- 8 -
أدبٌ كمثل الماء لو أفرغـتَهُ
يوماً لسال كما يسيل الماء
هذا البيت الجميل للشاعر الأديب أحمد بن عبد ربه الأندلسي صاحب كتاب العقد الفريد
(246 - 328هـ/ 860 - 939م)،
وهو يحمل معنيين ما زالا يضجان حيوية وواقعاً حتى اللحظة.
المعنى الأول أن الممدوح بهذا البيت له أدب سيال كالماء لا يصعب عليه قلم،
ولا تعيقه عبارة ولا يتوقف عند معنى عويص فهو كثير الإنتاج،
غزير الأدب والمعرفة والثقافة، وفي الوقت نفسه، أدبه نافع وحيوي للناس كالماء.
والمعنى الآخر عكسه تماماً. أي أن الأدب السائر والمنتشر بين الناس ليس له ذلك العمق أو الطعم أو اللون أو الرائحة فهو من سهولة تناوله كالماء المبذول لكل الناس، فيما الأدب الحقيقي الإبداعي يجب أن يكون عزيزاً غير مبتذل.