عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2010, 11:01 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية عماد الهذلي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عماد الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صور الإبل في شعـر الهذليين...

والآن سنستعرض صورا من نوع آخر، تتمثل في حالة هذا الحيوان ومايعتريه من إظطراب وقلق، وسعادة، وماشابه ذلك، وكل ذلك يظهر عندما تنزع أو تموت أولادها، ورصد هذه المشاعر والأحاسيس، وخلعها على أنفسهم، فتجد المحاكاة للحالة النفسية، تظهر الكثير من الحب لهذا المخلوق.

فلنتـأمل خلع هذه الأحاسيس، على الشاعر نفسه، من خلال تصويره لحالة "الناقة عند فقدها لولدها"، فهذا أبو العيال..يتألم لفقد أخيه، ويشبه حالته بحالة تلك الناقة التي مات ولدها.

يقول : ج (1)، ص 424


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ذكرت أخي فعاودني=رُداعُ السقم والوصب
كما يعتاد ذات البوَّ=بعد سلولها الطرب[/poem]


كما تطرقوا للكثير من الأمراض التي تصيب هذا الحيوان، بل إنهم وجدوا في الإبل التي أصيبت ببعض الإمراض مايعبرون به عما يصادفهم في حياتهم، فكما خلعوا صور أحاسيس الإبل عليهم، هاهم يخلعون صور أمراضها على من يأتي بأمر لايقبلونه.

فهذا الأعلم يشعر بسوء إستقبال حبشي له ولأولاده، وعدم القيام بواجب الضيافة، كما يجب، فيخلع عليه صورة الإبل التي أصيبت بداء الهيام، فجنبت وأبتعدت عن مبارك الصحاح.

يقول: ج (2)، ص326


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
تروحت حُبيشاً فأترح إلدتي=كما زحزحت عند المبارك هيمها[/poem]


وعبدالله بن أبي ثعلب أثناء حديثه، عن اللذين هربوا من مرض الطاعون، وتركوا إخوانهم، فمثلهم كمثل الإبل البيض الكرام التي فارقت إبلا أصيبت بمرض الهيام.

والهيام : داء يأخذ الإبل.

يقول: ج (2)، ص 888



[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فاصبحن مثل عتاق الهجـــا= ن فارقن بعدَ صحاحٍ هياما[/poem]



وهذا أبو جندب يرسم لنا صورة الإبل الجرب، التي أكلت النشر بعد أن جف ثم أصابه المطر فأخضر، فصار داءً تصاب به الماشية إثر إكله، ثم خلع هذه الصورة على قومه بعد أبدوا الصلح ولكن صدورهم تخفي غير ذلك.

يقول: ج(1)، ص368


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وفينا وإن قيل أصطلحنا تظاعنٌ=كما طرَّ أوبار الجراب على نشر[/poem]


والإبل الجرب يحول أصحابها بينها وبين الماء دائما، ولكنها حين ترد الماء تتدافع عليه بشدة، فخلع أبو ذؤيب هذه الصورة على قومه اللذين لايهابون الموت لشجاعتهم، ولايخشون ضراوة الحرب، فهم يندفعون ويتدافعون مقدمين، كما تتدافع الإبل الجرب، حين ترد الماء لشدة عطشها، وهنا يتضح وجه الشبه، ويتجلى في الإندفاع القوي.

يقول: ج (1)، ص163


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وصرّح الموت عن غلبٍ كأنهم = جُربٌ يدافعها الساقي منازيحُ[/poem]


أما ساعدة بن جؤية فيمدح قوما، ويصفهم بأنهم أهل قتال، تتقي الناس شرهم، كما يُتقى البعير الذي أُصيب بداء الجرب.

يقول: ج (3)، ص1115


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بذخاء كلهم إذا ما نُوكِروا= يُتقى كما يُتقى الطلىُّ الأجرب[/poem]



وأستعار شعراء هذيل عيوب الإبل وأمراضها في الهجاء، بل حتى في هجاء بعضهم البعض، فهذا صخر الغي، يهجو أبو المثلم، ويظهر عجزه وعدم كفاءته له، ويصور ذلك بضرب مقارنة بين ناقتين إحداهما سليمة أكتلمت أخلاقها فحسن درها، والأخرى معيبة نقصت أخلاقها.


يقول: ج (1)، ص263


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ألا قولا لعـبد الجهــل إن الصحيــ = حــة لا تحالبهــا الثلوب[/poem]


وهذا بدر بن عامر يشبه قصيدته التي بعث بها إلى أبو العيال، بالناقة الحلوب، كثيرة الدر، ويشبه قصيدة أبو العيال التي رد بها عليه، بالناقة الجدباء التي لادر فيها.

يقول: ج (1)، ص413


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ومنحتني جَدًّءَ حين منحتني = شَحَصَاً بمالئةِ الحلاب لبِـون[/poem]



فيجد ابو العيال في صورة الناقة التي لاتدر وتأبى العصاب، مايماثل قصيدة بدر بن عامر...."تأبى العِصاب : وكانوا يعصبون فخذ الناقة لتدر"

يقول: ج (1)، ص415


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ولسوف تنساها وتعلم أنها= تبعٌ لآبيةِ العِصاب زبـون[/poem]



ولم يخلو شعر الهذليين من بعض الصور المعبرة، عما لاقاه، أعدائهم على إيديهم من ضرب وطعن بالرماح، والسيوف، ومايعقب ذلك من دماء حاكت صورة تناثرها وسرعة نزفها ، الإبل الشول التي تمنع أن يُنال ما تبقى من لبنها.، فتندفع بسرعة هاربة... يصور ذلك أبو جندب.

يقول: ج (1)، ص360


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بطعنٍ كرمح الشول أمست غوارزا= جواذبها تأبى على المتغبر[/poem]


ويصور لنا مالك بن خالد - صورة غاية في الدقة، حيث يصور لنا ماتقذفه الطعنة من رشاش الدم، برشاش البول الذي تدفعه الإبل الحوامل.

يقول: ج (1)، ص472


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بطعنٍ كأبزاغ المخاض رشاشه= وضرب كتشقيق الحصير المشققِ[/poem]


وصورة الأبل عند فزعها وفرارها لرؤية مايخيفها، صورة خلعها عبدمناف بن ربع، على اللذين هزموا وطردوا حتى لجأوا إلى ثنيةٍ في جبل.

يقول: ج(2)، ص675


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حتى إذا اسلكوهم في قتائدةٍ= شلا كما تطرد الجمالة الشُردا[/poem]


ويصور أبو قلابة سرعة قومه، ويقارنها بسرعة الإبل النوازع إلى أوطانها.

يقول: ج (2)، ص719


[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ومنّا عصبة أخرى سراعا=زفتها الريح كالسنن الطرابِ[/poem]


ويجد ربيعة بن الجحدر، هيئة قومه عند إقابلهم، مايشبه صورة الإبل التي أقبلت على الماء بعد خامس يوم من صدورها.

يقول: ج (2)، ص644



[poem=font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.hothle.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/25.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إذا قلت قد كعكعتهم يردونني= كما ترد الحوض النهالُ الخوامس[/poem]





هذا والله أعلم، أتمنى أن أكون وفقت ولو في طرح جزء بسيط، من هذا التراث الخالد، وأتمنى أن أكون وفقت كذلك في التعليق والشرح، والتبسيط، واسأل الله أن يجعله خالصا لوجه الكريم، فما كان القصد إلا البيان وتوضيح، ومكانة الإبل عند العرب وعند الهذليين بشكل خاص قديما، وحبهم لهذا المخلوق الذي داعانا الله سبحانة إلى التأمل في هيئته، وصفاته قال سبحانه ((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)).
فإن وفقت فماتوفيقي إلا بالله جل في علاه، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.



_____________________________

المراجع:

1- شرح أشعار الهذليين، صنعة الإمام السكري.
2-صور الطبيعة في شعر الهذليين، رسالة دكتوراه، جامعة الأزهر.
3-أحوال التراكيب في شعر الهذليين، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر.
4-الكنايات في شعر الهذليين، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر.
5-تشبيهات الهذليين، رسالة دكتوراه، جامعة الأزهر.
6- المجمل في حياة الإبل
7- مجلة العرب العدد الثاني ¯ 1988 ¯ الرياض‏ 2
8-الابل في النظرة الاعجازية ¯ مجلة الوعي الاسلامي ¯ نيسان 1989‏- 3






التوقيع

[flash=http://dc15.arabsh.com/i/02385/wbsm3102i6o8.swf]WIDTH=500 HEIGHT=300[/flash]




لزيارة مدونتي
آخر تعديل عماد الهذلي يوم 05-26-2010 في 11:34 PM.
رد مع اقتباس