08-13-2010, 06:08 PM
|
رقم المشاركة : 23921
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
رد: فكرة برج المليون رد .............!!!
وللحسد أضرار عظيمة منها: أنّه يورث البغضاء بين النّاس، ويقطع حبل المودة؛ لأنّ الحاسد يبغض المحسود، وهذا يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمن وأخيه، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً» [متفق عليه] .
ومنها: أنّه يحمل الحاسد على محاولة إزالة النعمة عن الحسود بأي طريقة ولو بقتله كما حصل مع ابني آدم عندما قتل أحدهما الآخر .
ومن أضراره: أنّه يمنع الحاسد من قبول الحق خاصة إذا جاء عن طريق المحسود، ويحمله على الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه، كما حصل من إبليس لما حسد آدم فحمله ذلك على الفسق على أمر الله والامتناع عن السجود، فسبب له الحسد الطرد من رحمة الله .
كما أنّه يحمل الحاسد على الوقوع في الغيبة والنميمة والبهتان وهي من الكبائر، كما يحمله على ارتكاب ما حرم الله في حق أخيه، ويجعله في هم وقلق لما يرى من تنزل فضل الله على عباده وهو لا يريد ذلك ولا يقدر على منعهِ فيبقى مهموماً مغموماً .
اصبر على كيد الحسود ,,,,* فإنّ صبرك قاتله
كالنّار تأكل بعضها ,,,,* إن لم تجد ما تأكله
فيعيش الحاسد منغص البال، مكدر المزاج، وكلّه بما جنته يداه .
أوما رأيت النّار تأكل نفسها ,,,,* حتى تعود إلى الرماد الهامد
تضفو على المحسود نعمة ربّه ,,,,* ويذوب من كمد فؤاد الحاسد
إضافة إلى أنّ الحسد يوقع المجتمع في التخلخل والتفكك؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء» [رواه البيهقي] .
أدعو كل حاسد بأن يتقي الله في نفسه، وأن يقنع بما أعطاه الله ولا يفتح عينيه فيما أعطى الله لغيره، ولا يتمنى زوال النعمة عنه، وليدع الخلق للخالق، وليعلم أنّ الله يقول: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43] .
لا تحسدن عبداً على فضل نعمة ,,,,* فحسبك عاراً أن يقال حسود
وليعلم أنّ الحسد ممقوت، وهو من تتبع الزلات والعورات، وفي الحديث «من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته» [رواه الترمذي وأبو داود].
ولله سطوات وانتقامات ليست من الظالمين ببعيد: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم:42] .
وأدعو كل مسلم ألاّ يسيء الظن بأخيه المسلم، ولكن مع هذا ليكن كيساً فطنان وليحذر من لؤماء الطبع ولا يغتر بهم، ولا ينخدع بمظهرهم، فالحاسد إذا جلس معك أعطاك من حلو الكلام ما تتمنى أنّك لا تفارقه أبداً، وخاصة أنّك ترى ابتسامات عريضة في وجهه؛ فتنطلي عليك حيلته ومجاملته، ولكن إذا غبت عنه ألبسك ثياباً من التهم والسب والشتم .
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ,,,,* ويروغ منك كما يروغ الثعلب
يأتيك يحلف أنّه بك واثق ,,,,* وإذا توارى عنك فهو العقرب
وإذا علمت بحاسد فلا تجالسه ولا تخالطه؛ لأنّه ضرر على المجتمع إلاّ أن تنصحه.
إذا رأيت أنياب الليث بارزة ,,,,* فلا تظن أنّ الليث يبتسم
وأدعو كل محسود عندما يصله الخبر أنّ فلاناً حسده أو تكلم فيه أن يتثبت ولا يتسرع، فربّما هي وشاية من واش أو نميمة من نمام يريد الإيقاع بين المسلمين، وليكن حليماً واسع الصدر، ولا ينتقم فما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه من أحد أبداً. ولا تجادله، ولا تكن سباباً ولا صخاباً، فمكانتك محفوظة ورايتك مرفوعة .
يتبع*******
التوقيع |

حـــــمـــــدان الــــــهـــــــذلـــــــ ي
|
|
|
|