رد: صور الإبل في شعـر الهذليين...
ومن خلال ماسبق، يتضح لنا حب الهذلي لهذا المخلوق وتولعه به، من خلال دقة وصفه له، وإسهاب النظر في دقائقه، وسأعرض صورة الحزن والأسى الشديد، لمن فقد إبله، اثناء الإغارة عليها.
فهذا ربيعة بن الجحدر يطرق مآثر مرثيته، الماثلة في غاراته على الإبل وترك أصحابها يعانون الحزن والأسى لفقدها.
يقول: ج (2)، ص 645
[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وذي إبلٍ فجعته بخيـارها = فأصبح منها وهو أسوانُ يائسُ
فاصبحت قد أعتقت من كل غالبٍ= طوال الذرى منها المخاض العرامسُ[/poem]
ولعل من ولع العرب بالإبل وحبهم لها، مايجعلها من الأموال النفيسة والقريبة إلى قلوبهم، وهنا ساعدة بن حؤية - يعطي درسا حياتيا من خلال تجاربه، فلا يغني المرء عند الموت ولد ولا إبل كرام، شم الحوارك تحيط بها الفحول وتهدر من كل جانب، ويضيق الوادي من كثرتها، وهنا ملازمة تأملية فحب الولد يأتي بعده مباشرة حب المال، المتمثل في الإبل.
يقول: ج (3)، ص 1145
[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وما يغني أمرأً ولد أجمت= منيته ولا مالٌ أثيل
ولو أمست له أُدمٌ صفايا= تقرقر في طوائفها الفحول
مصعدةٌ حواركها تراها= إذا تمشي يضيقُ بها المسيل[/poem]
ويصور لنا قيس بن العيزارة ناقته الكثيرة اللبن، فهي "نعوسٌ" - (لِقحَة تحمد عند الدر، إذا حُلبت نعست)، فخلفاها يتغاوثان باللبن من كثرته، فكلما حُلب أحداهما إمتلأ الآخر - فماثلت هذه الصورة صورة الكير الذي كل ما أُفرغ أحد جنبيه، إمتلأ الآخر.
يقول: ج (2)، ص607
[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إن النعوس بها داءٌ يخامرها= فنحْوها بصرُ العينين مخزورُ
ويلمها لقحةً إذا تأوبهم= مِسعٌ شآميةٌ فيها الأعاصيرُ
إذا تغاوث خلفاها سمعت لها= هزما كما أستجفرت في السحرةِ الكيرُ[/poem]
ويأخذنا ابو قلابة إلى صورة رائعة، في المماثلة والمحاكاة الخيالية، التي تمطر شعرا، حيث يشبه الإبل وهن مصطفات أثناء سيرهن بالظعائن، بصورة الحمام أثناء وقوعه على الماء ليشرب صفا.
يقول: ج (2)، ص 711
[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ما إن رأيت وصرف الدهر ذو عجبٍ= كاليوم هِـزَّة أجمالٍ بأظعانِ
صفا جوانح بين التوأمات كما= صف الوقوعَ حمامُ المشرب الحاني[/poem]
ولنرى دقة الملاحظة، وحسن التأمل النابع من الحب لهذا المخلوق، حيث يرصد لنا أمية بن أبي عائذ، صورا كثيرة متناهية الدقة، سواء كان في سيرها على أرض خشنة بها حجارة، أو إذا أسرعت قليلا، أو إذا عدت عدوا شديدا، فيصور لنا سيرها على الأرض الخشنة ذات الحجارة وهي تنقل قوائمها بسرعة، وإذا اسرعت شابهت الظليم في سرعته ومروره وسط أولاد النعام، وإذا عدت عدوا شديدا تنخرط كما ينخرط الحبل من فوق البكرة، إلى الماء .
كما رصد لنا هيئتها عندما تكف حدتها، ونشاطها، وعندما تسير سيرا منبسطا سهلا، وإذا سارت بحرق، وعندما تجزع فهي تثب وثبا يحاكي وثب الثور الوحشي، عند إحساسه بالخطر.
يقول: ج (2)، ص 497
[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فسلّ الهموم بعيرانةٍ = موشكةِ الرجع بعد النقال
ذمولٍ تزف زفيف الظــلـ=يــم شمّر بالنعف وسط الرئال
وترمد هملجةً زعزعا= كما أنخرط الحبل فوق المحال
وإن غضّ من غربها رفّدتْ= وسيجا وألوت بجلسٍ طوال
ومن سيرها العنق المسْبطر=والعجرفية بعد الكلالِ
كأني ورحلي إذا رعتها= على جَمَزَى جازىٍْ بالرمالِ[/poem]
ويصور لنا أبو ذؤيب صورة ناقته من بين النوق وهن عائدات، بحدتها ونشاطها الذي يظهر من خلال كثرة مرحها وعرقها السائل بين ذفراها.
يقول: ج (1)، ص 95
[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فجئن وجاءت بينهن وإنه= ليمسح ذافرها تزعم كالفحـل[/poem]
يــتبع......
التوقيع |
[flash=http://dc15.arabsh.com/i/02385/wbsm3102i6o8.swf]WIDTH=500 HEIGHT=300[/flash]
لزيارة مدونتي |
آخر تعديل عماد الهذلي يوم 05-26-2010 في 08:39 PM.
|