أي بني . . . إياك و النميمة فإنها تزرع الضغينة و تفرق بين المحبين
و إياك و التعرض للعيوب فتتخذ غرضا (هدف ) و خليق ألا يثبت الغرض
على كثرة السهام و قلما اعتورت السهام غرضا إلا كلمته حتى يهي
ما اشتد من قوته , و إياك و الجود بدينك ( التفريط ) و البخل بمالك ,
و إذا هززت ( طلبت و لجأت ) فاهزز كريما يلن لهزتك و لا تهزز اللئيم
فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها و مثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك
فاعمل به و ما استقبحت من غيرك فاجتنبه , فإن المرء لا يرى عيب
نفسه , و من مودته بشره , و خالف ذلك منه فعله , كأن صديقه منه
مثل الريح في تصرفها , ثم أمسكت فدنوت منها فقلت : بالله يا أعرابية
إلا زدته في الوصية : فقالت : أوقد أعجبك كلام العرب يا عراقي , قلت نعم ,
قالت : و الغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم , و من جمع الحلم و السخاء
فقد أجاد الحلة ريطها و سربالها