الموضوع
:
" يا أحفــاد عبدالله ابن مسعود الهذلـــي "
عرض مشاركة واحدة
06-29-2010, 05:13 PM
رقم المشاركة :
23
معلومات
العضو
إحصائية العضو
اخر مواضيعي
رد: " يا أحفــاد عبدالله ابن مسعود الهذلـــي "
تتمة الحديث :
إن مثل هذه الفتن الصغيرة التي هي سبب خلاف بسيط ربما يدخل فيها رهطٌ من القوم فيؤججوا نار الفتنة و ينقلوا مثل هذا المرادات فتتوغر النفوس و تشحن بما لم يكن فيها فتتفرق الأمة..
بسبب اختلاف لا ناقة لنا فيه و لا جمل كما قال سيدنا و حبينا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ):
« لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ،
حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ.
وَ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى اثِنْتَيْنِ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً. وَ تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَّةً وَاحِدَةً».
قَالُو وَ مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَ أَصْحَابِي»[4].
فجعل الذين يتّبعون الصحابة هم الفرقة الناجية، و هم الجماعة العظمى كما ثبت في الحديث أيضاً.
أي الذين اتبعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و لجأوا لتحكيم الكتاب و السنة فيما شجر بينهم ..
و النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة لحديث:
«إن الله تعالى قد أجَارَ أمتي من أن تجتمع على ضلالة».
و من أصل أهل السنة و الجماعة سلامة قلوبهم و ألسنتهم كما وصفهم الله به في قوله تعالى:
( و َالَّذِينَ جَاءُو مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُو رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
و كما رايتم في كل يوم يظهر لنا مرادات و مساجلات شعرية و ننقلها دون العلم بمصدرها فأين نحن من قوله تعالى :
( يا أيها الذين ءامنو إن جاءكم فاسق بنبئأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ).
فمن باب أولى أن نمسك علينا ألسنتنا .. و لا نفرح بما شجر بين علمائنا .. و أن نذب عنهم بكل ما أوتينا ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ما حدث من خلاف بين صحابة رسول الله :
«و كذلك نؤمن بالإمساك عما شَجَرَ بينهم، و نعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، و هُم كانو مجتهدين، إما مصيبين لهم أجران أو مثابين على عملهم الصالح مغفورٌ لهم خطؤهم. و ما كان لهم من السّيئات، و قد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفر لهم إما بتوبةٍ أو بحسناتٍ ماحية أو مصائب مكفّرة. و ما شجر بينهم من خلاف فقد كانو رضي الله عنهم يطلبون فيه الحق و يدافعون فيه عن الحق، فاختلفت فيه اجتهاداتهم، و لكنهم عند الله عز وجل من العدول
فأين نحن من هذا المنهج في الخلاف بين علمائنا الذين هم ورثة الأنبياء ..
و الخلاف وارد كما وقع في أهل الجمل وصفين فقتالهم كان فتنة عند كثير من العلماء،
سبب اجتهادهم في كيفية القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنه،
و تذكروا :
«وَ إِنَّ مَنْ عَادى للهِ وَليّاً، فَقَدْ بَارَزَ اللهِ بِالْمُحَارَبَة»..
و ارجعوا لقوله تعالى
:"فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
وقوله
" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم "
يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا و ظاهرا
ولهذا قال
" ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما "
أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به و ينقادون له في الظاهر و الباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة و لا مدافعة ولا منازعة
كما ورد في الحديث
" والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "
و قوله تعالى و هو زبدة هذا الموضوع
:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
فلنتقي الله في أقلامنا وفي ألسنتنا ..
ما هذه إلا نصيحة من قلب ٍ فاضت مدامعه دماً مما يسمع ويرى ..
و يداً لا تملك سوى قلم .. تحاول النصح به ..
و الذب قدر المستطاع ..
هذا و الله أعلم ..
التوقيع
ابنة هذيـــــل
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ابنة هذيـــــل
البحث عن كل مشاركات ابنة هذيـــــل