رد: الحيا والرجع والغمام والسحاب والديمة والهتان والودق والغدق..أسماء وأوصاف للمطر"
بارك الله فيك اختى الكريمة وتقبلي هذه الاضافة
[frame="10 90"]
(1)
حدثنا إسماعيل بن أحمد بن حفص النحوي المعروف بسمعان النحوي قال حدثنا أبو عمر الضرير قال حدثنا عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب عن موسى بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جده قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالساً مع أصحابه إذ نشأت سحابة، فقالوا: يا رسول الله، هذه سحابة، فقال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها! قال: وكيف ترون رحاها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها! قال: فكيف ترون بواسقها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استقامتها! قال: كيف ترون برقها: أوميضاً أم خفواً، أم يشق شقاً؟ قالوا: بل يشق شقاً، قال: فكيف ترون جونها؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده! فقال صلى الله عليه: الحيا، فقالوا: يا رسول الله ما رأينا الذي هو أفصح منك، فقال: وما يمنعني، وإنما أنزل القرآن بلساني لسان عربي مبين؛ قال أبو بكر: قوله قواعدها أسافلها، ورحاها: وسطحها ومعظمها، وبواسقها: أعاليها، وإذا استطار البرق من أعاليها إلى أسافلها، فهو الذي لا يشك في مطره، والخفو أضعف ما يكون من البرق، والوميض: نحو التبسم الخفي يقال: ومض وأومض؛
(2)
أخبرنا أبو حاتم قال: أخبرنا الأصمعي قال: خرج معقر بن حمار البارقي ذات يوم، وقد كف بصره، وابنته تقوده، فسمع رعداً فقال لابنته: ما ترين؟ قالت: أراها حماء عقاقةً كأنها حولاء ناقة لها سير وان، وصدرٌ دانٍ، فقال: مري لا بأس عليك! ثم سمع رعداً آخر فقال: ما ترين؟ قالت: أراها كأنها لحم ثنت منه مسيك ومنه منهرت، فقال: وائلي بي إلى قفلة، فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل؛ قال أبو بكر: الحماء: السوداء تضرب إلى الحمرة، العقاقة تنعق بالبرق، يريد أن البرق ينشق عقائق الواحدة عقيقة، والحولاء جلدة رقيقة تقع مع سليل الناقة كأنها مرآة، فشبه السحاب في كثرة مائه بالحولاء، قولها لحم ثنت تريد مسترخياً قد أنتن: بعضه متماسك وبعضه متساقط، وهو المنهرت، والقفلة ضرب من الشجر، والجمع قفل قال الشاعر:
ومفرهة عنس قدرت لساقها ... فخرت كما تتايع الريح بالقفل
قال أبو بكر قوله: تتايع: تجتمع، ومنه تتايع الفراش في النار؛ المتساقط: أي يسقط ويركب بعضها بعضاً.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: سئل أعرابي عن مطر فقال: إستقل سد مع انتشار الطفل فشصا واخزأل، ثم اكفهرت أرجاؤه، واحمومت أرحاؤه، وابذعرت فوارقه، وتضاحكت بوارقه، واستطار وادقه، وارتتقت جوبه، وارثعن هيدبه، وحشكت أخلافه، واستقلت أردافه، وانتشرت أكنافه، فالرعد مرتجس، والبرق مختلس، والماء منبجس فأترع الغدر، وأنبت الوجر، وخلط الأوعال بالآجال، وقرن الصيران بالرئال، فللأودية هدير، وللشراج خرير، وللتلاع زفير، وحط النبع والعتم من القلل الشم إلى القيعان الصحم، فلم يبق في القلل إلا معصم مجرنثم، أو داحض مجرجم، وذلك من قضاء رب العالمين على عباده المذنبين.
(3)
أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: وقف أعرابي على قوم من الحاج فقال: يا قوم، بدو شاني، والذي ألفجني إلى مسألتكم، أن الغيث كان قد قوي عنا، ثم تكرفأ السحاب، وشصا الرباب، فادلهم سيقه، وارتجس ريقه، وقلنا: هذا عام باكر الوسمي، محمود المسي، ثم هبت له الشمال، فاحزألت طخاريره، وتقزع كرفئه متياسراً، ثم تتابع لمعان البرق حيث تشيمه الأبصار وتحده النظار؛ ومرت الجنوب ماءه، فقوض الحي مزلئمين نحوه، فسرحنا المال فيه، وكان وخماً، فأساف المال، وأضف الحال، فرحم الله امرءاً جاد بمير، أو دل على خير.
تفسيره - قوله: ألفجني، أي اضطرني، قال أبو زيد: ألفجني إلى ذلك الاضطرار إلفاجاً.
وقوله: الغيث قوي عنا: أي احتبس عنا، قال أبو عمرو الشيباني: وقد قوي المطر يقوى إذا احتبس.
وقوله: شصا الرباب ارتفع.
وقوله: فادلهم سيقه، ادلهم أظلم، والسيق من السحاب ما طردته الريح، وارتجس ريقه: ريق المطر أول شؤبوبه، وارتجس سمعت له رجساً، وهو صوته بهدة شديدة.
والسمي جمع السماء أي السحاب، وتجمع على أسمية وسموات. واحزألت طخاريره: أي انتصبت سحائبه الرقاق جمع طخرور وطخرورة، وهي سحابة رقيقة مستدقة.
وتقزع كرفئه أي تفرق متراكمه، وفي الصحاح: الكرفي السحاب المرتفع الذي بعضه فوق بعض، والقزع في الأصل: كل شيء يكون قطعاً متفرقة، ومنه قيل لقطع السحاب قزع.
وقوله: مزلئمين نحوه، المزلئم الذاهب مسرعاً، أو المرتفع في سيره، ومر بنا ازلأمت صدوره أي ارتفعت وانتصبت.
قوله: فأساف المال، قال ابن السكيت: أساف الرجل إذا هلك ماله، ويقال: أساف الله ماله وإبله أي أهلكه ورماه الله بالسواف: وهو الموت في المال والناس أيضاً.
وأضف الحال: أي ضيقها، قال أبو زيد: الضفف الضيق والشدة.
[/frame]
|