عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2010, 07:25 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

صالح الكعبي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: اعتراف ليبراليه سابقه

تعريف الليبرالية :

الليبراليَّة هي وجه آخر من وجوه العلمانيِّة ، وهي تعني في الأصلالحريِّة ، غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حراً في أن يفعل ما يشاءويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء ، بدون التقيد بشريعة إلهية ،فالإنسان عند الليبراليين إله نفسه ، وعابد هواه ، غير محكوم بشريعة من الله تعالى، ولا مأمور من خالقه باتباع منهج إلهيّ ينظم حياته كلها، كما قال تعالى ( قُل إنَّصَلاتي ونُسُكِي وَمَحيايَ وَمَماتي للهِ رَبَّ العالَمِينَ ، لاشَريكَ لَهُوَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المِسلِمين) الانعام 162، 163 ، وكما قال تعالى ( ثمَُّ جَعَلنَاكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ فَاتَّبِعها وَلاتتَّبِع أَهواءَالذِينَ لايَعلَمُون ) الجاثية 18

هل تملكالليبرالية أجابات حاسمة لما يحتاجه الانسان :
الليبراليَّة لاتُعطيك إجابات حاسمة على الأسئلة التالية مثلا :
هل الله موجود ؟
هل هناك حياة بعد الموت أم لا؟
وهل هناك أنبياء أم لا ؟
وكيف نعبد الله كما يريد منّا أن نعبده ؟
وماهو الهدف من الحياة ؟
وهل النظام الإسلاميُّ حق أم لا ؟
وهل الربا حرام أمحلال ؟
وهل القمار حلال أم حرام ؟
وهل نسمح بالخمر أم نمنعها ، وهل للمرأةأن تتبرج أم تتحجب ، وهل تساويالرجل في كل شيء أم تختلف معه في بعض الأمور ، وهلالزنى جريمة أم علاقة شخصية وإشباع لغريزة طبيعية إذا وقعت برضا الطرفين ، وهلالقرآن حق أم يشتمل على حق وباطل ، أم كله باطل ، أم كله من تأليف محمد صلى اللهعليه وسلم ولايصلح لهذا الزمان ، وهل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحي من اللهتعالى فيحب أتباعه فيما يأمر به ، أم مشكوك فيها ، وهل الرسول صلى الله عليه وسلمرسول من الله تعالى أم مصلح اجتماعي ، وما هي القيم التي تحكم المجتمع ؟ هل هيتعاليم الاسلام أم الحرية المطلقة من كل قيد ، أم حرية مقيدة بقيود من ثقافات غربيةأو شرقية ، وماهو نظام العقوبات الذي يكفل الأمن في المجتمع ، هل الحدود الشرعية أمالقوانين الجنائية الوضعية ، وهل الإجهاض مسموح أم ممنوع ، وهل الشذوذ الجنسي حق أمباطل ، وهل نسمح بحرية نشر أي شيء أم نمنع نشر الإلحاد والإباحية ، وهل نسمحبالبرامج الجنسية في قنوات الإعلام أم نمنعه ، وهل نعلم الناس القرآن في المدارسعلى أنه منهج لحياتهم كلها ، أم هو كتاب روحي لاعلاقة له بالحياة ؟؟؟؟
المبدأ العام لليبرالية :

فالليبراليّة ليس عندها جواب تعطيه للناس على هذه الأسئلة ، ومبدؤهاالعام هو : دعوا الناس كلُّ إله لنفسه ومعبود لهواه ، فهم أحرار في الإجابة على هذهالأسئلة كما يشتهون ويشاؤون ، ولن يحاسبهم رب على شيء في الدنيا ، وليس بعد الموتشيء ، لاحساب ولا ثواب ولاعقاب 0
ماالذي يجب أنيسود المجتمع في المذهب الليبرالي :

وأما مايجب أن يسود المجتمع من القوانين والأحكام ، فليس هناك سبيل إلا التصويت الديمقراطي، وبه وحده تعرف القوانين التي تحكم الحياة العامة ، وهو شريعة الناس لاشريعة لهمسواها ، وذلك بجمع أصوات ممثلي الشعب ، فمتى وقعت الأصوات أكثر وجب الحكم بالنتيجةسواء وافقت حكم الله وخالفته 0
السمة الاساسيةللمذهب الليبرالي :
السمة الاساسية للمذهبالليبرالية أن كل شيء في المذهب الليبراليِّ متغيِّر ، وقابل للجدل والأخذ والردِّحتى أحكام القرآن المحكمة القطعيِّة ، وإذا تغيَّرت أصوات الاغلبيَّة تغيَّرتالأحكام والقيم ، وتبدلت الثوابت بأخرى جديدة ، وهكذا دواليك ، لايوجد حق مطلق فيالحياة ، وكل شيء متغير ، ولايوجد حقيقة مطلقة سوى التغيُّر 0

إله الليبرالية :
فإذن إلهالليبراليِّة الحاكم على كل شيء بالصواب أو الخطأ ، حرية الإنسان وهواه وعقله وفكره، وحكم الأغلبيِّة من الأصوات هو القول الفصل في كل شئون حياة الناس العامة ،سواءُُ عندهم عارض الشريعة الإلهيّة ووافقها ، وليس لأحد أن يتقدَّم بين يدي هذاالحكم بشيء ، ولايعقِّب عليه إلا بمثله فقط 0

تناقض الليبرالية :
ومن أقبح تناقضاتالليبرالية ، أنَّه لو صار حكمُ الأغلبيِّة هو الدين ، واختار عامة الشعب الحكمبالإسلام ، واتباع منهج الله تعالى ، والسير على أحكامه العادلة الشاملة الهاديةإلى كل خير ، فإن الليبراليّة هنا تنزعج انزعاجاً شديداً ، وتشن على هذا الاختيارالشعبي حرباً شعواء ، وتندِّدُ بالشعب وتزدري اختياره إذا اختار الإسلام ، وتطالببنقض هذا الاختيار وتسميه إرهاباً وتطرفاً وتخلفاً وظلاميّة ورجعيّة 00الخ

كما قال تعالى ( وإذا ذُكِر الله ُوَحدَهُ اشمَأَزَّت قلوبُ الذينلايُؤمِنُونَ بِالآخرِةِ وَإِذا ذُكِرَ الذينَ مِنَ دونِهِ إذا هُم يَستَبشِروُن ) الزمر 45 0

فإذا ذُكر منهج الله تعالى ، وأراد الناس شريعته اشمأزت قلوبالليبراليين ، وإذا ذُكِر أيُّ منهجٍ آخر ، أو شريعة أخرى ، أو قانون آخر ، إذا هميستبشرون به ، ويرحِّبون به أيَّما ترحيب ، ولايتردَّدون في تأيِّيده 0

حكم الاسلام في الليبرالية :
فإذن الليبراليِّة ماهي إلاّ وجه آخر للعلمانيِّة التي بنيت أركانهاعلى الإعراض عن شريعة الله تعالى ، والكفر بما أنزل الله تعالى ، والصد عن سبيله ،ومحاربة المصلحين ، وتشجيع المنكرات الأخلاقيِّة ، والضلالات الفكريِّة ، تحت ذريعةالحريِّة الزائفـــــة ، والتي هي في حقيقتها طاعة للشيطان وعبودية له0

هذه هي الليبراليّة ، وحكمها في الإسلام هو نفس حكم العلمانيّة سواءبسواء ، لأنها فرع من فروع تلك الشجرة ، ووجه آخر من وجوهها






التوقيع