عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2010, 08:20 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
شـــــاعـــــــر

 
الصورة الرمزية جمعان الطلحي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

جمعان الطلحي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فــن الكســرة، .......... للنقاش

لاشك إخواني الأفاضل بإن من سبقني من الزملاء تكلموا بما فيه الكفايه عن بحر الكسرة او فن الكسرة

لكن سأضيف لكم هذه المقاله عن الكسرة لأحد الكتاب علها تثري موضوعنا

يعرف سكان ما بين الحرمين الشريفين فنا عريقاً , يعدونه من أرقى فنونهم الأدبية الشعبية في الشعر والغناء , يطلقون عليه ( فن الكسرة ) ويقترب هذا الفن كثيرا من فن ( التوقيع ) في الأدب العربي , من حيث الإيجاز في العبارة فهو تصوير دقيق لمعاناة الشاعر في بيتين من الشعر تجمع شتات الموضوع المطروح أو الرأي في معالجته .
ولن يتمكن من الإبداع في الكسرة من ليس له مقدرة فنية وموهبة نافذة لأن سر اكتمال الكسرة يكمن في جودة بنائها من حيث دقة التعبير , وأنتقاء العبارة والكلمات التي تتكون منها , وأخيرا أسلوب الإثارة وكل ذلك له أهمية في تشكيل الكسرة وإعتراف النقاد بها ومن ثم تداولها بين عشاقها
وقل أن نجد لشعراء الكسرة قصائد مطولة لأنهم لا يميلون إلى هذا الفن من الشعر الذي يستغرق وقتا طويلا في نظمه وإنشاده , ولأن الكسرة تعبر عن معاناة ذاتية ولا يسعى الشاعر إلى تأليفها بقدر ما هي فيض خاطر .
فالكسرة ما هي إلا أحد أنواع الفن الشعبي الصادق التعبير , ويتغنى بها الإنسان ليترجم ما يدور بداخله من أحاسيس إلى مفردات لتخفيف المعاناة
فالكسرة بمجملها العام مشتكى ومردود فمنها ما هو أربع أغصان ومنها ما هو ثمانية أغصان وهناك ما يسمى بالمراسلات وهي ما يتراسل به الأصدقاء
طلبا لإيجاد الحل المناسب في المعاناة , وهناك الزهورات وهي مناجاة الإنسان مع نفسه
مثال للمراسلات
كل يوم احفظ نظر درسي واســمــعــه لـلـمـعــلــم غـــيــــب
وعـنــد امتـحـانـي وقـــف حـدســي تـحـضـر مـعــي الـذاكــرة وتـغـيــب
الرد
تحصيل الأيام في قيسـي وطموحنـا لأول الترتيـب
جميعها في زمن محسي تجعل لنا الأمتحان مهيب

مثال للزهورات

لله وأكبـر علـى الأيــام من عجبها ما ترى فيها
يا ما تراهـا تعـز أقـوام وأقـوام الحـض مرديهـا
فيها المغاويـر والمقـدام يـنـذل يشـكـي بلاويـهـا
وطـول ليلـه ألـم مينـام جـروح هـمـه يداويـهـا
وسميت بالكسرة لأنها عبارة عن عدة كلمات قليلة محكومة بميزان معين حسب نوع المعاناة ونوع اللحن كما يمكننا القول أن الكسرة هي الإيجاز بأسلوب الإعجاز وينبغي طلائها بالمحسنات البديعية , لتكون مشوقة فاتنة تطرب بصوتها الموسيقي العذب وبلهجتها البسيطة العفوية مسامع مستمعيها على اختلاف مستوياتهم الثقافية والفكرية علما أن ما تحتويه من محسنات بديعية هي بالسليقة دونما تكلف والكسرة موطنها الأساسي كما هو معروف منطقة الحجاز
الساحل الغربي _ وتختلف الكسرة من مدينة إلى آخرى من ناحية قوة المعنى وتكامل المفردات .
وأما عن تاريخ الكسرة فهي قديمة بقدم الشعر العربي لأنها تنسب لأحد بحوره المعروفة , وهي شقيقة للهجيني مع اختلاف الجرس والرتم اللحني .
ولا تصاحب الكسرة حين غنائها آلات موسيقية لآن الأصل فيها أن تغنى في مكان مرتفع , إما على نخلة حين لقاحها , أو جنيها أو عند تقليم أشواكها ( سلائها ) أو تغنى فوق ظهر جمل يقطع البيداء في ضوء القمر , وحتى في العاب الزير الذي تعتبر الكسرة عنصرا هاما في أغانيه ولا سيما ( الرديح ) في ينبع و( صفا ) في وادي فاطمة فأنها تغنى لحظة صمت الزير ولا ضير أن نسمعها اليوم تغنى بمصاحبة عود أو كمان أو سمسمية .
وأشهر الكسرات الجيدة من ( وادي فاطمة ) و ( وادي الصفراء ) و ( وادي ينبع )وما جاورها من أودية مثل ( خليص ) و ( قديد ) وللمدن الساحلية وما جاورها من أودية وهجر بدءاً من ( جدة ) حتى ( الرايس ) شمالا , و( جازان ) جنوبا مكانة جيدة بين هذه المناطق في هذا المجال , وليس هذا التحديد للحصر , وإنما يكثر بهذه المناطق شعراء الكسرة فالفن ليس له حدود ولا يعني هذا إغفال غيرهم من الموهوبين وإنما هو تحديد لأشهر المناطق التي عرف فيها هذا الفن






التوقيع