الموضوع: جرح قلبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2007, 09:49 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هشام الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جرح قلبي

الأخ مهتاض

أسمح لي بتحليل القصيدة لأن هناك أمر أريد الوقوف عليه قليلا :

بدأت في البيت الأول بالفعل ( أنادي ) لتصف لنا الموقف الذي كتب فيه القصيدة حيث أنك على حق ( بالصحيح ) وتنتظر إستماع الصدق لهذا النداء
ثم تقرر لنا أن الصدق لم يستجب لك وتبرر ذلك بـ ( أصم / أبكم ) وكانت هنا بداية البحث عن الصدق والتعب وراءه

ثم تأكد مواصلتك للبحث مع أنك عانيت الكثير ( درست من التجارب ...) ليكون التأكيد في الشطر الثاني مستعين بالله على البحث ( لكن الله ... )

ثم تصف لنا معاناتك مع هذا البحث ( وشاب الراس ..... ) ولكنك تؤكد لنا أن العيب ليس في إجتهادك ( جروح الناس أداويها وأنا ما طحت في أدوايه ) ولكنك ترى العيب في الصدق نفسه

لتأتي بعدها لتأكد إستمرارك ( هذه مبداي ... ) على نهجك في البحث متكلا على الله وعلمك بأن ما يصيبك إلا ما كتب لك ( ورزقي ..... )

وأتوقف هنا عند كلمتي ( يطعمني ويكسيني ) لأقول أن الأفضل أن تقول ( مطعمني ومكسيني ) لذكرك قبلهما بأسم فاعل ( خالقني ) فمن الأولى أنت تأتيان أيضا أسمي فاعل ولكن لعله خطأ مطبعي

ويتواصل بعدها حديثك لتصف لنا طريقتك في التعامل مع هذا الأمر ( وأعاتب جرح .... ) وأتوقف هنا مرة أخرى عند ( يعاتبني ) لأقول أنك وقعت في خطأ فني حيث أنك أقفت القافية في جميع الأبيات على ( ... يني ) ولكن في هذا الشطر أهملت الياء لتوقفها على ( ... بني ) وهذا خطأ فني قد يكون وقع منك سهواً ، ... وبعدها يطول العتاب بينك وبين الجرح أو الذات حتى تصل إلى مرحلة الوجود واللا وجود ( تشبه لموتي يامحيايه ) وكانت نهاية المقوامة العنيفة منك أن تصل إلى هذا الحال .

وهنا يتحول الخطاب من خطاب الذات والجرح إلى خطاب الله سبحانه وتعالى بصيغة السؤال ( متى يالمعطي ... ؟ ) وكل ما كنت تطلبه لخصته في صورة بلاغية أكثر من رائعة ( أمل صادق ويمطر من صدوق النو منشايه ) ليتضح لنا مبتغاك بأبسط الصور وأبلغها

وهنا أخي أتمنى أن تقف أنت معي على ما جاء بعد هذا البيت ، الخطاب وكما سبق أن ذكرنا موجه إلى الله سبحانه وتعالى فهل من الجائز القول ( تسرحني مبكيني ... ألخ ) والقول ( وكنك ما تحس ولا تشوف .... ) فهل الله سبحانه وتعالى تغيب عليه غائبة ؟؟ لإغن كان الخطاب هنا بالفعل موجه إلى الله سبحانه وتعالى فهذا خطأ ديني يجب التراجع عنه ، أما إن كان الخطاب موجه إلى غير الله سبحانه وتعالى فهذا خطأ فني حيث لم يعلم القارىء إلى أي جهة ينظر مع هذا الخطاب فيجب تداركه لما سببه من تحوّل في المعنى المقصود .

أخي العزيز لديك من الشاعرية والتكمن الشيء الكثير ويعلم الله أنني قد رأيت أخطاء فنية كثر في العديد من القصائد التي قرأتها ولكنني لم أتوقف عندها

أما ما دفعني للوقوف على قصيدتك بهذا الشكل هو أن الخطأ الفني الذي حدث قد أدخلنا في مسائل عقيدة فأتيت للوقوف لا لأنني عالم بالشعر أكثر منك ولكن لأنني تنبهت لأمر أردت أيضاحه لك

تقبلني بصدر رحب

وأعذرني على الإطالة






رد مع اقتباس