فقد آذنَ الفجْـرَ أن يظهـرا
وقد آذنَ الكـونَ أن يكتسـي
من النور ثوبـا بـه أسْفَـرا
وللأرضِ أن تَسْتَفِيْقَ الرُّبـى
فَيَخْتَالُ بِالزَّهْرِ جِيْـدُ الثَّـرى
وأن نَحْطِمَ القيدَ قيدَ الهـوانِ
وَنَخْطُوا على شُرُفاتِ الذُّرى
وأن نُسْمِـعَ المـوجَ آمالَنَـا
حَنانَيـكَ قـدْ آن أن نَعْبُـرا
وأن نَرْتَوي من مَعينِ السناءِ
وَنَسْقِي عِدَانـا دمـا أحمـرا
تأمل ترى الأرضَ بعد الربيعِ
وقد فاضَ منها السنا مُثْمِـرا
وعادَ بِهَا الزهرُ والأُقْحُـوَانُ
وَغَنَّى بِها الطيرُ مُسْتَبْشِـرا
تأمل مـن الدَّهْـرِ دَوْلاتَـهُ
ترى الليلَ رَغْمَ الدُّجى أدْبَرا
فَعُدْ يا أخا المجدِ قَـدْ جاءَنـا
من اللهِ وعـدٌ بـأن نُنْصَـرا
لَنا المَجْدُ لا مَجْدَ غير الـذي
بِهِ أوْثِقَتْ في الإلـهِ العُـرى **~~::