رد: الاختلاف لا يؤدي الى المخاصمة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلام سيكون حول النقاش العالمي، ومنه نستطيع أن نستخلص ، مبادئ النقاش (حتى حول أقل الأمور)..
بصراحة وبكل تجرد أنا أرى أننا اقوام لانفقه شيء، ومن هذا المنطلق المخيف، بدأت جدليتنا حول الرأي والرأي الأخر عكس، المأمول والمفروض !.
مشكلتنا الرئيسية والتي لن تزول إلا بتحرر عقلي ونفسي، هي ..(الديــن).
ليست المشكلة في الدين بذاته... بل في تصوراتنا المختلفه والضيقة لديننا، فنأخذ مانريد ونترك ، لتدعيم رأي على رأي.
حتى علمائنا يفتقدون كثيرا للثفافة العالمية، لبلورة الحـوار خارج نطاق الدين، أو لنقول: أنهم مقصرين في بناء الحجة وتدعيم الرأي بما يخدم إنتمائتهم الدينية، فإذا كان الأخر لايؤمن بما تؤمن به، فلا تقول له قال : الله سبحانه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم.
نحن نؤمن أن عقيدتنا صحيحة، وللآخرين عقائد يؤمنون بها، فهنا الحوار لابد أن يكون عقليا أو تجريبيا، لنصل إلى الإيمان بما هو صحيح ، فالإيمان مرحلة متأخرة يأتي قبلها الإقناع، بالحجة.قال سبحانه (وأدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وهذا أمر صريح لتحرير العقول قبل الخوض في المسائل العقائدية.
نحن نملك موروث هائل، خصوصا الموروث الديني، ولكننا نأبى أن نشرك العقل في التنظير لمفاهينا اولا، وحاجتنا ، فكل ما نفعله أن نحفظ شيئا ونرد به على قول أو رأي.
نحن لانتظور ، جامدين وبالتالي نرى ديننا لا يبتعد أكثر منا، فالإسلام مساحة كبيرة جدا نحن أختصرناها في عدة أحكام، لا نلبث أن نتنازل عنها بمرور الوقت، ولا اقصد هنا الثوابت، مع أني أرى أن هناك تساهل كبير حتى في ثوابت ديننا.
إذا سألنا أنفسنا سؤالا، بسيطا !
لماذ تقدم الغرب علينا بمراحل واشواط كبيرة، ونحن نملك (الحق)، ؟
سنخلص بالتأكيد إلى أننا نعيش رحلة ظلام، كانوا هم قبلنا يعيشون تحت ظل، المفهوم المسيحي الماثل في قمع الكنيسة لكل ماهو خارج الكنيسه.
نحن الان كذلك، أو لنكن اكثر تحديدا قبل بضع سنوات، لانرى خارج نطاق مفاهيمنا الدينية التي لم نحسن تطوريها وبلورتها ( كدين عالمي يصلح لكل زمان ومكان).
إلى هنا... الأمر لايتعدى تمهيد، وأحسنوا الظن.
إذن فلا نخجل من كوننا بعيدين جدا عن الثقافه، ومتأخرين جدا في بناء العقول، ومقصرين بشكل لا يوصف في إظهار الدين بما هو اهل له، ليقبل العقل الآخر فكرة النقاش، ولربما تتطور إلى إيمان.
كل مانحتاجه أن ننفخ تلك الطبقة السمكية من الغبار على عقولنا، ونخرج لنتجاذب أطراف الثقافه مع الآخرين ولاينعي ذلك أن أتطرف في انحيازي لفكرة ما، بل لا أعرف كيف أناقش واقدم الرأي.
أعود .. و أوأكد أننا نحتاج إثراء للعقول، ونحتاج لفلسفات عقلية، أن الإيمان بالله شيء فطري، وأن الرأي يحتمل الخطأ والصواب، وإن الاختلاف من شأنه أن يثري دائرة النقاش، بأراء تستحق النظر.
لذلك نحن لانملك الان شيئا،.... على السلطة التعليمية، والدينية، والسياسية، أن تدرك أن الإنسان كائن متطور يتحاج إلى العقل ليتأقلم حتى مع معتقداته.
يتحاج أن يثري هذا العقل، بكل جديد، ويحتاج ان يسمع الاخر، وأن ينصت وأن يعتقد بصواب الرأي ولو في جزئية صغيرة.
هناك تناقضات كبيرة تحصل أمامنا، وإذا لم نتدارك الأمر، سيكون (للشك الديكارتي)، يـد حتى في الدين، وأنا لا ابالغ، أعط نفسك مساحة وخذ نظرة عميقة في مجتمعنا وسترى أنني لا ابالغ.
مدام أن الدين يتحمل الخلاف، وهذا موجود حتى بين الأئمة، فهذا يعطينا ثقة بأن ديننا ليس جامدا، بل أنه صالح لكل زمان ومكان، فعلينا أن نربي عقولا تأخذ بنا إلى ابعد من مانحن فيه.
لابد أن نتخلص من كوننا (عرب)، فطرنا على الكلام لمجرد الكلام، ونتجه إلى عقولنا وحواسنا لنستخرج افضل مالدينا، متسحلين بدين عظيم، كان بداية وحيه..(إقرأ).
ولنترك هذا (علماني)، وذاك (لبرالي)، فمادمت لا تستمع للآخرين فلن تجد نفسك إلا أخر من يعلم.
لنحاول أن نفهم أن الآخرين يمكنهم أن يقولوا شيئا صحيحا، ولنجتهد في فهمهم، لنخلص إلى سياسة نقاش، ملائمة.
أخيرا:
لا بد من إرساء المفاهيم وتفصيلها بشكل جذري لماهو أصيل في الدين، وماهو عادة وتقليد، فالأمر بات أكثر عتمة، ونرى الكثير ممن لايفرقون، بين (أن اصلي تبلية لنداء رباني، أو تلبية لنداء أبي أو جمس الهيئة)، لايكفي أن نتعلم الدين فقط، لابد أن نتعلم الحياة بما فيها من علوم لنرى إنعكاس الدين بشكل جلي وواضح، ليتجلى الإيمان الحقيقي.
شكرا على الموضوع، واسف للإطالة
تحية طيبة أختي سحاب
التوقيع |
[flash=http://dc15.arabsh.com/i/02385/wbsm3102i6o8.swf]WIDTH=500 HEIGHT=300[/flash]
لزيارة مدونتي |
آخر تعديل ابوفهد الياسي يوم 03-03-2010 في 03:02 PM.
|