عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2009, 09:31 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية مشهور الطلحي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشهور الطلحي غير متواجد حالياً


افتراضي فلسفة الثعبان المقدس

للشابي

كان الربيع الحي روحاً حالماً * غض الشبابِ معطر الجلبابِ

يمشي على الدنيا بفكرة شاعرٍ * ويطوفها في موكبٍ خلابِ

والأفق يملأه الحنان كأنه * قلب الوجود المنتج الوهابِ

والشاعر الشحرور يرقص منشداً * للشمس فوق الورد والأعشابِ

شعر السعادة والسلام ونفسه * سكرى بسحر العالم الخابِ

ورآه ثعبان الجبال فغمهُ * ما فيه من مرحٍ وفيضِ شبابِ

فانقض مضطغناً عليه كأنه * سوط القضاءِ وفرية الكذابِ

بُغت الشقيّ فصاح من هول الردى * متلفتاً للصائل المنتابِ

وتدفق المسكين يضرخُ ثائراً * ماذا جنيتُ أنا فحقَ عقابي

لا شيء إلا أنني متغزلٌ * بالكائنات مغردٌ في غابي

ألقى من الدنيا حناناً طاهراً * وأبثها نجوى المحب الصابي

أيعّدُ هذا في الوجود جريمةً * أين العدالة يا رفاق شبابي

لا "أين" .. فالشرع المقدس ههنا * رأي القوي وفكرةُ الغلابِ

وسعادة الضعفاء جرمٌ ما لهُ * عند القوي سوى أشد عقابِ

ولتشهد الدنيا التي غنيتها * حلم الشباب وروعة الإعجابِ

أن السلام حقيقة مكذوبةٌ * والعدل فلسفة اللهيب الخابي

لا عدل إلا إن تعادلت القوى * وتصادم الإرهابُ بالإرهابِ

فتبسم الثعبان بسمةَ هازئٍ * وأجاب في سمتٍ وفرط إهاب

يا أيها الغر المثرثر إنني * أُرثي لثورة جهلك الثلابِ

والغر يعذره الحكيم إذا طغى * جهلُ والصِّبا في قلبه الوثابِ

فأكبح عواطفك الجوامح إنها * شردت بلبك واستمع لخطابي

إني إلهٌ طالما عبد الورى ظلّي * وخافوا لعنتي وعقابي

وتقربوا لي بالضحايا منهمُ * فرحين شأن العابد الأوّابِ

أفلا يسرك أن تكون ضحيتي * فتحل في لحمي وفي أعصابي

وتكون عزماً في دمي وتوهجاً * في ناظري وحدةً في نابي

فكر لتدرك ما أريد وإنه * أسمى من العيش القصير النابِ

فأجابه الشحرور في غصص الردى * والموت يخنقه إليك جوابي

لا رأي للحق الضعيف ولا صدى * والرأي رأي القاهر الغلابِ

فأصنع مشيئتك التي قد شئتها * وارحم جلالك من سماع خطابي
وشكرا
منقول ولست واثقا في المصدر






رد مع اقتباس