جزاكم الله كل الخيراختي الفاضلة سما
و اسمحوا لي ان انظم الى قافلة الاستغفار
واشارك معكم بفضائله
يمثل الاستغفار أهم علاج للمسائل الدنيوية والاخروية تبعا لما جاء في القران والسنة وهو الدواء لكل داء يعترض البشرية ولعل تتبع معاني الاستغفار وتواترها يؤكد ذلك وقد روى الترمذي عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أنزل الله علي أمانين لأمتي (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة" ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه عن أبي سعيد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني" ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ولاشك ولا ريب أن الامراض والاوبئة والابتلاءات تسلط علينا بسبب ما كسبت أيدينا، فسبب المصائب، العصيان والذنوب، قال الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الآية، وبعد أن شخصنا الداء ووصفنا الدواء نأتي الآن ـ بعون الله تعالى وتوفيقه ـ إلى طريقة استعمال هذا الدواء حتى نحصل ـ بإذن الله تعالى ـ على النتيجة المرجوة، وقبل ذلك نسرد عليكم طائفة من النصوص الشرعية لننطلق من خلالها للتعرف على الطريقة المستعملة الصحيحة...
قال الله تعالى: (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) وقال سبحانه وتعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) وقال جل وعلا: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)الآيات.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: "سمعت رسول الله يقول والله اني لاا ستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله تعالى عنه ـ قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة" وإليكم الطريقة الصحيحة التي تستعمل في أخذ هذا الدواء النافع الناجح بمشيئة الله تعالى وإني لأرجو أن تطبقوها بالتدريج فيما يأتي: قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وربه ولا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط:
أحدها أن يقلع عن المعصية والثاني أن يندم على فعلها، والثالث أن يعزم على أن لا يعود إليها أبدا.فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته، وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة هذه الثلاثة وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف، ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها ويجب أن يتوب من جميع الذنوب فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقي عليه الباقي وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب التوبة.
وبعد التوبة نبادر إلى الاستغفار والدعاء ونكثر منها في جميع الأوقات فلا يمر علينا وقت إلا ونحن قد استغفرنا أو سبحنا أو هللنا أو دعونا لاسيما أن يكون الاستغفار في وقت السحر كما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يستغفر في وقت السحر الذي ينزل فيه رب العزة إلى السماء الدنيا تنزيلا يليق بجلاله ويقول عز وجل: (من يدعوني فأستجيب له)
ادعوا ربكم بقلب خاشع و استغفروه يجعل لكم مخرجا من حيث لا تحتسبوا
واخيرا اقول:
اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عليَّ وأبُوءُ بِذَنْبي، فاغْفِرْ لي فإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ
يا حي يا قيوم يا بادع السماوات و الارض اغفرلي و لوالداي و للمؤمنين و المؤمينات والمسلمين والمسليمات
الاحياء منهم و الاموات
وجزاكم الله كل الخير