عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2010, 12:30 PM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

صمتي كلام غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الـنـقـاشـات الأدبـيـة

شكرا على الموضوع

وهذا تعليقي على من ينكر النحو أو يقلل من قيمته نقلتها وأضفت إليها ولدي الكثير جدا في هذا الموضوع المحسوم ولكن وقتي لا يسمح لي ولا مشاغلي ولا أريد من الرد اقناع أي شخص لا يريد الاقتناع إنما أهدف لمن بضاعته بسيطة في اللغة بألا يغتر بمثل هذه التعليقات أو نوادر معلمي النحو وبواقعهم ففي كل علم نجد المتقعر والمتشدد والمبسط ...

1) ابن مضاء القرطبي الأندلسي هو من علماء (النحو) ولم ينكر النحو كما رأيت في أحد بل كان ينكر التقعر فيه والتعليل والعلل والعوامل والتعقيدات وانتقاد العلم لا يعني نفيه وهنا أطالبك بإثبات ذلك من كتبه أو من أي مصدر ولو أنكر النحو لأنكر عليه ورد قوله إليه.

2) أنكر على ابن مضاء العلماء المعاصرون له وردوا عليه في نفس عصره ومنها الكتاب المعروف بالأسواق : الرد على ابن مضاء ، وذلك في الجزئيات التي أنكرها وقد استهجنوا عليه مخالفاته.

3) ذكر ابن رشد في بداية المجتهد : أن من لم يتقن علم النحو لا يجوز له الاجتهاد بل يكون مقلدا للعالم فقط لأنه لا يملك الأدوات التي تؤهله شرعا للإجتهاد.

4) علم النحو علم آلة وليس علم غاية مثله مثل علم أصول الفقه وأصول التفسير وأصول الحديث لا بد منها لفهم الشريعة والأحكام فهل إذا كان هناك تقعر وتعقي من بعض الفهاء ننكر الفقه.

5) ذهب شعبة بن الحجاج إمام المؤمنين في الحديث إلى أمر خطير إذ روى ابن الصلاح في مقدمته قال :"روينا عن شعبة قال: من طلب الحديث ولم يبصر العربية فمثله مثل رجل عليه برنس وليس له رأس".

6) وقال حماد بن سلمة أيضا: "مثل الذي يطلب الحديث و لايعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها". مقدمة ابن الصلاح - (ج 1 / ص 47).
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قــوله من كتاب التوسل والوسيلة مبينا أهمية اللغة والنحو : "ومن لم يعرف لغة الصحابة التى كانوا يتخاطبون بها ويخاطبهم بها النبى صلى الله عليه وسلم وعادتهم فى الكلام، وإلا حرف الكلم عن مواضعه، فإن كثيراً من الناس ينشأ على اصطلاح قومه وعادتهم فى الألفاظ، ثم يجد تلك الألفاظ فى كلام اللّه أو رسوله أو الصحابة، فيظن أن مراد اللّه أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده بذلك أهل عادته واصطلاحه، ويكون مراد اللّه ورسوله والصحابة خلاف ذلك‏."
7) مسألة خفيفة في التفريق بين إرادتين في جملة واحدة ..

لو قلت :

لا تأكل السمك وتشرب اللبن .


الإرداة الأولى: أريد ان أنهى صاحبي عن كلٍّ من أكل السمك وشرب اللبن .

الإرادة الثانية: أريد ان أنهى صاحبي عن الجمع بين أكل السمك وشرب اللبن (يعني يجوز له أكل السمك مفردا وشرب اللبن مفردا لكن لا يجوز الجمع بينهما).

هل أضبط الكلمات في كلتا الحالتين بصورة واحدة؟؟

لااااااااااااااااااااااا ...

في المعنى الأول : أضبط الفعلين المضارعين المنهيين بالسكون ..

(لا تاكلْ السمك وتشربْ اللبن)

فيكون الأول مجزوما بـ(لا) الناهية والثاني معطوفا عليه لأن النهي متوجه إلى كليهما .

وفي المعنى الثاني أضبط الأول بالسكون والثاني بالفتحة

(لا تاكلْ السمك وتشربَ اللبن)

فيكون الأول مجزوما ب(لا) الناهية والثاني منصوبا بعد واو المعية .. لأن النهي متوجه على معية الشيئين وليس على العطف بينها أي ان النهي هنا متوجه على الجمع بينهما أي إحداث الفعلين معا ...


وقريب من هذا وليس من بابه فهم قوله تعالى :
((وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا)) [الأنفال/46]

فهل الفاء ههنا عاطفة ؟؟
لااااااااااااااااااااااا

لأن النهي ليس متوجها إلى التنازع والفشل ... ولكن هو متوجه إلى التنازع الذي هو سبب الفشل ..


ولا شك أن جعل النهي متوجها فقط إلى التنازع هو الأقرب إلى بلاغة القرآن لأن فيه تكثيرا للمعاني مع قلة الألفاظ إذ لم يحتج إلى المجيء بمعنى جديد للسببية وإنما دل عليها بمجرد تغيير الحركة وهذا من أعظم البلاغة ...

ولذلك كانت الفاء ههنا تسمى فاء السببية ، والفعل بعدها منصوب وليس مرفوعا ، يدل عليه قوله تعالى :
((لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا)) [الإسراء/22]

فإن كلمة (تجعل) مجزومة بالسكون كما ترون .. ولكن كلمة (تقعد) منصوبة بالفتحة كما ترون أيضا .. فما السر مع أن الفاء بينهما ؟؟ والســر هو أن الفاء هنا ليست عاطفة ، وإنما هي سببية ولذلك اختلف حكم الكلمتين في الإعراب ولو كانت عاطفة لجزم الاثنتين ، وذلك لأن الله لم ينه عن الشرك وعن القعود مذموما مخذولا ، وإنما نهى عن الشرك وبين أنه سبب للقعود مذموما مخذولا. ومن هنا جاء الفعل الأول مجزوما ب(لا) الناهية والثاني منصوبا بعد فاء السببية ..والذي دل على هذا الاختلاف في الجزم والنصب في الأية وف نحوها هو علم النحو ...
8) وقال الأصمعي رحمه الله:" إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، لأنه لم يكن يلحن. فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه.وروى الخطيب البغدادي أن علياً وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم كانوا يضربون أبناءهم على اللحن. ونقل عن الرحبي أنه قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحَّان ، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، فكتب عن اللحان لحَّان آخر،صار الحديث بالفارسية!.

9) وقد تحسر ابن فارس رحمه الله على أهل وقته من غفلتهم عن العلوم العربية وانشغالهم عنها فقال ابن فارس رحمه الله : وقد كان الناس قديماً يجتنبون اللحن فيما يكتبونه أو يقرأونه اجتنابهم بعض الذنوب، فأما الآن فقد تجوزوا حتى إن المحدث يحدث فيلحن والفقيه يؤلف فيلحن فإذا نبها قالا: ما ندري ما الإعراب وإنما نحن محدثون وفقهاء فهما يسران بما يساء به اللبيب. ولقد كلمت بعض من يذهب بنفسه ويراها من فقه الشافعي بالرتبة العليا في القياس فقلت له: ما حقيقة القياس ومعناه؟ ومن أي شيء هو؟ فقال: ليس علي هذا، وإنما علي إقامة الدليل على صحته. فقلَّ الآن في رجل يروم إقامة الدليل على صحة شيء لا يعرف معناه، ولا يدري ما هو. ونعوذ بالله من سوء الاختيار.

10) الجهل باللغة من أسباب الزيغ:والضعف في علوم العربية سبب ضلالاً في فهم كثير من المتفقهة . قال ابن جني:" إن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه واستخف حلمه ضعفُه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب الكافة بها.
وقال عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد لما ناظره في مسألة خلود أهل الكبائر في النار ، احتج ابن عبيد أن هذا وعد الله والله لا يخلف وعده- يشير إلى ما في القرآن من الوعيد على بعض الكبائر بالنار والخلود فيها- فقال ابن العلاء: من العجمة أُتيتَ، هذا وعيد لا وعد، قال الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
ومن أمثلة التفاسير الخاطئة المبنية على الجهل بالعربية قول من زعم أنه يجوز للرجل نكاح تسع حرائر مستدلاً بقوله تعالى:" فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" فالمجموع تسع نسوة، قال الشاطبي: ولم يشعر بمعنى فُعال ومفعل وأن معنى الآية: فانكحوا إن شئتم اثنتين اثنتين أو ثلاثاً ثلاثاً أو أربعاً أربعاً.
ومن ذلك قول من قال إن المحرم من الخنزير إنما هو اللحم، وأما الشحم فحلال لأن القرآن إنما حرم اللحم دون الشحم، ولو عرف أن اللحم يطلق على الشحم بخلاف الشحم فلا يطلق على اللحم لما قال ما قال.
ومن ذلك قول من قال في حديث:" لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر، يقلب الليل والنهار"، بأن فيه مذهب الدهرية وهذا جهل ، فإن المعنى لا تسبوا الدهر إذا أصابتكم مصائب ولا تنسبوها إليه فإن الله هو الذي أصابكم فإنكم إذا سببتم الدهر وقع السب على الفاعل لا على الدهر.
قال الشاطبي رحمه الله: فقد ظهر بهذه الأمثلة كيف يقع الخطأ في العربية في كلام الله سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك يؤدي إلى تحريف الكلم عن مواضعه ، والصحابة رضوان الله عليهم براء من ذلك لأنهم عرب لم يحتاجوا في فهم كلام الله تعالى إلى أدوات ولا تعلم. ثم من جاء بعدهم ممن هو ليس بعربي اللسان تكلف ذلك حتى علمه.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يرزقنا العلم والعمل والحمد لله رب العالمين.

11) رقـم الفتوى : 48949
عنوان الفتوى : مدى أهمية تعلم قواعد اللغة لطالب العلم الشرعي
تاريخ الفتوى : الأربعاء 4 ربيع الآخر 1425 / 24-5-2004
السؤال



أيهما أفضل لطالب العلم بعد حفظ القرآن ودراسة العقيدة النحو أم الحديث؟

الفتوى





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعرفة العلوم الشرعية من أجلِّ العبادة وأفضلها، قال الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر:9]، وقال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء [فاطر:28].

وفي سنن الترمذي والدارمي من حديث أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم.

والعلوم الشرعية منها ما هو مقصود لذاته، ومنها ما تتوقف على معرفته معرفة غيره كعلوم اللغة، قال الشيخ عليش في منح الجليل مبينا العلوم الشرعية: ..... وهو ما يحتاجه الشخص في نفسه ومعاملته من فقه وأصوله وحديث وتفسير وعقائد، وما تتوقف عليه كنحو ولغة وصرف وبيان ومعان...... 3/137.

فصحة ألفاظ الحديث وألفاظ القرآن وغيرهما من العلوم الشرعية تتوقف على معرفة قواعد اللغة، فلا غنى إذاً عن النحو لمن يريد معرفة علوم الشرع.

والحاصل أن الحديث مطلوب معرفته والنحو وسيلة إلى تلك المعرفة، فلا استغناء للطالب إذاً عن واحد منهما، وتحصيل الوسيلة يكون قبل البدء فيما هو غاية، ثم اعلم أن علم الفقه وأصوله وتفسير القرآن ومعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه هي من العلوم التي لا ينبغي جهلها، بل لا يجوز جهل ما كان عينيا منها كفقه العبادات وما يحتاجه المرء في معاملاته.

والله أعلم.












رد مع اقتباس