كئيب بطيء الخطا مؤلم**يسير إلى حيث لا يعلم
و يسري و يسري فلا ينتهي**سراه و لا نهجه المظلم
و تنساب أشباحه في السكون**حيارى بخيبتها تحلم
هو اللّيل في صمته ضجّة**و في سرّه عالم أبكم
كأنّ الصبابات في أفقه**تئنّ فترتعش الأنجم
حزين غريق بأحزانه **كئيــب بآلامه مفعـــم
كأنّ النجوم على صدره **جراح يلوح عليها الدم
هو اللّيل يطوي بأعطافه**قلوبا بأشواقها تضرم
تساهر أعين الساهرين** و تقتات أحلامه النوم
و يشكو إلى جوّه عاشق**و يشدو على صمته ملهم
يناجي المعنّى المعنّي به**و يهفو إلى المغرم المغرم
و يبتهج القصر في ظلّه**و ينتحب الكوخ و المعدم
ففيه التآويه و الأغنيات**و في طيّه العرس و المأتم
و في صدره سرّ هذا الوجود** فماذا يذيع و ما يكتم ؟
,
عبدالله البردوني