استحقارا واشمئزازا بسبب اني عاطل !!
هل وهل وهل !!!
الكثير من الاسباب دفعتني للهروب من وضع لم اختر أن أبقى فيه
كل هذا الوقت !!
ولكنه هروب احببته ففيه راحة بال حتى لو بشكل مؤقت !!
التقيكم غدا مع وسيلـة هروب آخرى !!