عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2011, 04:13 AM   رقم المشاركة : 666
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ركــــنـي الهــــــــــآدي *ـ*

ومن التشبيهات النبوية قوله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها ، قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ، قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل . . . ) فهنا تشبيهان تمثيليان
أولهما
، تداعي الأمم على هذه الأمة كتداعي الأكلة على القصعة ، إنها صورة عجيبة واقعية معبرة ، يحسها كل إنسان لأنها من البيئة، ومن هنا يأتي تأثيرها، ويعظم مدلولها.
المشبه: الأمم وهي تتداعى أي يدعو بعضها بعضا إلى خيرات هذه الأمة ، والمشبه به
تداعي الأكلة أصحاب النهم والشره إلى طعام لذيذ مغر كما يدل عليه التعبير بالقصعة المشعرة بالسعة والامتلاء ، والجامع هنا هو الاهتمام والتنادي على أمر مهم، يا لها من صورة ما أعظم مدلولها على ما نحن فيه اليوم ، إنها صورة من البيان النبوي الرائع .
والتشبيه الثاني غثاء كغثاء السيل ، صورة أخرى رائعة ، فالمشبه هو الأمة الكثيرة بلا أثر، والمشبه به
غثاء السيل ، واختيار الغثاء له مدلوله ، إذ هو بمجوعه ومنظره كثير ، لكنه بمخبره وجوهره قليل بل ضعيف ، وهكذا الأمة في حالة الضعف ملايين البشر دون فائدة ، ثم إن غثاء السيل يحمله السيل دون هدى ، لا اختيار له ، فهو يقع من حفرة في أخرى ، إلى أن يأتي هاوية كبرى فينتهي فيها ، وكذلك الأمة الضعيفة ، غيرها يسير أمرها ، حتى يوقعها في كارثة لا تخرج منها ، كذلك غثاء السيل خليط من أشياء كثيرة لا ترابط بينها إلا الضياع وعدم الارتباط بشيء، ففي الغثاء أعواد وحشائش وقطع وخِرق ، وبقاياً أخشاب وهكذا، والأمة إنما كانت هزيلة يوم أصبحت خليطا لا رابط بين أجزائه .
إنها صورة أخرى من البيان النبوي الرائع ، لا بد أن نفهمها ونعتبر منها .






رد مع اقتباس