رد: فكرة برج المليون رد .............!!!
لو تأملنا حال بعض الشركات على مختلف أسمائها لوجدنا أنها تنجح بكل سهولة في مجتمعنا، إضافة إلى بعض المجتمعات العربية، وذلك ليس مرده إلى عدم وجود قوانين وأنظمة، بل توجد ولكن ينقصها التفعيل والمتابعة الجادة؛ لكي تؤتي هذه الأنظمة والقوانين ثمارها، وإلا لأصبحت حبرًا على ورق!
فشركات التبغ مثلاً فاشلة وخاسرة، بحسب تأكيد أحد مسؤوليها في وسائل الإعلام الغربية، وعلى ذلك هم يعوضون خسارتهم في الغرب بأرباحهم في دول الشرق الأوسط، ولاسيما في الدول العربية! وبطبيعة الحال هذا يدل على أن القوانين والأنظمة هناك تُحترم وتُفعَّل على أكمل وجه، وهي دائماً ما تكون في صف المواطن، حتى لو كان ضد كبريات الشركات وأباطرتها. ولدينا دليل واضح في تقسيم وتجزئة شركة مايكروسوفت العالمية، التي مقرها الولايات المتحدة، بل أُجبر صاحبها بيل جيتس، الذي كان أغنى رجل في العالم حتى عام 2006م، ورضخ للقانون، ولم يحاول شراء الذمم، على اعتبار أنه ما زال من أغنى أثرياء العالم بثروة تقدر بـ 90 مليار دولار!
أما في البلاد العربية "السوق الحرة، كما يزعمون!!" فيتم تقديم مصلحة أصحاب رؤوس الأموال على مصلحة الناس، وذلك بالتسهيلات التي تجدها، وغض الطرف عن أخطائها وعن مشاكلها، التي من أهمها عدم إعطاء موظفيها رواتبهم على الرغم من قِلَّتها، وإذا شئتم فانظروا لبعض العمالة في بعض مدن بلادنا، يعملون في المساء في محطات البنزين وفي النهار عاملين بالمساجد، ويمضون بقية وقتهم في غسيل السيارات وبعض الأعمال الخفيفة، وحق لهم ذلك؛ فكيف يعيشون طالما لا يستلمون رواتبهم إلا بعد مرور سنة وقد تزيد؟!!
وعوداً على بدء، تجد المواطن الغربي لو تضرر من التدخين ضرراً بالغاً يحق له أن يتقدم بشكوى ضد شركة التبغ في بلاده، ويحصل على تعويض بالملايين، وحصل ذلك للكثير. وبالمناسبة فإن أمريكا رفعت شعاراً منذ مطلع الألفية الثالثة "أمريكا خالية من التدخين بعد عشر سنوات"؛ فهم على الأقل إذا لم يتخلصوا من التدخين نهائياً فإنهم قد هيؤوا له البنية التحتية للقضاء عليه بشكل كبير، وذلك يتمثل في تضييق الخناق على شركات التبغ وعلى متعاطي التدخين في الأعمال وفي الأماكن العامة، ولاسيما المطارات والمستشفيات؛ حتى يشعر - وقد شعروا بالفعل! - المدخنون بأنهم منبوذون من المجتمع، بينما في عالمنا العربي من لا يدخن يشعر بأنه هو المنبوذ؛ إذ التدخين والمدخنون يحاصرونه في كل مكان، في البناية التي يسكنها، وفي العمل، وفي الأماكن العامة، حتى في المصاعد لم يسلم منهم!!
وختاماً.. بإمكاننا أن نقيس على ما ذكرت بعض الشركات، كشركات الاتصالات، التي من عدم احترامها الأنظمة والقوانين لا تمكنك من نقل رقمك منها، وتؤخرك أشهراً عدة، فضلاً عن سوء الخدمة ورداءتها، بينما في بعض الدول العربية، وليست الغربية، بمكالمة واحدة تستطيع أن تنقل رقمك؛ فسبحان الله، يقيدون حريتك حتى في اختيار الشركة التي تريدها!
نتطلع لليوم الذي تُطبَّق فيه الأنظمة والقوانين، وتُفعَّل تفعيلاً جادًّا، حتى يعلم المواطن أن هناك من يقف معه ويشاركه همومه وغمومه، وينصفه من ظلم كبرى الشركات، التي لا تعبأ بالمواطن ولا بكرامته، على الرغم من كونه مصدر قوتها الحقيقية بوصفه مستهلكاً مجبرًا!!
..
/
لماذا نجحوا هنا وفشلوا هناكـ ..؟
لماجد الحربي
التوقيع |
نحن بِحاجَة لِلخِلافات اِحيآناً
لِمَعرِفة مايُخفيهِ الآخَرون في قُلوبِهُم
..
قَد تَجِدُ ما يَجعلُكَ في ذُهول
وقَد تَجدُ ما تَنحَني لَهُ اِحْترآماً
//
|
|