رد: فكرة برج المليون رد .............!!!
جناحُك مكسورٌ ودونك منحدرْوتنظرُ في مرآتك الآن ياحجرْ
أليسَ من العقلِ الخنوعُ ، فما هنامكانٌ لغير الريح والموتِ والخورْ
وما السرُّ في خلطٍ الشجونِ؟ أنا أرىخطامك في ماءٍ وسيفك في خدرْ
توعّدتني بالطير حتى خذلتنيوأنت كما يوحي تُرابك مُحْتَضَرْ
أرحني من التشذيب، قزّمَ قامتيوأشعرني قبحُ التوائك بالخطرْ
فإن تورق ألأشجارُ زاد بي اللظىوصار حِماما في مساءاتك المطرْ
وضقت بحملي الكأس، جفّت على يديتُريدُ لك الأحلى وتُخفي لها الأمرْ
وسرك أن تمتدّ في الظلّ رحلتيفحينا تعرّيني وتسترني أُخرْ
على شفتي تبني العناكب بيتهاتُضاجع أعشابي وتصطاد كالقدرْ
هنالك في أعلى المسافات كرمةعلى ذمة الأنداء أثقلها الثمرْ
بغير مبالاةٍ تبدد ذاتهاوتفترّ - رغم الجرح - لليل والقمرْ
على فمها بردٌ وفي جوفها لظىومن حولها شوكٌ ومن فوقها شررْ
تباغتها ريحُ حرور فترتديحماماتُها ناراً وأعشاشُها سقرْ
على غصنها رفّ الفراش إلى الردىمشوقاً كأن الحلم في عمرها انتحرْ
ونحن نُعيدُ الكأس، نجلو غبارهاونملأُها رملاُ وننتظر الزهرْ
ونحلمُ بالأشباح أن تجتبي لنامن الماء ما غصت به الأرضُ والشجرْ
ونشربُ من نبع الهواء ونرتويهنيهات إشفاق وينقشع الكدرْ
ونركضُ لا ضوء فرارا من الردىكمثل طيور لا تطيرُ .. ولا مفرْ
إذا لم تكن للنصر؟ .. طنّت ذبابةٌوقالت : إذن من ينكر الفضل للحجرْ؟
وأسمع صوت الطبل ، أرقصُ جافلاًبرجلٍ، وإن غنّوا خطوت بلا أثرْ
فماذا ترى في وجهك الان يا حجرْ؟نطقتَ بلا صوتٍ وسرتَ بلا نظرْ
حسن الصلهبي
|