و نختم بهذه المجنونة . . . . للمهستر ابو الطيب المتنبي
.
.
.
أود من الأيام ما لا توده *** وأشكو إليها بيننا وهي جنده
يباعدن حبا يجتمعن ووصله *** فكيف بحب يجتمعن وصده
أبى خلق الدنيا حبيبا تديمه *** فما طلبي منها حبيبا ترده
وأسرع مفعول فعلت تغيرا *** تكلف شيء في طباعك ضده
رعى الله عيسا فارقتنا وفوقها *** مها كلها يولى بجفنيه خده
بواد به ما بالقلوب كأنه *** وقد رحلوا جيد تناثر عقده
إذا سارت الأحداج فوق نباته *** تفاوح مسك الغانيات ورنده
وحال كإحداهن رمت بلوغها *** ومن دونها غول الطريق وبعده
وأتعب خلق الله من زاد همه *** وقصر عما تشتهي النفس وجده
فلا ينحلل في المجد مالك كله *** فينحل مجد كان بالمال عقده
ودبره تدبير الذي المجد كفه *** إذا حارب الأعداء والمال زنده
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله *** ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
وفي الناس من يرضى بميسور عيشه *** ومركوبه رجلاه والثوب جلده
ولكن قلبا بين جنبي ماله *** مدى ينتهي بي في مراد أحده
يرى جسمه يكسى شفوفا تربه *** فيختار أن يكسى دروعا تهده
يكلفني التهجير في كل مهمه *** عليقي مراعيه وزادي ربده