عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2010, 05:33 PM   رقم المشاركة : 23909
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو صقر
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو صقر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فكرة برج المليون رد .............!!!

لقد وضع الأجداد أيديهم بيد الملك عبدالعزيز، وتمكنوا من تجاوز الأطر القبلية الضيقة وأسهموا في ملحمة التوحيد، فأصبح لنا كيان كبير يضم مساحة 80% من جزيرة العرب بأكملها، ورسخوا نظام حكم شرعي احتل العدل قائمة أولوياته. وهذا باب واسع لا يمكن أن تستوعبه هذه المساحة.
ثم جاء الآباء، آباؤنا، فعملوا على ترسيخ ما أسهم الأجداد في غرسه من القيم، ثم أرسوا دعائم نهضة حقيقية عبر مشاريع التنمية والتحديث، مما منحنا بطاقة الدخول في قلب العصر، والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، فصرنا لاعباً أساسياً على المسرح الدولي، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في السلم والحرب، وفي حركة الاقتصاد العالمية. وهذا أيضاً باب واسع لا نستطيع تفصيله هنا. إلا أن الآباء باختصار أدوا دورهم كاملاً، وفي سبيل تحقيق ما تحقق بذلوا كل ما يمكن أن يبذله البشر من طاقة وجهد ونكران ذات، بما يمكن وصفه بالمعجزة



فما الذي يجب أن نفعله الآن؟
أولاً: يجب أن نضع نصب أعيننا دائماً، مهما تشعبت الطرق واختلفت الدروب وادلهمت الآفاق، نقطة انطلاق الملك عبدالعزيز الأولى، لحظة التوحيد التاريخية، توحيد هذا الكيان الكبير الذي ننتمي إليه، لأن هذه النقطة ستظل دائماً تمثل البوصلة التي نستدل بها في متاهات الأحداث الداخلية والخارجية.
يجب أن لا ننسى تضحيات الملك عبدالعزيز ورجاله وكل رجال هذا الكيان الكبير وأمهاتهم وزوجاتهم عندما كانوا يعملون من أجل هدف واحد يعز أحفادهم وهو ما تحقق حيث نتمتع نحن الآن بثماره.
وعلينا أن ندرك أن التفريط في تماسك وتلاحم هذا الكيان الكبير إنما هو خيانة ليس لقيم الأجداد والآباء ودوافعهم فحسب، بل وخيانة لتلك التضحيات التي قدمت بسخاء من أجل توحيد هذا الكيان الكبير الذي نفخر به ونفاخر به الناس.

ثانياً: لقد شابت طفرتنا التنموية والتحديثية بعض الأخطاء، وكان لابد وأن تحدث لأن حجم الطفرة كان كبيراً، والمدى الزمني الذي تمت فيه كان قصيراً. فالطموح كان كبيراً والهمة كانت عالية، وكنا في سباق مع الزمن لضغطه واختصاره.
إذن فليبدأ العمل من هنا، لمعالجة الأخطاء وأوجه القصور التي لازمت تلك الطفرة التنموية والتحديثية، وتلك التي تمخضت ونتجت عنها.
ولا شك أن معالجة هذه الأخطاء تحتاج منا إلى شجاعة أخلاقية وجرأة فكرية وفق المناهج العلمية لملامستها بوضوح والاعتراف بها، ومن ثم وضع المعالجات الملائمة لها.
فبدون الاعتراف بهذه الأخطاء والعمل على معالجتها ستستمر الأخطاء تشوب مسيرتنا التنموية والتحديثية التي يجب، حسب المعطيات المتوفرة، أن تستمر بسرعة أكبر وتحقق إنجازات أعظم.
وفيما أعلم، وقد أوضحت هذا أكثر من مرة، وخاصة في كتابي "مغامرة التنمية والتحديث"، فإن الأخطاء التي لازمت الطفرة من ناحية، ونتجت عن الطفرة من ناحية أخرى، أفرزت العديد من الظواهر السلبية، ورسخت الكثير من القيم والمفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي يجب علينا رصدها والعمل على تصحيحها، وإحلال بدائلها، حتى يستقيم مسارنا ويصلح حاضرنا ويزدهر مستقبلنا.
ثالثاً: إننا نحتاج إلى نقلة، ولا أقول طفرة ثانية، نقوم فيها بتحديث مؤسساتنا ونظمها وترسيخ القيم المؤسسية، وتفعيل ما هو مواكب من نظمنا، وإصلاح وتطوير ما يحتاج إلى ذلك.
يجب أن نعي أننا كدولة وكمجتمع مقبلون، مع العالم كله، نحو مرحلة جديدة في تاريخ ال************ البشري، وأن هناك العديد من الاهتزازات والزلازل العالمية التي تحدث الآن بسبب التطور النوعي الهائل في تقنية المعلومات وثورة الاتصالات، والاكتشافات العلمية المذهلة بعد فك الشفرة الوراثية، وارتياد الفضاء، وطوفان العولمة الاقتصادية والثقافية والسياسية الذي لن تنجو دولة ولن ينجو مجتمع أو ثقافة من تأثيراته التي انتهكت الخصوصيات الثقافية والقومية.
ولن تثبت في وجه هذا الإعصار الهادر إلا الدول والمجتمعات والثقافات القوية، ولا سبيل لتحقيق قوة الدولة إلا بتحديث المؤسسات والأنظمة وترسيخ القيم المؤسسية وإشاعة الثقافة المؤسسية، وتفعيل النظم لتعمل بطاقتها القصوى.


يتبع&&&&






التوقيع



حـــــمـــــدان الــــــهـــــــذلـــــــ ي

رد مع اقتباس