عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2011, 08:19 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

صالح الكعبي غير متواجد حالياً


افتراضي قلة المراعاة لمشاعر الآخرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




قلة المراعاة لمشاعر الآخرين:



فمن الناس من هو غليظ الطبع ، كثيف النفس ، صفيق الوجه، لا يحجزه عن المباذل يقين ، ولا تلزمه المكارم مروءة ، لا يراعي مشاعر الآخرين ، ولا يأنف من مواجهتهم بما يكرهون 0


فإذا ما حضر مجلساً ، وابتدر الكلام وضعت يدك على قلبك ؛ خشية أن يزلّ أو يفرط على أحد من الحاضرين 0


فإذا ما وجد مجالاً يشبع فيه طبيعته النزقة الجهول - هام على وجهه، لا ينتهي له صياح ، ولا تنحبس له شِرّة 0


فتارة يُذكر الحاضرين بعيوبهم، وتارة يؤذيهم بلحن منطقه ، وتارة يذكرهم بأمور يسوؤهم تذكرها 0


(( أكب رجل من بني مرة على مالك بن أسماء يحدثه في يوم صيف ، ويُغمُه، ويثقل عليه ، ثم قال : أتدري من قتلنا منكم في الجاهلية ؟0


قال : لا ، ولكني أعرف من قتلتم منا في الإسلام 0


قال : ومن هم ؟


قال : أنا قتلتني اليوم بطول حديثك ، وكثرة فضولك ))


قال ابن القيم - رحمه الله :- " ومنهم من مخالطته حمى الروح، وهو الثقيل البغيض العقل ، الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ، ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها 0


بل إن تكّلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به ؛ فهو يُحدّث من فيه كلما تحدث ، ويظن أنه مسك يُطيب به المجلس ، وإن سكت فأثقل من نصف الرحىالعظيمة ، التي لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض 0


ويذكر عن الشافعي - رحمه الله - أنه قال : ماجلس إليّ ثقيل إلا وجدت الجانب الذي في أنزل من الجانب الآخر 0


ورأيت يوماً عند شيخنا قدس الله روحه - رجلاً من هذا الضرب ، والشيخ يحمله ، وقد ضعفت القوى عن حمله ، فالتفت إلي، وقال: مجالسة الثقيل حمى الربع ، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى ، فصارت لها عادة ، أو كما قال "


ولهذا فالرجل النبيل ، ذو المروءة والأدب هو من يراعي مشاعر الآخرين ، فلا يؤذيهم بكلمة ، ولا يجرح مشاعرهم بإشارة أو نحوها ، بل يحفظ عليهم كرامتهم وماء وجوههم0


خالق الناس بخلق حسن// لاتكن كلباً على الناس يهرُ






من تاليف


د/محمد ابراهيم الحمد






التوقيع

رد مع اقتباس