( 3 )
( اسماءٌ لها ذاكرةٌ معكِ )
اتذكرين الشيخ علي باجابر ( رحمه الله ) ..
وكيف ان اسواق الغزة كانت تقفل لحظة سماعهم التراتيل المحبّرة (الحمد لله رب العالمين ...).
كنت ارى الرؤوس تتمايل خلفه في الصلاة..
كنت ارى الشيوخ والشباب ، النساء والرجال ، الهداة والعوام ، يتسابقون على اللحاق بالركعة ولو كانت الثانية.
اتذكرين مراحله ومراحلنا معه ؟
اتذكرين تلك الصلاة التي لم يستطع احد ان يتابع قراءته لشدة سرعته..!
بعد التسليم قلتي ان الشيخ لديه مشكلة !
وبعد عشر سنين ياجدتي عند لقائي به في امريكا عرفت مشكلته ... معهم !
يدّعون انه قد افتن النساء !
ووالله انهم يعلمون اننا نعلم انه ما افتن إلا غرائز الغيرة في نفوسهم..
لا انسى ياجدتي بكاؤك على الشيخين ( الخليفي والطنطاوي ) وكأنهما اشقاؤك !
وصاحب الصوت الجميل والكلمة الجميلة
الذي علمنا فقه الواقع وتسليمه القريب للقلب (السلام عليكم ورحمة الله)
نسمعه كل يوم على مائدة الإفطار
بإبتسامته الجميلة وممازحته للمخرج
ونظارته المميزة.. ولكنته الشامية
دخلت عليكِ ذات إفطار وانت تتناولين الرطيبات ودموعك تتساقط على السفرة ..
وعرفت ما الوجل إذ لم اسمع امام حرمنا يقرأ ( الله نور السماوات والارض ..) فعرفت ان صاحبنا قد أوحشك وبكيت معك ( رحم الله الشيخ الخليفي) !
تمتمتي بكلمات اكاد افهمها وانت تتحدثين عن الصلاة خلف هذا الشيخ لأكثر من اربعين سنة...!
- كان صوته يجلجل ياولدي الحرم المكي قبل حتى نعرف المايكرفونات...
كان اذا قرأ ( إنا اعطيناك الكوثر.. ) نعرف انه متعب..
الم يقرأها كثيرا في آخر أيامه ياجدتي ..؟!
يتبع..
**********