رد: الجن والشعر وقصص رائعه ...
ولم تزل المخيلة الشعبية تعيد انتاج أسطورة الجني الذي يلهم الشاعر ،
وهذه قصة يتحدث بها الشاعر عبدالرحيم بن زايد القفران القرشي وهو شاعر نظم ورد ورجز فيروي لنا قصة حدثت لأبيه زايد القفران ويقول " كنا مقيمين في منطقة يقال لها علق وهي تقع بين الطائف ومكة، وكان بجوارنا جبل به غار والغار هذا (ذرى) أي لا يدخله المطر، وكان والدي أحياناً يترك البيت ليبقى في ذلك الغار وينام فيه أيضا، وذات ليلة سمعنا صوت والدي وهو يردد القصيد ويبدع أبياتا وكأنه يتحاور مع شاعر آخر، ولم نكترث للأمر وظننا أن والدي يترنم ويسترجع محاورات سابقة حصلت بينه وبين بعض الشعراء.
وفي الليلة التالية كان لدينا عزيمة لضيوف قادمين من منطقة أخرى وبعد العشاء وشرب الشاي طلب أخي الأكبر من والدي أن يخبرنا عن الأبيات والزهم التي سمعناه يقولها الليلة الماضية في الغار، فقال الوالد مستغربا : اسمعتموها ؟ فأجبنا بنعم. قال : كانت (جنية) جاءت إلي وأنا في المنام وأيقظتني وقالت بعض أبيات (وروى لي والدي جميع تلك الأبيات ولكنني والكلام لابنه نسيت معظمها الآن وأتذكر منها قولها له :
أسمع بطاري الهلالية :: و لا أحسب بقي منهم بقية
وإثر بقي زايد اللي :: نسيه الموت ماله فيه نية
ومن ضمن ما ورد به والدي عليها قولها :
أهلين والأرض مطية :: ولكل دعوة دعوجية
لازم في ذكر الله اللي :: يخفي كل أذية
ثم إن تلك الجنية التي جاءت على شكل فتاة لوالدي قد طلبت منه شرب كأس
كانت معها مملوءة بالحليب وشرب والدي تلك الكأس ومنذ تلك اللحظة ووالدي يبدع الشعر بشكل أفضل وأكثر من السابق.
ويضيف الشاعر عبدالرحيم القفران أنه يعد تلك الحادثة بزمن طويل وكان عمره حوالي الثانية والعشرين وكان آنذاك يطرق الشعر في النظم والملاعب ..
وذات ليلةكان نائما بخرابة (بيت مهجور) مجاورة لبيتهم الذي يقيمون فيه آنذاك في منطقة تدعى الفرعة بالقرب من الشفا ، وبينما هو نائم وواضع رأسه على حجر منبسط كوسادة وإذا بشخص ما يوقظه بيده من جهة رأسه يحاول إيقاظه ولكنه لم يستيقظ وعاود ذلك الشخص المحاولة مرة ثانية وثالثة إلى أن استيقظ وإذا أمامه فتاة طويلة جداً وجميلة جدا وبيدها كأس من الحليب تطلب منه شربها ، ويضيف القفران : ترددت بادئ الأمر لكنها ألحت ثم شربت تلك الكأس وكان طعمها طعم الحليب المعروف ، ثم ذهبت وعدت أنا للنوم وصحوت بعد ذلك وأحسست بطعم الحليب البارد في صدري وجوفي مثل الثلج ، ومنذ تلك اللحظة وأنا أشعر أن لدي مخزونا كبيرا من الشعر أتوق وأتطلع لأي فرصة تأتي لأقول شعرا.
التوقيع |
كل ماراح واحد راح الاخر طريقه
والشمالي عليه لباس ماهو لباسه
انته ولعة في بشتك وشبت حريقه
وانته راعي وطن والدار تعرف عساسه
عبدالله المطرفي |
آخر تعديل عمر العميري يوم 09-25-2010 في 02:20 PM.
|