ما كُنتُ أدري قَبل َ غَزَّة َ ما البـُكا ؟!
في رقدة ذهبية
سكن الأنام
ووسادة ٍغربيـَّة ٍ
أنـِسَ الِّلـئام
لا ضير إنَّ سَراةَ عالِمِنا نِيام
ولذيذ َ سُكرٍ جاشَ أعينَنَا السِّجام
في عشق غانية ٍ دنت
تَتَلَفَّعُ اللَّيلَ المُعَبَّقَ بالسَّلام
أغرت جوادا ً باسِلا ً
قَد سالَ منه لُعابُه مُتمايِلا ً
ثُمَّ امتطت صَهَواتِه ِ
فوق الغمام !
* * *
في رقدةٍ ذهبيَّة ٍ
في عبرة ٍ غزِّيـَّة ٍ
باع الجواد َ بنشوة جِنـِّيـَّة ٍ
تلك التي تَـتَـعَـبَّـقُ النـَّورَ المُشَعشِعَ بالظَّلام
باتت بأَنعَمِ لذَّة ٍ كُفرِيَّة ٍ
في بيع أوصال الحبيب مُكَّبـَّلا ً
في سوق غدر ضج َّ من هَدل ِ الحَمام :
( لا تكسروا حائي فـَتـُكسَرَ أُمـَّة ٌ
باءت بـِفَيض ِ الخُبث ِ من عَبَث ِ الكلام !!! )
* * *
قُم يا فُؤَادي من فُؤادِك !
إنَّني في لُجَّة ٍ
بمفازة الشعر المُتيَّم ِ في سرابِك
قم تذكَّر ربَّةَ الشِّعر ِالتي ...
أجلَت جميل َ بُثَينَة ٍ
أَردَت كُثيِّرَ عَزَّة ٍ
أضنت سويداء َ القلوبِ لغَزَّة ٍ
في عَبرة ٍ ترمي شرارا ًَ كالقصور إلى سُباتِك
* * *
وَكَأَنـَّني بِكُثَيِّر ٍ
قد شَفـَّه ُ بَردُ الهُيام
يعلو بصوت جَهوَرِيٍّ قاتم ٍ
( ما كنت ُ أدري قبل غَزَّةَ ما البـُكا ؟! )
ما زلت ُ أسري في الظَّلام
أم كُلَّما قَطَّعتُ ظُلما ً حالِكا ً
يكبو جواد عاشِق ٌ
يُلقي إليَّ مهاوِيَ الكَبوِ الجِسام
ثُمَّ الغُبارُ يَضُمُّه ...
في رقدة ذَهَبِيَّة ٍ
في مقلة غَدَرت بتَوأمِها .... ينام
* * *
تُدمي القُلوبَ قصيدة ٌ غَزِّيـََّة ٌ
تُزجي القصيد َ حماسة ٌ مُضَرِيَّةٌ
وقلوبنا قد شَفَّها سِحر ُ الكَلام !
كم من قصيد ٍ قد نُظِم
كم من لسان ٍ قال ثُمَّ تراه في قلب الهوامّ :
( أَي أهل َ غَزَّة َ , نَصرُكم ...
في نصر ِ دين الله نصرا ً لن يُضام . )
حمزة إبراهيم النـّادي