عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 01:20 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية عمر العميري
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عمر العميري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الجن والشعر وقصص رائعه ...

ويستكمل الحديث عن الشعر المنسوب للجن والهواجيس والهواتف التي
تسمع ولا يرى قائلها .. ومن ذلك :

أنه كان عبيد بن الحمارس الكلبي رجلاً شجاعاً، وكان نازلاً بالسماوة، أيام الربيع، فلما حسر الربيع، وقل ماؤه، وأقلعت أنواؤه، تحمل إلى وادي نبل فرأى روضة وغديراً، فقال: روضة وغدير وخطب يسير، وأنا لما حويت مجير. فنزل هناك، وله امرأتان: اسم إحداهما الرَّباب، والأخرى خولة، فقالت له خولة:


أرى بلدة قفراً قليلاً أنيسها

وإنا لنخشى - إن دجا الليل - أهلها

وقالت له الرَّباب:

أرتك برأيي، فاستمع عنك قولها

ولا تأمنن جن الغريف وجهلها

فقال مجيباً لهما:

ألست كمياً في الحروب مجرباً

شجاعاً إذا شبت له الحرب محرباً

سريعاً إلى الهيجا إذا حمس الوغى

فأقسم لا أغدو الغدير منكباً
ثم صعد إلى جبل تبل فرأى شهيمة، فرماها فأقعصها،
ومعها ولدها فارتبطه، فلما كان الليل هتف به هاتف من الجن:

يا بن الحمارس قد اسأت جوارنا

وركبت صاحبنا بأمر مفظع

وعقرت لقحته وقدت فصيلها

قوداً عنيفاً في المنيف الأرفع

ونزلت مرعى شائناً وظلمتنا

والظلم فاعله وخيم المرتع

فلنطرقنك بالذي أو ليتنا

شراً يجيك وما له من مدفع

فأجابه ابن الحمارس:

يا مدعى ظلمي، ولست بظالم

اسمع لديك مقالتي وتسمع

لا تطمعوا فيما لدي فما لكم

فيما حويت وحزته من مطمع

فأجابه الجني:

يا ضارب اللقحة بالعضب الأفل

قد جاءك الموت ووافاك الأجل

وساقك الحين إلى جن تبل

فاليوم أقويت وأعيتك الحيل

فأجابه ابن الحمارس:

يا صاحب اللقحة هل أنت بجل

مستمع مني فقد قلت الخطل

وكثرة المنطق في الحرب فشل

هيجت قمقاماً من القوم بطل

ليث ليوث، وإذا هم فعل

لا يرهب الجن ولا الإنس أجل

من كان بالعقوة من جن تبل
فسمعها شيخ من الجن، فقال: لا والله لا نرى
قتل إنسان مثل هذا، ثابت القلب، ماضي العزيمة!
فقام ذلك الشيخ فأنشد:

يابن الحمارس قد نزلت بلادنا

فأصبت منها مشرباً ومناما

فبدأتنا ظلماً بعقر لقوحنا

وأسأت لما أن نطقت كلاما

فاعمد لأمر الرشد واجتنب الردى

إنا نرى لك حرمة وذماما

واغرم لصاحبنا لقوحاً متبعاً

فلقد أصبت بما فعلت أثاما

فأجابه ابن الحمارس:

الله يعلم حيث يرفع عرشه

إني لأكره أن أصيب أثاما

أما ادعاؤك ما ادعيت فإنني

جئت البلاد ولا أريد مقاما

فأسمت فيها مالنا ونزاتها

لأريح فيها ظهرنا أياما

فليغد صاحبكم علينا نعطه

ما قد سألت ولا نراه غراما


ثم غرم للجن لقوحاً متبعا






التوقيع

كل ماراح واحد راح الاخر طريقه

والشمالي عليه لباس ماهو لباسه

انته ولعة في بشتك وشبت حريقه

وانته راعي وطن والدار تعرف عساسه


عبدالله المطرفي

آخر تعديل عمر العميري يوم 09-25-2010 في 02:03 PM.
رد مع اقتباس