أسماء الفعل في القرآن
آمين
وفيه لغتان: أمين وآمين بالقصر والمد وكلاهما اسم ل استجب كما أن صه اسم ل اسكت ومه كذلك.
وفي آمين ضمير المخاطب.
قال أبو علي في التذكرة: لو قال قائل إنه ليس بأعجمي لأنه لا يخلو لو كان أعجمياً من أن يكون اسم جنس أو منقولاً من معرفة وليس باسم جنس ولا منقولاً من معرفة فإذا لم يخل من هذين الوجهين في العجمة وليس واحداً منهما ثبت أنه ليس بأعجمي فهو وجه.
فإن قلت: إنه وزن جاء في الأعجمية.
قيل: لا ينكر وإن كان جاء في الأعجمي: مثل هابيل أن يجئ هذا عربياً ويكون إفراده في الأبنية العربية مثل: درى ومرنق ونحو ذلك من الأبنية التي تجئ مفردة نحو: انقحل وما أشبهه.
فبعضهم لا يصرفه لتوهم العجمة وبعضهم يصرفه ويجعله مثل: قيراط وفيروز.
قال أبو علي في موضع آخر: اختلف في آمين فقال قائلون: إنه اسم من الأسماء التي سمي بها الفعل نحو: صه ومه وإيه ورويد وما أشبه ذلك.
وقال قائلون: هو اسم من أسماء الله.
فمما يدل على أنه سمي به الفعل: ما روى حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال: أمن هارون على دعاء موسى عليه السلام فقال الله: " قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ".
وكما أن قول موسى: " ربنا اطمس على أموالهم " جملة مستقلة وكلام تام كذلك قول هارون آمين جملة مستقلة وكلام تام.
ولولا أنه كذلك لم يكن هارون داعياً لأن من تكلم باسم مفرد أو كلمة مفردة لم يكن داعياً كما لا يكون آمرا ألا ترى أن الدعاء لفظه كلفظ الأمر فيقول القائل: اللهم اغفر لي في الأمر لي كقوله لصاحبه: اذهب بي.
إلا أنه استعظم في الدعاء أن يقال إنه أمر.
كما أن قولهم: صه بمنزلة: اسكت ومه بمنزلة: اكفف. كذلك في الدعاء: آمين بمنزلة: استجب.
مكانكم
فأما قوله تعالى: " مكانكم أنتم وشركاؤكم " فالقول أنه مبني غير معرب من حيث صار اسماً للفعل كما كان صه وهلم ونحوهما مبنية.
هيت
وأما قوله تعالى: " هيت لك " فقد قالوا: معناه: هلم لك.
قال رجل لعلي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه: أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتيتا أن العراق وأهله عنق إليك فهيت هيتا أي: هلم إلينا وقد كسر قوم الهاء وهو لغة في ذا المعنى ورفعت في ذا المعنى.
قال: وقراءة أهل المدينة: هيت لك في ذا المعنى الهاء مكسورة والتاء مفتوحة.
والمعروف: هَيْتُ هيتَ بضم التاء وفتحها.
وحكى الكسر أيضاً. وهو اسم للفعل.
أف
ومن ذلك أفٍّ في قوله تعالى: " فلا تقل لهما أف " وقوله: " أف لكم ".
وفي قوله: " والذي قال لوالديه أف لكما ".
وفيه لغات: والمقروء منها الكسر بلا تنوين والكسر بتنوين عن نافع وحفص والفتح بلا تنوين ويجوز في العربية الضم بلا تنوين والضم بتنوين.
وفي لغة سابعة أفي مثل: أمليت وأمللت.
ومعنى كله: نتناً وذفراً.
وعلى هذا قالوا للاثنين: هاؤما وللنساء.
هاؤن كما يقال: هاك وهاكما وهاكم وهاكن.
وفيها لغة ثالثة وهي أن تترك الهمزة مفتوحة على كل حال وتلحقها كافاً مفتوحة للمذكر ومكسورة للمؤنث فتقول: هاءك وهاءكما وهاءكم وهاءك وهاءكما وهاءكن.
وفيها لغة رابعة: وهي قولك للرجل: هأ بوزن: هع.
وللمرأة: هانى بوزن: هاعى وللاثنين: هاءا بوزن: هاعا وللمذكرين: هاءوا بوزن: هاعوا.
وللنساء: هأن بوزن: هعن.
فهذه اللغة تتصرف تصرف خف وخافي وخافا وخافوا وخفن وهي لغة مع ما ذكرناه قليلة.
فأما قول علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه: أفاطم هانى السيف غير ذميم فلست برعديد ولا بلئيم وسيفي بكفي كالشهاب أهزه أجذ به من حالق وصميم وما زلت حتى فض ربي جموعهم وأشفيت منهم صدر كل حطيم والوجه أن يكون على قول من كسر الهمزة للمؤنث لأن القرآن بهذه اللغة نزل وهو أفصح اللغات.
ويجوز أن يكون على قول من قال: هائى بوزن خافى.
فحذف الياء لالتقاء الساكنين.
وفيه لغة خامسة وهو أن يقال للواحد والواحدة والتثنية والجمع على صورة واحدة. والذي ينبغي أن يحمل هذا عليه أن يجعل بمنزلة صه و مه ورويد و إيه.
رويدا
وأما رويداً من قوله عز وجل: " فمهل الكافرين أمهلهم رويداً " فإن رويداً في الآية ليست بمبنية.
اسما ل ارفق نحو رويد علياً ولكنه صفة مصدر مضمر أي: أمهلهم إمهالاً رويدا ويجوز أن يكون حالاً. وفي كلا الوجهين تصغير إرواد تصغير الترخيم أو تصغير رود.