رد: تساؤلات مشروعة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم راكان السابع عشر
صدقني لم أحاول في أجابتي أن إخرج النقاش عن نطاقه الأدبي وإدخاله في حيز الإنتماء القبلي والتعصب للقبيلة
والإساءة لها من قبلك ما عاذ الله
فأنا لم أرى في كلامك ما يدعو لذلك
كل ما في الأمر أنه النقد حينما تقول لم أجد جودة السبك ومتانة القصيدة
وهو أمر لم اشأ أن أمر عليه مرور الكرام
خصوصا عندما رأيت كل تلك الشواهد التي تدل على أن شعرهم له مكانة ومكانة قيّمة بين شعر العرب
ولم أحاول إتهامك بالتنصل من حبك وأنتماءك لقبيلتك فالله سبحانه وتعالى هو الأعلم بخفايا الأنفس
وأني ولا أزكيك على الله أحسبك ومن خلال إهتمامك ممن لديه الغيرة والإنتماء لقبيلته وتاريخها
فيكفي أخي الكريم محاولة إجادك المبررات لعدم البروز لشعراءها مع كل هذه المعطيات والشواهد
أما سؤالك أخي الكريم فالبفعل أنا لم أجب عليه إن اتفقنا هنا أن البروز شيء وقوة شعر الهذليين شيء آخر
وكل ذلك حتى نصل إلى نقطة نتفق عليها وهي أن شعر الهذليين لم يكن بذاك السوء حتى لا يأخذ فيما بعد بكلامنا شاهدا علينا
فمنتدانا يشاهده العديد من أبناء القبائل الأخرى فيجب أن تكون الصورة واضحة من هذه الناحية
وأتمنى أن لا يكون ما قد تكلمت به قد وقع في نفسك موقعاً لم أقصده
عموماً أخي الكريم
بالنسبة للتساؤل الذي طرحته لدي إجابة كونتها من خلال قرائتي البسيطة على الشعر العربي
فأتمنى أن يكون فيها ولو جزء بسيط من المبررات على عدم البروز سأضعها في نقاط حتى يسهل الأمر
أولا : العصر الجاهلي
هناك أسماء عدة برزت وإن لم يكن بروزها بذلك الشكل المطلوب ولكنها برزت ولكن عدم بروزها والبقية من الشعراء بقوة في ساحة الشعر يعود لسبب إنشغال القبيلة بمهمة حماية مكة
فأنت تعلم والجميع أن قبيلة هذيل كانت هي من يتولى الجانب العسكري - إن صح لي التعبير- في مكة وكانت ومن خلال منزالها على جبال مكة وفي نواحيها تؤدي هذا الواجب
مما يشغل أبناء القبيلة من الشعراء عن الإتصال المتواصل بالملكوك والإمراء ما ديحين لهم
وإنشغالهم عن التفرغ لنثر إبداعاته في غير هذا الغرض في مواطن الرواة الذين يحفظون الشعر وينشرونه في المجالس والندوات
ثانياً : عصر صدر الإسلام
في هذا العصر قد قلة إنتاجية الشعر وبشكل ملحوظ لإنشغال الشعراءبالجديد عليهم وهوالدين الإسلامي والقرآن الكريم وهذه ظاهرة عامة لم يكون تأثيرها على شعر هذيل فقط .
ثالثا : عهد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم
هنا انشغل الشعراء وعلى الغالب بلون واحد أو غرض واحد وهو الرثاء فبكوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقتلى المسلمين وكان هنا بروز قصيدة أبو ذؤيب الهذلي والتي رثى بها أبناءه وكانت وكما ذكر النقاد من أفضل ما قيل في هذا الغرض إن لم تكن الأولى عند البعض منهم .
رابعاً : ما بعد عهد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم
وهنا لم يعد ما يشغل الشعراء عن البروز والإتصال بمواطن الرواة وبلاط الخلفاء والأمراء
ولكن حينما ننظر فمواطن هذيل ومنزالها تقع في مكة ونواحيها أم الخلفاء فهم أتخذوا الشام والعراق بعدها موطناً لخلافتهم فلم يبرز من الشعراء إلا من كان قريب منهم سواء من كان يعارض خلافتهم أو من كان يؤيدها
أما من كان بعيداً عنهم وإن كان لشعره القوة والأثر البالغ فإنه لا يبرز بروز شعراء البلاط وشعراء المعارضة المجاورين للبلاط
ولنا في الشاعر ذو الرمة خير مثال فأذكر لك قصة : مر الشاعر ذو الرمة بالفرزدق فقال له لم لا تعدوني من فحول الشعارء مثلكم ( وكان يقصد جرير والأخطل والفرزدق ) فرد عليه أن شعره قوي وليس العيب في شعره ولكن العيب في عدم إتصاله بالبلاط وأتجاهه في شعره إلى غرض الوصف والقليل من الغزل وتركه للمدح والهجاء أو الإقلال منه بوجه أدق .
ثم قس على ذلك في بقية العصور إلى زمنٍ قريب
هذا أخي الكريم ما أستطعت أن أفهمه من خلال ما قرأت عن تاريخ الشعر وحاولت قدر الإمكان الإختصار ولكن الموضوع أخي كبير وكبير جداً
فأنت تسأل عن ما يزيد عن ألف سنة
وأخيراً أسمح لي أن اشكرك مرة أخرى لطرح الموضوع فالموضوع قيّم وقيّم جدا ويستحق أن يبحث بشكل أكبر من قبل أبناء القبيلة ولعل هذه التساؤلات نقطة الإنطلاق للبحث في هذا المجال وغيره
أعذرني على الإطالة والتي أتمنى أنها جاءت في محلها
|