10-06-2011, 11:58 AM
|
رقم المشاركة : 49
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
رد: كيمياء الحسن فينْي ناتجه عن احتكاك بين ذرات الخيال والمعرفه ودمَ الوريد
قرأت قبل عشر سنوات ونيفا إن المتنبي وقف أمام سيف الدولة الحمداني وقال:
اذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ...الا تفارقهم فالراحلون هم !!
فماهو إذن الفراق وماهو الرحيل وهل لكل كلمة معني ام الفراق هو الرحيل؟؟!!
واذا قلنا انهما بذات المعني أو لكل منهما تعبير يخصه ومعاني تفسره فماهو رحيل الأجساد وفراق الأرواح أم أن الأجساد هي التي ترحل والأرواح هي التي لاتفترق ويبقى القلب يتكبد اللوعات ويمتص الصدمات والعقل يذوب في عالم الارق والخيالات..
قيل إن الفراق اللعين جلس مره الى الرحيل فأطال جلسة المناقشة وجعل يطلب ويطلب حتى نال القسمة الأكبر والسواد الأعظم فصار يتدخل بين العشاق والمتحابين والأزواج فأفسد عليهم اللحظات الجميلة وصدمهم بالنهايات المؤلمة.
أما الرحيل باختصار شديد وكلمات بسيطه فهو أخف وطئا وأقل تأثيرا لأنه مهما ترحل شخصا عن الناس فالحب يبقى والوجد يبعثه الشوق شموعا لاتنطفي ولعل يوما أن يتحقق اللقاء..
كم قتل الفراق حياة وأشعل تعبا في الأعماق وكم أسهر عيونا حتى اذا قام الليل ليعلن صباحا جديد سقطت تلك العيون كالقتلى تبحث عن قطع الليل المظلم في خيوط النور المنتشره بقوة في الأرجاء.
والرحيل يسيل الآلم ويلهب في الأحشاء نارا ويجعل الحبيب يتمسك في الراحل بغزارة دمعا لاينقطع كقول ابن زريق..
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى ...وأدمعي مستهلات وادمعه
إن الفراق والرحيل يحس بهما ذوو العاطفة والشعور المرهف جدا حتى إنه لتمضي الأعوام تلو الأعوام ووقعهما في قلوبهم مشتعلا وقادا يحركه أدنى مستويات الحس وأطلال الاماكن..
|
|
|